قالوا عن الأم، مصدر حنان ورعاية، وعطاء بلا حدود، ملاذ أبنائها، وغصن ريحان يعطر حياتهم، ويملؤها حبًا وطمأنينة، لكن ماذا إذا تحولت الأم إلى جلاد، تعذب وتحرق، وتقتل أبناءها، من أجل لذة مال أو عشق حرام، «التحرير» رصدت عددًا من الجرائم الأسرية، التى ارتكبتها أمهات فى حق فلذات أكبادهن، خلال الشهور الأخيرة، جرائم تخلن فيها عن إنسانيتهن. طفلان فى مقلب قمامة فى منتصف فبراير الماضى، أحالت نيابة حوادث بشمال الجيزة، ربة منزل تدعى "ت.ع"، 25 سنة، بعد ثبوت إدانتها بقتل طفلها، وإلقاء جثته بجوار صندوق قمامة فى منطقة بشتيل بإمبابة إلى المحاكمة العاجلة، عقب قيام المتهمة بقتل طفلها فى منزلها بالقاهرة ثم إلقاء جثته بمقلب قمامة بمنطقة أوسيم. وخلال التحقيقات اعترفت المتهمة، بتعديها على طفلها البالغ من العمر 5 سنوات، بالضرب مستخدمة "خرطوم ومعلقة خشب كبيرة"، ما أصابه بحالة إعياء شديدة، وعلى أثرها أغشى عليه، فقامت بحمله داخل "توك توك" وألقت به بجوار مقلب قمامة، واعترفت أنه كان ما زال على قيد الحياة وقتها. جريمة مشابهة وقعت بمنشأة ناصر، حيث قتلت ربة منزل تدعى "آية.ح"، طفلها الرضيع، وإلقاء جثته فى مقلب قمامة بمنشأة ناصر بعد حملها سفاحا من رجل أعمال، منتصف سبتمبر من العام الماضى، وأدلت باعترافات مثيرة خلال تحقيقات النيابة حول واقعة اتهامها بقتل رضيعها، حيث اعترفت المتهمة بأن الطفل كان نتاج علاقة غير شرعية مع رجل أعمال فى مصر الجديدة، ورفض الاعتراف به، فقررت التخلص منه وتركه فى مقلب القمامة، وقررت النيابة حبسها على ذمة تحريات المباحث. أكثر تلك الوقائع بشاعة وقعت فى منتصف مارس من العام الماضى، حينما أنهت أم حياة أولادها الثلاثة -بينهم توأم- عقب استغراقهم فى النوم، بعدما انقضت عليهم لتكتم أنفاسهم واحدا تلو الآخر، باستخدام فوطة مبللة بالماء. وقالت المتهمة، إنها أقدمت على قتل أبنائها انتقاما من زوجها بعد خلافات مستمرة معه، بينما كشفت التحقيقات أن المتهمة تعرفت على شاب من القاهرة عبر الإنترنت، عن طريق "فيسبوك"، ونشأت بينهما علاقة عاطفية، دفعتها للتفكير فى التخلص من أولادها الثلاثة، كى تبدأ حياة جديدة مع عشيقها. شاهدها فى أحضان عشيقها فقتلته جريمة أخرى لا تقل بشاعة عن سابقتها، وقعت نهاية سبتمبر من العام الماضى، حيث قتلت أم ابنها بمساعدة عشيقها، بعدما شاهدها فى وضع مخل مع عشيقها بغرفة نومها. جاءت بداية الواقعة، بعد تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة الإسكندرية إخطارًا من قسم شرطة العامرية أول بوصول بلاغ من المستشفى الأميرى الجامعى يفيد بوصول الطفل إبراهيم مصطفى أحمد، 3 سنوات لاستقبال المستشفى مصاب باشتباه كسر بالفقرات العنقية ونزيف داخلى بالبطن وكدمات بمختلف أنحاء الجسم وتوفى، وبسؤال والدته ا.م.ح، 22 سنة ربة منزل قررت بأن سبب الإصابة نتيجة حادث سيارة وتوصلت تحريات ضباط المباحث إلى كشف غموض الحادث وإلى عدم صحة أقوال الأم وأن سبب إصابة الطفل نتيجة تعرضه للضرب. ألقت رضيعها من نافذة الحمام وشهدت محافظة طنطا مطلع يناير الماضى، جريمة قتل وحشية، حيث ألقت أم طفلها عقب ولادته بدقائق بمساعدة صديقتيها من نافذة الحمام. وأوضح شهود عيان من داخل المستشفى أن سيدة دخلت قسم النساء بصحبة سيدتين بحجة زيارة أحد أقاربها، ثم تسللن إلى الحمام، وبعد مساعدة السيدة فى ولادة طفلها ألقت الأم رضيعها من النافذة. وأحال القدر دون رغبة الأم فى قتل طفلها، فعقب سقوطه على الأرض أصيب بارتجاج فى المخ، وتم نقله إلى العناية المركزة لإسعافه، بينما هربت الأم وصديقتاها القتلة ولم تعثر عليهن الشرطة حتى الآن. خنقته بإيشارب بمساعدة عشيقها مدينة الإسكندرية كانت شاهدة على جريمة تخلت فيها أم عن إنسانيتها، عندما قتلت طفلها البالغ من العمر ثلاث سنوات، حيث طلبت من عشيقها تقييد حركة الطفل وانهالت عليه بالضرب المبرح، ثم قامت بخنقه بالإيشارب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. واعترفت السيدة، 22 عاما، بأن صراخ الطفل وبكاءه أفسدا عليها وعشيقها سهرة رومانسية حمراء بشقته فى مدينة 6 أكتوبر، فحاولت معاقبته وقامت بضربه وحرقه، ثم اتجهت به إلى المستشفى وأخبرتهم أنه حادث سيارة، لكن التحقيقات كشفت تفاصيل الجريمة. ألقت ابنها من النافذة جريمة أخرى، وقعت أحداثها مركز أبو النمرس بالجيزة، فى سبتمبر من العام الماضى، قدم مزارع بلاغًا يفيد بالعثور على جثة طفل داخل مقلب قمامة بالقرب من منطقة زراعية، وأوضحت التحريات أن والدة الطفل عمرها 14 عامًا فقط، وحملت به سفاحًا وأرادت التخلص منه بعد ولادته. واعترفت والدة الطفل بأنها أوهمت أسرتها بأنها مصابة بانتفاخ بسبب التهابات القولون، وعندما جاء موعد ولادتها صعدت إلى غرفة بمنزلها فى الطابق الرابع، وولدت بنفسها وبعد ساعة تقريبًا ألقت بالطفل من النافذة.