سوريا مزيج قوي من الثورة الشعبية والفتنة الطائفية؛ تحت هذا العنوان تناولت صحيفة الجارديان البريطانية الأوضاع السورية حيث الثورة ضد النظام الديكتاتوري، ومحاربة الإسلاميين للاستبداد العلماني، والتنافس بين القوى الإقليمية والعالمية، وكذلك العداء الطائفي بين المسلمين السُنة والشيعة. أشارت الصحيفة البريطانية إلى تدفق المقاتلين الشيعة إلى سوريا من العراق، بعدما أماطت تقارير صحافية اللثام عن الحيل التي اتبعها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الأسبوع الماضي لإمداد بشار الأسد بشحنات من الأسلحة، وفرق من الخبراء الأمنيين والعسكريين، وإرسال فرق الجيش العراقي والقوات الخاصة العراقية إلى الأنبار خلال الفترة الماضية؛ بذريعة القيام بعملية أمنية واسعة في الصحراء الغربية لمقاتلة تنظيم القاعدة وتدمير أوكارهم. يرى المحللون أن ذلك الإجراء مجرد تضليل للتغطية على الدعم العسكري المقدم للنظام السوري، وأن الحديث عن عمليات عسكرية ضد أوكار تنظيم القاعدة كذبة روجتها الحكومة العراقية وقياداتها الأمنية. تضيف الصحيفة «تعاني سوريا من أزمة اخرى وهي الفتنة الطائفية بين العلويين والبهائيين، وخاصة بعدما أثار الشيخ الوهابي عدنان العرعور فتواه الخاصة بقتل العلويين حيث أنه أفتى بجواز أكل وبيع لحم العلويين». وكذلك سلطت الصحيفة الضوء على تصريحات الشيخ يوسف القرضاوي، الذي اهتم بهزيمة المعارضة المسلحة في سوريا، وطرح سؤالا طائفيا خطيرا حينما قال إنه «لا يفهم كيف يستطيع 100 مليون شيعي أن يتغلبوا على 1.7 مليار سني؟»، ومطالبته "«كل قادر على حمل السلاح» بالالتحاق بسوريا لمحاربة العلويين بذريعة أنهم "أكفر من اليهود والنصارى». من ناحية أخرى، أشارت مجلة التايم إلى تأكيد بشار الأسد على قناة المنار اللبنانية والتابعة لحزب الله يوم الخميس الماضي على أنه يملك ما يكفي من الأسلحة الروسية التي تشكل تهديدا لإسرائيل، قيام روسيا بتزويد نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالأسلحة المتطورة والتي حذر منها وزير الخارجية الامريكي جون كيري هذه الخطوة ستؤثر سلبا علي المنطقة عموما وإسرائيل بشكل خاص، هذا فضلا عن أن إمداد الرئيس السوري بالمزيد من الأسلحة لن يؤدي إلا لإطالة أمد العنف في سوريا. سلط الأسد الضوء في المقابلة التي أجرتها معه القناة على أن تسليم منظومة صواريخ أرض جو(إس- 300) للدفاع الجوي، وأنعقود روسيا غير مرتبطة بالأزمة،وأنه يتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات، مشددا على التزام روسيا بهذه العقود. موسكو حليف قوي للأسد وأصبحت أكثر تحديا على ما يبدو بعد أن وافق الاتحاد الأوروبي على عدم تجديد حظر الأسلحة في الشهر الماضي وينتهي نفاذه في الأول من يونيو ليفسح المجال أمام احتمال تسليح المعارضين السوريين. ترى المجلة الأمريكية أن الأسد يتباهى بهذه الأسلحة أكثر من التهديد بها، ويرى المحللون السياسيون أن الرئيس السوري سيكون عاجز من دون منظومة الأسلحة الروسية.