بعد حوالي ساعات من الروايات والأخبار المتضاربة عن الطائرة التي تم اختطافها من مطار برج العرب، وتوجيها إلى قبرص، وعن هوية الخاطف وأهدافه ومطالبه وموعد عودة الطائرة، وصل جميع ركاب الطائرة المصريين وطاقمها إلى الصالة الموسمية بمطار القاهرة في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء، وكان في استقبالهما رئيس الوزراء، المهندس شريف إسماعيل. التقى إسماعيل، بجميع المختطفين لمدة 30 دقيقة تقريبًا قبل خروجهم من الصالة الأولى إلى أهلهم ووسائل الإعلام التي كانت في انتظارهم، وغادر سريعًا رافضًا الإدلاء بأى تصريحات. وسط تصفيق وتحية زملاؤهم، خرج طاقم الطائرة أولًا، ولم يكن لديهم رد سوى «ممنوعون من الإدلاء بتصريحات وتفاصيل حاليًا، لكن ما نستطيع قوله أننا تصرفنا جيدًا، ولم يصب أحد بأى أذى» - حسبما قالت المضيفتين نهال البرقوقي، وولاء عفيفي، لكن الأخيرة أجابت على سؤالها حول تعامل الخاطف معهم بقول «كان كويس جدًا». 15 دقيقة مرت وخرج جميع ركاب الطائرة المصريين، الذين التقت بهم «التحرير» ليرووا تفاصيل 5 ساعات من اختطافهم. يحكي ريمون سمير، أنه «في أول 10 دقائق من الإقلاع بدأ يظهر على الشاشات أن الطائرة تخرج عن المجال الجوي المصري، فتوجهنا إلى طاقم الطائرة للاستفسار، أبلغونا أن الطائرة مخطوفة، ولا يمكن أن تحتكوا بهذا الشخص لعدم ضمان رد فعله حتى كان احتمال وجود متفجرات معه ضعيف، لذلك لم نتعامل معه إطلاقًا طوال الرحلة». ويكمل «حصل الخاطف على جوازات السفر ليفصل المصريين عن الأجانب، لأن كان لديه رغبة أن يجعل الأجانب موجودين لسبب غير معلوم، حين نجحت مفاوضات الطاقم معه، قرر تحرير السيدات فقط ثم قال كل المصريين، إلى أن تم تحرير الجميع». عن وضع هذا الرجل خلال الرحلة، يوضح ريمون، قائلًا: «كان يجلس في نهاية الطائرة، وأرسل ورقة إلى الطاقم تتضمن أنه يرتدي حزام ناسف ويرغب في الذهاب إلى قبرص أو تركيا أو اليونان، ولم يذهب إلى كابينة الطائرة». وفقًا لحديث العائدين من قبرص، «كل الركاب ظلوا متماسكين، ويرجع ذلك لتعامُل طاقم الطائرة باحترافية وشجاعة، لكن كان هناك حالتين فقط أصابتهم الصدمة والذعر، منهم رجل كبير في السن كاد أن يسقط وأنقذته إحدى المضيفات، وسيدة بكت بعدما قالوا إنه سيتم تحريرها مع السيدات وستترك زوجها». سرعة الطائرة تحولت من 340 إلى 740 وزاد الأرتفاع لتغير اتجاه الطائرة، وهو التغيير الوحيد الذي شعر به الركاب، ويروي محمد الطنطاوي، «لم نشعر بالاختطاف أو بالشخص إطلاقًا، ولم نتشاجر معه، جلس يدخن، وهو يمسك بسلك أسود في يده، ولم نصدق أن يكون هذا حزامًا ناسفًا». وعن مطالبه، التي اختلفت حولها الوسائل الإعلامية المصرية والقبرصية، ما بين الذهاب إلى طليقته في قبرص، والإفراج عن السجينات، أو أنه مختل عقليًا ولم يحدد ماذا يريد، كان رد محمد «واحد فينا سأله عن السبب قاله عندي مشكلة مع النظام، والطاقم وحده يعرف حقيقة ما طلبه». الدكتور محسن عرفة، أحد الركاب يوضح الجنسيات التي كانت موجودة على الطائرة وهم «ثمانية أمريكيين وأربعة بريطانيين وأربعة هولنديين وبلجيكيان ويونانيان وفرنسي وإيطالي وسوري». إبراهيم سماحة، أستاذ الطب البيطري بجامعة الإسكندرية، كان أول اسم ينتشر بعد الحادثة على أنه المتهم باختطاف الطائرة ثم تبين أن هناك خطأ، وإبراهيم سماحة ما هو إلا أحد الركاب المخطوفين، ويقول عند عودته: «كل من يعرفوني لم يصدقوا هذا الاتهام، وعن نفسي فلم اهتم به، والسبب فيه هو سوء فهم من الطاقم فقط». وفيما يخص التعامل الرسمي مع الأزمة، التقى الركاب بعد تحريرهم بالسفير المصري في قبرص، وصرح الرئيس القبرصي، نيكوس أنستاسيادس، بأن «لا توجد دوافع إرهابية وراء خطف الطائرة»، ذلك بعد اتصالا أجراه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة، وأجرى الرئيس السيسي اتصالاً هاتفياً أخر بنطيره القبرصي ليعرب عن شكر مصر للجهود التي بذلتها قبرص للتعامل مع واقعة اختطاف الطائرة. وعلق وزير الطيران المصري، شريف فتحى، الذي سافر ليصطحب الركاب إلى القاهرة، أن «المطارات المصرية تطبق إجراءات أمن عالمية، وعلينا ألا نشك فى الإجراءات الأمنية لمطاراتنا عندما يحدث شىء بها»، فيما أشارت وزارة الداخلية المصرية إلى السجل الجنائي للخاطف وقالت إنه من العناصر الجنائية المسجلة وسبق تورطه في العديد من قضايا التزوير وانتحال الصفة والنصب، وأضافت في بيان رسمي أوردته وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الخاطف سبق الحكم عليه بالحبس لمدة عام في قضية تزوير إلا أنه هرب من محبسه خلال يناير عام 2011 وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده في وقت لاحق، واستكمال مدة العقوبة اعتبارا من 5 يناير في نفس العام وأفرج عنه بتاريخ 3 يناير 2015. كانت شركة «مصر للطيران» قد أعلنت، صباح أمس الثلاثاء، اختطاف طائرة من طراز «إيرباص 320»، رحلة رقم 181، على متنها 55 راكبًا و7 من أفراد الطاقم، والمتجهة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة، حيث أبلغ قائدها الطيار عمر الجمال عن تلقيه تهديدًا من أحد الركاب يدعى سيف الدين مصطفى، بوجود حزام ناسف في حيازته، وأجبره الخاطف على النزول في مطار «لارنكا» بقبرص، ونجحت السلطات القبرصية في تحرير جميع الركاب وإلقاء القبض على المختطف.