«سلمان» أنقد ما تبقى من أمتار العرب الضائعة والجزيرتان مليئتان بالشعب والأسماك النادرة تعددت ردود الفعل السعودية على الجسر البري الذي أعلنت كل من القاهرةوالرياض إنشائه في البحر الأحمر، وبعنوان "4 سنوات لإنجاز جسر الملك سلمان..الشعب المصري.. الحلم أصبح حقيقة"، قالت صحيفة "عكاظ": إن "الشعب المصري استفاق صباح أمس (السبت)، على حقيقة كانت حلمًا، فالدهشة مازالت تلف وجوه المتابعين، لما تنشره الصحف حول إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إنشاء الجسر البري بين مصر والسعودية ولسان حالهم يقول (لقد تحول الحلم إلى حقيقة)". وأضافت الصحيفة ""وفقًا لما هو مقترح يبدأ الجسر من جزيرة تيران بجوار شرم الشيخ، متجهًا لجزيرة صنافير بالسعودية بطول 23 كيلو مترًا، حيث يرتكز على الجزيرتين"، لافتة إلى أن"جسر الملك سلمان الذي انتظره 90 مليون مصري، يعتبر من المشاريع الإستراتيجية الاقتصادية الكبيرة ذات العوائد المادية الكبيرة جدًا، حيث تعتمد إيرادات المشروع بشكل أساسي على تسيير خط بترول عبر الجسر متجهًا من السعودية ودول الخليج إلى سيناء ومنها إلى الإسكندرية إلى دول جنوب أوروبا، وتصل حجم الإيرادات التي سيجلبها خط البترول سنويّا 600 مليون دولار، حيث يوفر كل برميل يمر عبر الجسر دولارًا واحدًا، فضلًا عن إيرادات الرسوم التي يمكن تحصيلها من السيارات والشاحنات العابرة للجسر". وأشارت إلى أن "المشروع لن يخدم نقل الركاب وحركة مرور السيارات فقط، لكن سيتم عبر جسم الجسر توصيل خطوط كهرباء وغاز وبترول وفقًا للدراسات الأولية التي أجريت حول المشروع، إذ توقعت الدراسات نجاح المشروع في جلب تكلفة إنشائه خلال خمس سنوات من خلال الإيرادات التي سيحققها للبلدين"، مضيفة أن "مشروع الجسر البري طرح لأول مرة عام 1988، خلال زيارة الملك الراحل فهد لمصر ولقائه مع الرئيس السابق حسني مبارك، وكان الاتفاق يقضى بإنشاء جسر بري يبدأ من الشاطئ الغربي لمصر عند (رأس نصراني) القريبة من شرم الشيخ، ويمر بجزيرة تيران، ليصل إلى الشاطئ السعودي بمنطقة رأس حميد، ويبلغ طوله مسافة 23 كم". ونقلت عن مراقبين معنيين بشؤون الطرق قولهم: إن "السيارة ستقطع الجسر من مصر للسعودية في نحو 20 دقيقة، وسيرتكز على شاطئ سيناء من ناحية ليمر في المياه الضحلة مرتكزًا على جزيرة تيران ليمتد حتى الشاطئ السعودي مرتفعًا عن المياه ب 65 مترًا، بما يسمح بمرور الناقلات والبواخر، وسيستغرق تنفيذه من 3 إلى 4 سنوات". ومن الجدير بالذكر أن المكتب الاستشاري الأمريكي «بكتل»، هو الذي أجرى دراسة جدوى للمشروع، إذ أوضحت الدراسة أنه من الممكن استرداد تكلفة إنشائه خلال خمس سنوات. وفي ترويج سياحي لكل من جزيرتي صنافير وتيران، نشرت ذات الصحيفة تقريرًا بعنوان "تعرف على تيران وصنافير.. أجمل جزر العالم"، قالت فيه: إن "الاثنتان تمتازا بكثافة شعبها المرجانية والأسماك النادرة، ومن أكثر الجزر حول العالم جذبًا للسائحين، وكان موقعهما النائي في البحر الأحمرجنوبسيناء هدفًا دائما لمطامع الاحتلال الإسرائيلي، الذي تمكن بعد حرب عام 67 من فرض سيطرته على مضيق تيران الواقع بين جزيرة تيران وصحراء سيناء". وأضافت "جلالة الملك عبد العزيز آل سعود كان قد طلب من مصر في يناير1950 أن تتولى توفير الحماية للجزيرتين، وهو ما استجابت له وقامت بتوفير الحماية للجزر منذ ذلك التاريخ"، موضحة أن التوقيع والتصديق على الاتفاق سيسفر عن تمكين مصر من الاستفادة من المنطقة الاقتصادية الخالصة في البحر الأحمر وما توفره من فرص للاستكشاف والتنقيب عن موارد طبيعية إضافية للدولة"، لافتة إلى أنه سيتم عرض اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية على مجلس النواب لمناقشتها وطرحها للتصديق عليها طبقًا للإجراءات القانونية والدستورية المعمول بها". واختتمت قائلة "الجزيرتان تابعتان للسعودية، وإنما جعلت مصر تستفيد منها في حربها على إسرائيل، ولم تتنازل عنها المملكة"، مضيفة أن "استعادة الجزيرتين للمملكة نتيجة للجهود الكبيرة التي يبذلها مجلس التنسيق السعودي المصري الذي يرأسه كل من الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، ورئيس مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، وقادت تحركات المجلس إلى ترجمة رؤية القيادة السياسية في البلدين الشقيقين خلال زمن قياسي". وبعنوان "جدار الماء ..سلمان الحزم في قاهرة المعز".. قال الكاتب الصحفي جميل الذيابي في مقال له: "الأكيد أن زيارة الملك سلمان لمصر مرحلة مهمة في تمتين العلاقات بين الرياضوالقاهرة، و توقيع الاتفاقيات الكثيرة هو دلالة لذلك، خصوصًا تعيين الحدود البحرية واستعادة السيادة على جزيرتي تيران وصنافير وكذلك إقامة جسر الملك سلمان الذي سيربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، وسيحقق الكثير لشعوب المنطقة وليس للمملكة ومصر وحدهما، كما سيستفيد منها العالم العربي من خلال التنسيق الحتمي للمواقف السعودية – المصرية تجاه أوضاع المنطقة والمهددات والتحديات التي تحيط بها". بدورها أفادت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها بعنوان "جسر سلمان بن عبدالعزيز"، أن المفاجأة الاستثنائية التي أعلن عنها زعيم العالمين العربي والإسلامي في خطابه التاريخي بالقاهرة عن إقامة جسر بحري يربط هذين العملاقين، ليست حديثًا عن إقامة ترسانة من الصخر والأسمنت للربط ما بين بلدين، مضيفًا أن جسر سلمان بن عبدالعزيز الحقيقي المجازي، هو محاولة من قائد تاريخي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من أمتار العرب المربعة التي ضاعت للأسف الشديد في براثن هذا الخريف العربي، ثم اكتشفنا فيما بعد أن هذا العالم العربي ضحية مخطط بالغ في الوصف والجريمة - "وأنا لست بالمبالغ إن قلت إن جسر سلمان بن عبدالعزيز أول جسر يربط بين قارتين، فهذه حقيقة جغرافية صرفة سيكتبها التاريخ لمئات السنين: الحقيقة الأهم أن جسر سلمان بن عبدالعزيز سيكون أول لقاح حقيقي ضد الاختطاف الذي اغتال هذه الشعوب. جسر في وجه الأفكار المشبوهة التي كادت تنجح في قطع الشريان التاريخي ما بين رئتين وبين أكبر شعبين ودولتين... انتهت المساحة".