نشرت مجلة سليت الأمريكية أول من أمس مقابلة مطولة أجرتها مع عماد عبد الغفور، مستشار شؤون التواصل المجتمعي للرئيس محمد مرسي، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي. في بداية حواره، وضح عبد الغفور سبب انشقاقه عن حزب النور للمجلة، وأن السبب الرئيسي كان أن النور لا يسمح إلا للسلفيين فقط بالانضمام إليه، بينما كان يريد حزبا مفتوحا لكل الناس. مشيرا إلى أن السلفيين لم يكونوا يريدون المشاركة في الثورة وفي الحياة السياسية، لكنه شارك وجعل أتباعه يشاركون. كما أضاف أنه أقنعهم بتأسيس حزب النور والمشاركة في الانتخابات. عبد الغفور أضاف: «من وجهة نظري ينبغي أن يواجه أي رئيس مشكلات هائلة في عامه الأول من السلطة. مضيفا: "أداء الرئيس مرسي لم يصل إلى 100%، لكنه ليس مخيبا للآمال. يمكنني القول أنه أدائه تجاوز المعدل الطبيعي». أوضح عبد الغفور أن حزبه الوطن ليس متحالفا مع جماعة الإخوان المسلمين، مضيفا أنه يتمتع على وجه العموم بعلاقات جيدة مع الإخوان وحزب الوفد، وأنه يحظى بإعجاب كافة القوى. متابعا: «اختلافاتي معهم سياسية، ولا يصل الأمر بيننا إلى حد السب». وتابع أنه لا يوجد حاليا أي تحالفات سياسية مع الجماعة الإسلامية، وأنه في السابق جمعهما تحالف انتخابي. موضحا أنه يوجد فرق بين التحالف الانتخابي والتحالف السياسي؛ فالأول يستمر فترة الانتخابات فقط، والأخير يستمر إلى ما بعد ذلك. كما أشار إلى وجود اختلافات فكرية هائلة مع الجماعة الإسلامية. عبد الغفور أضاف أنه ينبغي على مرسي فتح الطريق أمام كل الأحزاب للمشاركة في المسؤولية وألا يحتفظ بها للإخوان فقط. موضحا أن المشكلة الأساسية تكمن في أن كثيرين لا يشعرون بأنه رئيس لكل المصريين. وفيما يتعلق بالشريعة الإسلامية، قال عبد الغفور للمجلة إنه يؤمن تماما بضرورة التوافق العام على كافة القوانين، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالشريعة الإسلامية. لافتا أنه يحب بالطبع أن تطبق الشريعة، وأن هذا مطلب أساسي للشعب المصري، على حد قوله. كما أشار إلى أنكلال13 مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية السابقة عبروا عن نيتهم في تطبيق الشريعة، إذن هناك توافق، وفقا لما قاله مستشار الرئيس. بسؤاله عن حقوق المرأة المصرية، قال عبد الغفور إن المرأة تتمتع بجميع حقوقها من التعليم والعمل والملكية وكل شئ بموجب الدستور الحالي. مضيفا أنه لا يؤمن بإرغام أي شخص على القيام بشئ، ولا حتى بناته. عبد الغفور قال بخصوص الشيخ عمر عبد الرحمن المحتجز من قبل الولاياتالمتحدة، إن أمر إطلاق سراحه يعود لأمريكا، وأنها إذا أفرجت عنه سيكون هذا محل تقدير وستزداد شعبيتها في المنطقة والشوارع الإسلامية. لافتا: «توجد بعض الإجراءات يمكنهاأن توفر لك مليارات الدولارات». وأوضح عبد الغفور أن الولاياتالمتحدة تنفق مليارات الدولارات لتحسين صورتها في الشوارع الإسلامية، وأن تسليم الشيخ للسلطات المصرية لاعتبارات إنسانية حيث أنه كفيف مريض يتجاوز ال70 من عمره، سيقابل بالتقدير العميق لأمريكا. كما عبر مستشار الرئيس عن احترامه لمعاهدة كامب ديفيد، لافتا إلى بعض القضايا التي تحتاج إلى إعادة تفاوض مثل الوضع الأمني في سيناء. وعن علاقة الرئيس بإيران وانتقاد السلفيين لها، قال عبد الغفور إن حزب النور هو الذي انتقد الرئيس، لا السلفيين ككل. موضحا أنهم لا ينتقدون مرسي لتواصله مع إيران، بل ينتقدوه لإحضار الشيعة إلى مصر، لأنهم يخشون أن تتحول مصر إلى هلال شيعي. معبرا عن خوفه من أن يأتي الإيرانيون إلى مصر كسياح، ثم يحولون المصريين إلى شيعيين. كما لفت إلى أن الشيعة لديهم أفكار معينة محرفة من الإسلام، وأن السلفيين يكرهون هذه الأفكار، على حد قوله. عندما وجهت له المجلة الأمريكية سؤالا حول الجنود المختطفين في سيناء، قال عبد الغفور إن المشكلة أنه خلال عهد حسني مبارك كان السيناويون متشددين جدا، وإن عدد المدانين من سيناء وصل الآن إلى 700 شخص. وأضاف أن الخاطفين كانوا يطالبون الرئيس بمنحهم عفو من الجرائم التي ارتكبوها، لكن الرئيس قال إنه لا يمكنه منحهم العفو، ويمكنه إعادة محاكمتهم بنزاهة. موضحا أنه في الحادث الأخير، طالبوا بالإفراج عن 18 سجينا، لكن تحت ضغط الجيش أطلقوا سراح الجنود. كما ذكر عبد الغفور أنه يزور سيناء منذ حوالي عاما، وأنه توجد وساطات كثيرة لتوفير خدمات للناس في سيناء ومساعدتهم في الحصول على أسلوب حياة أفضل. عندما سألته سليت ما إذا كان مرسي تشاور مع كبار مسؤولي الجماعة قبل اتخاذ أي قرار، أجاب عبد الغفور: «لا». موضحا أنه توجد مجموعة قريبة من الرئيس، يمكن أن يطلق عليها «مجموعة إدارة الأزمات»، وهي مجموعة متخصصة في العديد من القضايا المختلفة. وأضاف: «اعتقد من الناحية الاقتصادية، يثق مرسي في حسن مالك وخيرت الشاطر». «لا أتفق تماما مع هذا»، كان هذا رد المستشار الرئاسي عند سؤاله ما إذا كان مرسي يتلقى أوامر لينفذها. وقال عبد الغفور إن الرئيس شخص متعلم ومستقل جدا يقرأ معظم التقارير التي تصله، مشيرا إلى أنه في مناقشاته مع مرسي، وجده ملما بكافة القضايا. أخيرا تحدث عبد الغفور عن سوريا، قائلا إن الوضع معقد جدا ومختلف تماما عن وضع مصر ما بعد الربيع العربي. موضحا أن المشكلة في سوريا عدم وجود وسيط قوي بين النظام والمعارضة لإيقاف العنف وإقناع الطرفين بأن مصلحتهما في نبذه. كما أضاف فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الأمريكية: «نعتبر الشعب الأمريكي صديقنا. بالطبع لدينا تعليقات سلبية كثيرة على بعض الإجراءات التي تتخذها الإدارة الأمريكية». وبسؤاله عن السبب، أجاب عبد العفور: «في بعض الأوقات تكون الإجراءات المتخذة ضد رغبة الشعب في المنطقة، وبعض الأوقات ضد رغبة الشعب الأمريكي نفسه». وتابع أن الأمر لا يتعلق فقط بمساعدة أمريكا في الإطاحة بمبارك، لكن بالتدخل الأمريكي في أفغانستان، وحرب الطائرات بدون طيار التي تقتل الكثير من الناس. لافتا أنه ينغي عليهم منح الشعب الأفغاني فرصة لتقرير مستقبله. مضيفا: «توجد قضايا كثيرة من هذا النوع تشوه صورة الإدارة الأمريكية، وعليها إعادة النظر فيها. اعتقد شخصيا أن الحوار والحلول السياسية أفضل من القتل عن قصد».