قال الكرملين، إن تركيا لم تفعل أي شئ مما تتوقع روسيا منها من أجل تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن التهم التي توجه إلى قاتل الطيار الروسي المحتجز في تركيا، ليست معروفة. في هذا السياق أكد الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، تعليقا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي دعا مؤخرا إلى ضرورة استئناف التعاون بين تركياوروسيا، أنه يمكن لموسكو أن تعرب عن أسفها من جديد بسبب عدم وجود إي إشارات من قبل تركيا حول اعترافها بمسؤوليتها عن إسقاط القاذفة من أجل تطبيع العلاقات. وأوضح بيسكوف بأن موسكو لا تعلم الآن ما هي التهم التي توجه إلى قاتل قائد القاذفة الروسية الذي اعتقل مؤخرا في تركيا وكيف ستفسر النيابة العامة التركية جريمة القتل التي ارتكبها، معربا في ذات الوقت عن أمله في معاقبة المسؤولين عن قتل الطيار الروسي. والمعروف أن العلاقات بين موسكو وأنقرة تدهورت بصورة غير مسبوقة بعد قيام سلاح الجو التركي بإسقاط قاذفة روسية في أجواء سوريا في نوفمبر الماضي وقتل قائد القاذفة على يد المواطن التركي ألبارسلان شيليك الذي أكدت الشرطة التركية القبض عليه مؤخرا. وجاء رد الكرملين واضحا ومباشرا، وبالذات بعد أن أعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن أمله بأن تنظر موسكو إلى علاقاتها مع بلاده من منظور العلاقات الماضية التي كانت جيدة بين الطرفين. وقال إردوغان، في كلمته بمعهد بروكينجز للعلوم السياسية في واشنطن، إنه "بعد حادثة القاذفة الروسية يوم 24 نوفمبر 2015، اصطدمنا بمشكلات في علاقاتنا مع روسيا". وفي الوقت نفسه ألقى إردوغان بمسؤولية تدهور العلاقات على الجانب الروسي بقوله إن "العلاقات كانت جيدة بين روسياوتركيا بعد انتهاء الحرب الباردة. وأن هذه العلاقات تضررت بسبب سياسة السلطات الروسية". ولكنه عاد ليؤكد مجددا بأن المصالح المشتركة للدولتين تتطلب وجود علاقات طبيعية، معربا عن أمله بأن يأخذ الجانب الروسي هذا العامل بالاعتبار. وفي الحقيقة، ورغم إعراب إردوغان عن أمله بعودة العلاقات مع روسيا، فقد تطرق أيضا إلى الموضوعين الأوكراني والسوري ليذكر موسكو بأنه يملك الأوراق اللازمة في حال لم تستجب موسكو لدعوته. فأثناء تطرقه إلى الوضع في شرق أوروبا، نوه بأن هذه المنطقة اصطدمت بعدم الاستقرار، وذلك في تلميح واضح إلى الأزمة الأوكرانية. ودعا إلى حل الخلافات هناك بالاعتماد على القانون الدولي في نفس سياق حديثه عن أوكرانيا. علما بأنه أدلى بتصريحات معادية لروسيا أثناء زيارته كييف مؤخرا ولقائه مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو. وفي الموضوع السوري، جدد إردوغان الدعوة إلى إقامة "مناطق آمنة" داخل سوريا، معربا عن استعداد بلاده لتوفير المرافق الأساسية في هذه المناطق. وقال "يمكننا تشييد البنية التحتية اللازمة في غضون سنة أو سنة ونصف، وأنا حازم جدا وحريص على تحقيق هذا الهدف". كما أوضح إردوغان أنه بوسع تركيا بناء منازل ومدارس ومكاتب للنازحين السوريين في تلك المناطق، معربا عن ثقته بأنه في حال توفير المرافق الأساسية في "المناطق الآمنة"، سيبدأ اللاجئون المتواجدون في تركيا بالعودة إلى الأراضي السورية. غير أن الخطير هنا أن الرئيس التركي كشف عن أنه بحث هذا الموضوع مع نظيره الأمريكي باراك أوباما، وأضاف أنه قد حدد مناطق معينة في شمال سوريا لتنفيذ مشروعه هذا. الأمر الذي أثار استياء الأوساط السياسية والدبلوماسية الروسية. من جهة أخرى توضح توجهات إردوغان الحقيقية، أعرب عن أمله في الحصول على مساعدات مالية من دول أخرى لتحسين ظروف معيشة اللاجئين. وقال "لقد أنفقنا 10 مليارات دولار من ميزانيتنا لتلبية احتياجات اللاجئين، لكننا لم نحصل من المجتمع الدولي سوى على 455 مليون دولار". وسبق لإردوغان، أن أعلن في خريف 2015 عن اتفاق مع واشنطن على مشروع "مناطق آمنة" داخل سوريا لحماية المدنيين، لكن الجانب الأمريكي لم يؤكد وجود مثل هذا الاتفاق، ولم يبد أي استعداد للمشاركة في تطبيق المشروع التركي حتى الآن.