عرفت بأدوار "لهاليبو".. و"ولعة".. في السينما المصرية، إنها الفنانة نعيمة عاكف، واحدة من أهم فنانات الاستعراض في مصر، والعالم العربي. كانت نعيمة تعمل في السيرك الخاص بعائلتها، "سيرك عاكف"، وأحبها الجمهور آنذاك. اتسم أدائها بخفة الدم، حتى طلب منها الفنان علي الكسار، أن تعمل في فرقته، قبل أن تقرر الهرب، ويعيدها أحد الأشخاص إلى أبيها، الذي قرر إعطائها قرشين يوميا، مقابل عملها في السيرك، وقرش في أيام الإجازات، خشية أن تفلت منه موهبة مثل نعيمة عاكف.
الرقص الشعبي حصلت نعيمة على هدية، كانت عبارة عن لعبة ترقص 6 رقصات مختلفة، وسمتها نعيمة "شيكابوم"، على إسم راقصة شهيرة آنذاك، ولكن في يوم من الأيام دخل والدها غرفتها، ووجدها ترقص أمام تلك الدومية، فقام بضرب اللعبة بمسدسه وكسرها. بعدها ذهبت نعيمة، إلى ملهى الكيت كات.. مقر المخرجين وكبار الفنانين، ومن هنا كانت بداية مشوارها الفني، حيث اكتشفها المخرج أحمد كامل مرسي، وقدمها للجمهور كراقصة في فيلم "ست البيت".
حسين فوزي بعد أن أثبتت نعيمة عاكف، قدرتها الفنية في فيلم "ست الستات"، قام المخرج حسين فوزي بتوقيع عقد معها لتقديم العديد من الأفلام، ثم تحولت العلاقة بينهما من الجانب العملي إلى الجانب الشخصي، حيث تزوجا وتركت نعيمة منزلها السابق في شارع محمد علي، وانتقلت إلى فيلا مصر الجديدة، حيث تعلمت هناك طرق الحياة العصرية، وتعلمت كذلك اللغات الأجنبية.
ضريبة الشهرة بسبب ما حققته نعيمة من نجاحات على الصعيد الفني، أصيب زوجها حسين فوزي بحالة من الغيرة تجاهها، وتسبب ذلك في إثارة المشكلات بينهما، الأمر الذي أدى إلى حدوث الطلاق بينهما في عام 1958م.
نعيمة كانت مولعة بالرسم على الخزف، كما أنها شغوفة بالعرائس والدومية التي أحبتها منذ الصغر. كما أبدعت في نحو 25 فيلمًا، أبرزها: "جنة ونار"، و"بابا عريس"، و"فرجت"، و"فتاة السيرك"، و"يا حلاوة الحب"، وحصلت على لقب أحسن راقصة في العالم في مهرجان الشباب العالمي بموسكو 1985.
غرام في السيرك بعد طلاق نعيمة عاكف من المخرج حسين فوزي، أراد الأخير أن يشعل لهيب الغيرة بداخل زوجته الأولى، فقاده فكره إلى إخراج فيلم تدور أحداثه في سياق حياة نعيمة عاكف، ولكن هذه المرة من بطولة الفنانة برلنتي عبد الحميد، وهو فيلم «غرام في السيرك». وفاة سريعة بعد حياة قصيرة بعد مرور عام من طلاقها، تزوجت نعيمة عاكف من المحاسب القانوني "صلاح الدين عبد العليم"، وأنجبت منه إبنها الوحيد "محمد"، ولكن للأسف أصيبت بمرض السرطان، ومنعت من العلاج بالخارج على نفقة الدولة، نظرًا لتدهور الحالة الصحية لديها، وأفدى بها الحال إلى الوفاة عن عمر يناهز 36 عامًا، ورحلت عن عالمنا في 23 إبريل عام 1966.