أعلنت شركة سيمنس الألمانية عن مشروع عملاق لتصنيع مكونات ومعدات استعادة الطاقة فى مصر لتوفير متطلبات مشروعاتها الثلاثة بها والمشروعات الجارى تنفيذها فى دول العالم، حيث يبلغ حصتها حوالى ثلث المشروعات الجديدة المنفذة فى دول العالم، وتعاقدت على توريد 80 توربينة منذ العام الماضى فقط، وأن هذا المشروع يأتى إلى جانب مشروعها الآخر لتصنيع ريش مزارع الرياح فى مصر. وأعلن مسؤول الطاقة والغاز بالشركة عن تنفيذ أول مشروع فى مصر لتحلية مياه البحر، إلى جانب إنتاج الكهرباء باستخدام تكنولوجيا جديدة تنفرد بها ألمانيا، ويقام المشروع فى منطقة العين السخنة. جاء ذلك خلال زيارة «التحرير» وحدة كهرباء "الفورتونا" بدوسلدورف الألمانية، أعلى محطة توليد كهرباء فى العالم، من حيث الكفاءة، التى تصل إلى 61 فى المئة، والحاصلة على 3 أرقام قياسية غير مسبوقة فى العالم، وهى النموذج المصغر لمحطات التوليد التى ستقام فى مصر بمناطق العاصمة الإدارية وبنى سويف والبرلس بطاقة 14 ألفًا و400 ميجاوات تعادل حوالى نصف الاستهلاك الحالى. وأعلن مدير المحطة أنه يتم تشغيلها من خلال 80 عاملًا فقط، وتعتبر من المعالم السياحية فى المدينة من خلال المبنى الزجاجى والإنارة المبهرة ليلا، وتوفر احتياجات 100 أسرة من الماء الساخن والهواء الساخن المستخدم للتدفئة فى المنازل، وهى تمتلك أكبر توربينة، وتضم 16 غلاية لإنتاج الهواء الساخن بدرجة 1600 درجة لتشغيل التوربينات ثم دفعة للمنازل، وأن هذه المحطة صديقة البيئة ستكون النموذج لمحطات التوليد المصرية فى انخفاض استهلاك الغاز والصيانة، وساعات التشغيل التى تصل إلى 25 عامًا، مشيرا إلى أن المحطات الثلاث فى مصر توفر 20 ألف فرصة عمل كما توفر المحطة احتياجات 21.5 مليون مواطن والتشغيل فى ديسمبر القادم، وقد انطلقت أول التوربينات الغازية العملاقة للمحطات الثلاث، التى تضيف قدرات للشبكة الكهربائية تعادل 40% من مدينة برلين تجاه مصر فى رحلة تستغرق 3 أشهر، ومن المقرر أن تصل خلال شهر مايو.
وكان الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة، قد أعلن أن المشروعات الثلاث تجعل مصر تحطم عديدًا من الأرقام القياسية العالمية لإقامة مشروعات الكهرباء العملاقة، وتجعلها ضمن الدول الكبرى التى تتمكن من إقامة مشروعات للطاقة بهذا الحجم والاستثمارات التى تصل إلى 6 مليارات يورو، وأن مصر حصلت على عديد من التيسيرات من الجانب الألمانى بفضل دعم الرئيس عبد الفتاح السيسى للمفاوضات، وأن هذه القدرات ستكون الجاذب الأول للاستثمارات العالمية وإقامة مشروعات تنموية لخدمة الاقتصاد الوطنى وتوفير فرص العمل. وأعلنت سيمنس أن توربينات أكبر مشروع فى تاريخها فى طريقها الآن إلى ميناء الأدبية على البحر الأحمر ليتم بعد ذلك نقلها إلى بنى سويف، وأن التوربينات الاثنين سيتم نقلهما لمشروع محطة كهرباء بنى سويف، ويبلغ وزن هذه الشحنة 890 طنًا، فى حين يبلغ وزن الطائرة الفارغة من طراز أيرباص A380 نحو 277 طن مترى. ومن المخطط أن يتم تركيب التوربينات الغازية فى محطة الكهرباء بحلول منتصف مايو وهى من نوع SGT5-8000H، وتستغرق الرحلة ثلاثة أشهر تبدأ من مدينة "فيست هافن" فى برلين، وتنتهى فى محطة بنى سويف، التى تقع على بعد 110 كيلومترات جنوبالقاهرة. صرح ويلى مايكسنر، الرئيس التنفيذى لإدارة سيمنس للطاقة والغاز، بأن الأجهزة التى يتم شحنها يبلُغ طول كل منهما 12,6 متر مع ارتفاع يصل إلى 5,5 متر وعرض 5,5 متر، وتم رفعهما على متن بارجة ضخمة بمساعدة اثنين من الرافعات الخاصة، وعند وصولها إلى ميناء تردام، يتم تحميل التوربينات على متن الناقلة العملاقة فيبكا، وهى خاصة بالأحمال الثقيلة، وستتم هذه العملية عن طريق رافعات خاصة موجودة على سطح السفينة، ومن المنتظر أن تقطع السفينة رحلتها إلى البحر المتوسط عبر مضيق جبل طارق قبل أن تصل إلى وجهتها فى ميناء الأدبية وعبور قناة السويس، وعند وصول الحمولة إلى مصر، فإن مقطورة بأربعين محور 40 Axle ستنقل التوربينات بقية الطريق، لتقطع مسافة 250 كيلومترًا، على امتداد نهر النيل فى طريقها لبنى سويف فى رحلة تصل مدتها الزمنية لخمسة أيام. وأضاف أنه بعد وصول المعدات إلى موقع الإنشاءات فى بنى سويف، سيتم تفريغ التوربينات الغازية وتركيبها فى غرفة الآلات بمحطة الكهرباء ويبلغ عدد التوربينات التى سيتم تركيبها فى المحطة ثمانية توربينات غازية، ومن المخطط تشغيل المحطة بنظام الدورة البسيطة فى المرحلة الأولى، قبل أن تتم توسعتها لتعمل بعد ذلك بنظام الدورة المركبة، وبإجمالى قدرة كهربائية مُثبتّة تبلغ حوالى 4,8 جيجاوات، وهو ما سيُمكن محطة بنى سويف من توفير الطاقة الكهربائية لنحو 21,6 مليون شخص لتصبح بذلك، بعد استكمالها، أكبر محطة فى العالم تعمل بنظام الدورة المركبة. وأكد «أننا نتوقع أن تقوم محطة كهرباء بنى سويف بتغذية الشبكة القومية لمصر بالطاقة الكهربائية بداية من شتاء 2016/ 2017». وأن شركة سيمنس تساعد شركاءها المصريين من أجل بناء منظومة طاقة تتسم بالقوة والاعتمادية بفضل تكنولوجيا سيمنس الحديثة، وسيكون لتوربينات سيمنس الغازية طراز H-class دور محورى فى خطط تطوير منظومة إنتاج الطاقة فى مصر. وسيتم تركيب نحو 24 توربينة من التوربينات عالية الكفاءة و24 مولدا بُخاريا لاستعادة الحرارة و12 توربينة بخارية و36 مولدًا فى محطات الكهرباء الثلاث فى مصر.