دماء الملايين المراقة في الماضي تعيق السلام بين الحكومة والمتمردين كتبت: نيرمين طارق شهدت شوارع كولومبيا مساء أمس مظاهرات حاشدة ضد الرئيس خوان مانويل سانتوس لإشرافه على عملية السلام مع المتمردين من أجل وضع نهاية للنزاع المسلح مع جيش التحرير الوطني الذي استمر لنصف قرن. السؤال هنا.. لماذا يرفض الشعب في كولومبيا السلام؟ ومن هم المتمردون.. وماذا فعلوا بكولومبيا؟ جيش التحرير الوطني جيش التحرير الوطني في كولومبيا هو ميليشيات ثورية تعتنق الشيوعية بدأت القتال في الحرب الأهلية منذ عام 1964 ويقوم بعمليات عسكرية فى كل أنحاء كولومبيا ويقدر عددهم بين 3 و 5 آلاف مقاتل وبدأ جيش التحرير محادثات مع الحكومة الكولومبية منذ عام 2002. بداية النزاع في كولومبيا بدأ النزاع في منتصف الستينات أثناء الحرب الباردة بين القوى اليسارية الشيوعية التي تتضمن القوات المسلحة الثورية الكولومبية وجيش التحرير الوطني الكولومبي ضد الحكومة الكولومبية المعادية للشيوعية، وبعد نهاية الحرب الباردة أصبحت القوى الثورية الشيوعية تُدعم من قبل مجاميع تهريب المخدرات، حيث سهل الثوريين تهريب المخدرات في كولومبيا، وأيضًا بعد مجئ الإشتراكية في فنزويلا أصبحت تدعم الجماعات المتمردة في البلد. وحسب المركز الوطني الكولومبي هناك حوالي 220 شخصًا قتلوا بسبب هذه الحرب بين 1958 و2013 معظمهم من المدنيين (177,307 مدني و40,787 مقاتل) وأكثر من 5 مليون مواطن تم تهجيرهم من أماكنهم بسبب هذا النزاع بين عام 1985-2012 ويعد هذا التهجير، ثاني أكبر تهجير حصل في التاريخ. أضرار النزاع على الشعب الكولومبي تشير التقديرات الحديثة إلى أنَّ أكثر من 4.9 مليون كولومبي قد نزحوا نتيجة النِّزاعات المُسلَّحة المطوّلة وما يرتبط بها من عنف السياسي شاركت فيه الدولة والجماعات اليسارية المُسلَّحة بالإضافة إلى نطاق واسع من الجماعات "شبه العسكرية" اليمينية الإقليمية وشبكات الاتجار في المخدرات المُسلَّحة. وقد تولّد عن كثير من حالات النزوح القسري خلال الأعوام الأخيرة، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، قدر كبير من العمليات العسكرية التي شنتها الدولة والجماعات شبه العسكرية المتصارعة للسيطرة على المناطق الرّيفية التي كانت عبر التاريخ تمثّل معقلاً للعصابات المُسلَّحة، فلم ينزح النازحون للفرار من آثار الحرب فحسب بل كان النزوح قسرًا في أحيان أخرى حيث عملت الأطراف المتنازعة كافة، في إطار النزاع الكبير حول السيطرة على الأرض والسكان، على طرد من تشتبه بأنَّهم "متعاونون" مع الأعداء.