شدَّد المستشار أحمد أبو زيد الناطق باسم وزارة الخارجية إنَّ العمليات الإرهابية التي وقعت يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة البلجيكية بروكسل تؤكِّد وجهة النظر المصرية بأنَّه لابد من المعالجة الكلية والشاملة لقضية الإرهاب بكافة أبعادها. وقال، في تصريحاتٍ له، اليوم الجمعة، إنَّ الانتشار السريع واسع النطاق للعمليات الإرهابية في عددٍ كبير من دول العالم حاليًّا يؤكد أنَّ المعالجة الحالية لموضوع الإرهاب ليست مكتملة، وأنَّ هناك احتياجًا لمعالجة أكثر شمولية، لافتًا إلى أنَّ هذا هو الطرح الذي طرحته مصر وتطرحه بشكل دائم، وهو أنَّ ظاهرة الإرهاب يجب التعامل معها بشكل متكامل، يبدأ من تعقُّب الفكر المتطرف ومواجهته بحزم وحسم لأنَّ المرجعيات الفكرية للتنظيمات الإرهابية أساسها الفكر المتطرف. وأضاف "المتحدث": "هذا الأمر يؤكِّد خطأ تصوُّر البعض أو محاولة البعض للتمييز بين جماعات أو تنظيمات متطرفة لا تنتهج العنف وأخرى تنتهج العنف، لأنَّه في النهاية فإنَّ كل هذه التنظيمات العنيفة تنهل من فكر متطرف، وأساسها هو الفكر المتطرف.. يجب المعالجة من البداية ومقاومة الفكر المتطرف والتعريف وتقوية ونشر الإسلام الوسطي وتعقُّب التنظيمات وعدم التمييز ما بين تنظيمات وأخرى، وتعقُّب مسألة تمويل الإرهاب والتضييق على حركة الانتقال للمقاتلين عبر الحدود وضبط الحدود في مسألة الهجرة غير الشرعية وتجارة السلاح. وأوضح أبو زيد: "وقوع العمليات الإرهابية الكبيرة في دول متقدمة لديها قدرات أمنية عالية يؤكِّد أنَّ المعالجة الأمنية ليست وحدها الحل، ويشير إلى أهمية تضامن الدول مع بعضها البعض لمواجهة الإرهاب، بدلاً من توجيه الاتهامات أو اتهام بَعضُنَا البعض بالتقصير، مثلما حدث في التعامل مع حادث الطائرة الروسية لأنَّه في أكثر الدول أمانًا ما تزال تحدث عمليات.. نحن هنا ضحية يجب أن يتضامن معنا المجتمع الدولي بدلاً من أن يوجه أصابع الاتهام إليك أو يعاقبك على حادث معين". وعبَّر "متحدث الخارجية" عن أمله أن يعيد المجتمع الدولي نظرته وتناوله لقضية الإرهاب، مشيرًا إلى أهمية أن يحدث نقاش على أسس جديدة، لوضع استراتيجية أكثر شمولية لمكافحة الإرهاب. وحول الرسالة التي يمكن أن توجهها مصر للدول التي تصمم على إضفاء شرعية على الفكر المتطرف الموجود على أراضيها، أكَّد "المتحدث" :"الرسالة الآن واضحة.. فالتقرير الصادر عن الحكومة البريطانية مؤخرًا فيما يتعلق بجماعة الإخوان، وكذلك الجهود المبذولة داخل الكونجرس الأمريكي لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وتمَّ إثبات - وبالدليل القاطع - انخراط الجماعة في حادث اغتيال الشهيد هشام بركات النائب العام السابق، وبالتالي فليس من المعقول أن يتصور البعض معقولية الطرح القائل بأنَّ التنظيم ربما يكون متطرفًا أو راديكاليًّا، لكنه ليس تنظيمًا إرهابيًّا، كافة الشواهد تؤكِّد صحة الطرح الذي طرحته مصر والموقف الذي تتبناه".