شدَّد الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري على دعم مصر للجهود العربية في مواجهة التحديات الراهنة التي تواجه ملف المياه، وبخاصةً في ضوء الزيادة السكانية والحاجة إلى التنمية، مشيًرا إلى أنَّ الموارد المائية تأتي معظمها من خارج حدود الوطن العربي. وقال مغازي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للاجتماع ال 11 للمكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للمياه، الذي عقد برئاسته اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، إنَّ "مصر من خلال رئاستها للمكتب ستعمل على خدمة الأهداف العربية في ملف المياه والذي يحتاج إلى مزيد من الجهود والعمل على الأرض للتغلب على التحديات التي تواجه هذا الملف". وأعرب مغازي عن أمله في أن "تتخذ هذه الدورة توصيات مثمرة تمهيدًا لرفعها لمجلس وزراء المياه العربي الذي سيعقد في المغرب خلال شهر مايو المقبل". من جانبه، حذَّر وزير الموارد المائية العراقي المهندس محسن الشمري من "تصاعد موجات الإرهاب التي تضرب كل مفاصل الحياة في العراق بما فيها المياه"، داعيًّا إلى "ضرورة إيلاء هذه القضية الاهتمام المطلوب خلال اجتماع المكتب التنفيذي والعمل على طرحها على المستوى العربي والأممي وكافة المحافل الدولية". وأشار الشمري إلى "التحدي المتمثل في أنَّ المياه العربية تأتي من خارج حدود الوطن العربي"، داعيًّا في هذا الإطار المكتب التنفيذي إلى "العمل على الانضمام للاتفاقات الدولية للأنهار العابرة للحدود"، منوِّهًا ب"تجربة العراق في هذا الصدد بالعمل مع اللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة". وأكَّد "أهمية دور القطاع الخاص والاستفادة من خبرته في ملف المياه وإدارته كملف استراتيجي، وبخاصةً أنَّ هناك مشكلات تمويل تواجه هذا الملف، وهناك خبرة للقطاع الخاص يمكن الاستفادة منها في مجال تحلية المياه". من ناحيته، شدَّد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالجامعة العربية السفير محمد التويجري على "أهمية اجتماع المكتب التنفيذي والقضايا المدرجة على جدول أعماله"، لافتًا إلى أنَّ "المياه من القضايا الهامة للأمة العربية وكافة دول العالم". ويناقش الاجتماع عددًا من الموضوعات المتعلقة بتفعيل الاستيراتيجية العربية للأمن المائي والخطة التنفيذية لها تمهيدًا لرفعها للقمة العربية المقبلة في المغرب مارس المقبل، ويناقش سبل التصدي للسرقات الإسرائيلية للمياه في الأراضي العربية المحتلة، وكذلك دعم حقوق العراق بشأن الحفاظ على الموارد المائية في حوضي دجلة والفرات. ويبحث الاجتماع متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية ومتابعة تنفيذ أهداف الألفية فيما يخص إمدادات المياه والإصحاح والتحضير العربي للمنتدى العالمي السابع للمياه وكذلك التعاون العربي في استغلال الموارد المائية المشتركة. وتطرق الاجتماع إلى الخطة التنفيذية للاستراتيجية الخاصة بالأمن المائي في المنطقة العربية تمهيدًا لرفعها إلى القمة العربية المقبلة في مراكش بالمغرب نهاية مارس المقبل لاعتمادها، إلى جانب مشروع الاتفاقية العربية المشتركة في الموارد المائية والمتوقع اعتمادها خلال الاجتماع الوزاري العربي للمياه المقرر عقده بالمغرب في مايو المقبل، بالإضافة إلى مناقشة المبادرة الإقليمية للترابط بين قطاعات الطاقة والمياه والغذاء في الدول العربية وأنشطتها وعرض التجارب وقصص النجاح والمشروعات الرائدة في الدول العربية في مجال الموارد المائية وتعزيز القدرات التفاوضية للدول العربية بشأن الموارد المائية المشتركة مع دول غير عربية . وشارك في الاجتماع وزراء الموارد المائية والري الدكتور حسام مغازي، والعراقي المهندس محسن الشمري، والسوداني معتز موسى، إلى جانب وكيل وزارة الكهرباء والماء الكويتية محمد بوشهري، وممثلون عن كل من المغرب وسلطنة عمان وفلسطين وموريتانيا.