حالة من الاستياء والغضب تسيطر على أولياء أمور طلاب مدرسة الأمل الابتدائية للصم والبكم، من قرار مديرية التربية والتعليم بتحويل الطلاب إلى مدرسة طه حسين بقرية الزناقطة التي تبعد مسافات كبيرة عن المدينة لتحويل الأولى إلى مبنى إداري. "التحرير" تواجدت داخل مدرسة الأمل لنقل معاناة أولياء الأمور، الذين أشارو إلى مجيئهم من مسافات بعيدة بمختلف مراكز المحافظة لأنها المدرسة الوحيدة في الأقصر للصم والبكم، ومديرية التعليم تحاول إبعادهم أكثر في إحدى القرى خلف مطار الأقصر. أم تليمذة: «عايزين ينقلونا لمكان بعيد» تقول أم التلميذة دعاء: "الإدارة التعليمية والمديرية عايزين ينقولوا أبناءنا منها ويودونا مدرسة تانية في الزناقطة بعد المطار ودي مسافتها بعيدة جدًا، وأطفالنا عندهم مشاكل تانية بجانب إعاقتهم السمعية فيه اللي عنده مشكلة في القلب وفيه اللي عنده ضعف نظر وفيه اللي عنده السكر وبتجيله غيبوبة ومحتاجين المدرسة تكون بجوار وحدة صحية، ولكن مدرسة الزناقطة مفيهاش وحدة صحية أو أطباء أو تمريض". تعنت وتهديد لأولياء الأمور تضيف أم دعاء: "محافظ الأقصر ورئيس مجلس المدينة رفضا التوقيع على قرار الإخلاء دون رضاء أولياء الأمور، ولكن المشكلة في التربية والتعليم"، مشيرة إلى أنه تم عقد اجتماع، أمس الأحد، لنظر قرار الإخلاء دون حضور أولياء الأمور. وذكرت: "عايزين يخلونا نمشي غصب والنهاردة مدير المتابعة حضر وكان عايز بأي طريقة يخلينا نركب الأوتوبيس ونروح معاه المدرسة علشان يثبت حالة الإخلاء مع إننا رافضين، وهددونا بأنهم هيجيبولنا الأمن الوطني والمخابرات للاعتقال". «أنا مش هعلم عيالي» وتقول مديحة علي، أم تلميذ: "مدرسة الزناقطة بعيدة جدًا ووعدونا بأوتوبيس لنقل الطلاب ولكن الله أعلم الكلام صح ولا لا، وحتى لو فيه أوتوبيس المسافة بعيدة جدًا، وكل ده علشان يريحو مجموعة موظفين ويعملولهم المدرسة مبنى إداري وإحنا نكون في مأساة يوميًا من الصبح أولادنا هيحصلهم إيه فأنا هضطر إني أخليهم في البيت ونحرمهم من التعليم". «عايزيني أطلع الفجر من البيت» وتوضح أم لثلاث تلاميذ بالمدرسة، أنها تخرج في السادسة والنصف صباحًا من منزلها غرب الأقصر لكي تصل في الساعة الثامنة، قائلة: "هما لو نقلوها الزناقطة عايزيني أطلع من البيت الساعة 4 الفجر"، ومشيرة إلى أن أطفالها يعانون من عدة أمراض إضافة إلى إعاقتهم كالجيوب الأنفية مما يؤدي إلى نزيف دائم وزيادة كهرباء المخ. وطالب أولياء الأمور ببقاء أطفالهم في المدرسة وعدم تحويلهم إلى الأخرى، إضافة إلى ضم البنات من المرحلة الإعدادية والثانوية للأولى خوفًا عليهم من الطلاب الذكور، لافتين إلى أن المدرسة في مكان خالي من السكان وأبنائهم يعانون من أمراض عقلية، مختتمين حديثهم: "عايزين الأمان لأبنائنا أو نقعدهم في البيت".