فى جلسة استمرت 5 دقائق فقط قررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة برئاسة المستشار محمد كامل الرشيدى تأجيل قضية «قتل المتظاهرين» المتهم فيها الرئيس السابق حسنى مبارك ونجلاه ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى و6 من كبار مساعديه إلى جلسة غد الإثنين 10 يونيو لفض الأحراز، وقررت المحكمة عدم جواز نظر الادعاء المدنى وإحالة الدعاوى المدنية إلى المحكمة المدنية المختصة. الجلسة بدأت الساعة العاشرة صباحا بالنداء على المتهمين وأثبتت المحكمة حضورهم جميعا وللمرة الثانية يخطئ رئيس المحكمة فى نطق اسم علاء مبارك نجل الرئيس السابق بقوله علاء محمد حسن، ويقوم علاء مبارك بتصحيح الاسم، وكان فى المرة السابقة قد نادى عليه باسم عباس محمد، وتم إيداع مبارك ونجليه والعادلى ومساعديه الستة قفص الاتهام وفى أثناء الجلسة اعترضت هيئة المحكمة على وجود المصورين الصحفيين بجوار القفص، وهددت بمنعهم من دخول الجلسات مرة أخرى بسبب ازدحامهم أمام القفص. وقال رئيس المحكمة إن المحامى فتحى أبو الحسن محامى المدعين بالحق المدنى تقدم بطلب إلى هيئة المحكمة لترتيب أولوية الوصول إلى المحكمة وأثنت المحكمة على تصرفه الهادف لتنظيم عملية الدخول. وقالت هيئة المحكمة إن فريد الديب رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه طلب الاطلاع على ما قدم من المدعين بالحقوق المدنية وأوضحت المحكمة أن المدعين بالحقوق المدنية لم يتقدموا بأى أوراق، وقال رئيس المحكمة «عايز اطمئن الدفاع لذلك» موضحا أن هيئة المحكمة تلقت طلبا من علاء مبارك وجمال باعتبارهما مفرجا عنهما تطبيقا لنص المادة الرابعة 143 من قانون الإجراءات الجنائية، طلبت هيئة المحكمة رأى النيابة العامة التى قدمت مذكرة بشأن الحبس الاحتياطى للمتهمين السابق ذكرهم وطلبت فيه حبس المتهمين من 6 إلى 9 على الحالة التى كانوا عليها قبل الحكم السابق، ورفضت المحكمة ثم نطقت قرارها السابق بالتأجيل مع إحالة الدعاوى المدنية إلى المحاكم المختصة. وأثار قرار المستشار محمود كامل الرشيدى، رئيس محكمة إعادة نظر قضية القرن، برفض الدعاوى المدنية وعدم جواز نظرها أمام محكمة الجنايات برئاسته، ردود فعل متباينة بين غضب عارم وسط المدعين بالحق المدنى، وموجة فرحة وشماتة من أبناء مبارك حاضرى الجلسة. هتف المدعون بالحق المدنى مرددين «باطل باطل.. الرشيدى باطل.. حكم الرشيدى باطل.. الشعب يريد تطهير القضاء.. ثوار أحرار هنكمل المشوار.. والشعب يريد إعدام السفاح»، وظلوا يهتفون بذلك حتى أطفأ رجال الأمن أنوار القاعة وطلبوا خروج الحاضرين من الجلسة لمرور وقت طويل على صدور القرار. وشهد الجانب الثانى من قاعة المحاكمة ناحية قفص الاتهام، فرحة عارمة، حيث يجلس فريق دفاع المتهمين وعلى رأسهم فريد الديب محامى مبارك ونجليه جمال وعلاء وهيئة الدفاع المتطوعة عنهم برئاسة محمد عبد الرازق المحامى، وعدد من أبناء مبارك الذين رفعوا صورته وظلوا يصرخوا «بنحبك يا مبارك»، بعد قرار المحكمة باستبعاد المدعين بالحق المدنى من القضية ومنعهم من حضور جميع الجلسات اللاحقة للمحاكمة، وظلوا يهتفون «يحيا العدل يحيا العدل.. هو دا القرار الصح.. كان المفروض دا يحصل من زمان»، وحاول بعضهم استفزاز المدعين بالحق المدنى والمصابين وعددا من أسر الشهداء، حيث قالوا لهم «يا مخلوعين من القضية بدرى بدرى.. يا بختكوا كده هتناموا براحتكو ومش هتصحو تحضروا محاكمة الطيار بدرى.. مع السلامة مع السلامة متجوش تانى»، كما رددوا هتافات تندد بجماعة الإخوان والمرشد العام لها، قائلين «إخوان خرفان ماشيين ورا بديع»، حتى طلب رجال الأمن نزول الطرفين من على مقاعد الجلسة وخروجهم من القاعة لتهدئة الموقف ومنع الاشتباك بينهم. وقبل الجلسة قام بعض أعضاء حركة تمرد برفع شعار الحملة أمام كاميرات التليفزيون المصرى خلال البث المباشر لوقائع وفاعليات الجلسة، ونجح البعض فى توزيع استمارات سحب الثقة من الرئيس الإخوانى محمد مرسى، وجمع توقيعات بعض المعارضين لحكم الإخوان عليها.