مذكرة طريق الحرير.. تنفيذ العاصمة الإدارية.. مليار دولار قرضًا للبنك المركزي.. مشروعات بقناة السويس والنقل والكهرباء استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى نظيره الصينى شى جين بينج، لدى وصوله مطار القاهرة الدولى، مساء اليوم الأربعاء، قادمًا من السعودية في زيارة تعد الأولى من نوعها لمصر منذ 12 عامًا، وتتزامن مع مرور 60 عامًا على بداية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واحتفالاً بهذا سيتم تنظيم عدد من الأنشطة الثقافية فى محافظة الأقصر والتى تبرز الترابط الثقافى بين الحضارتين المصرية والصينية، ويقام حفل بمناسبة ذكراها من خلال احتفال يحضره رئيسا البلدين، غدًا الخميس، بمدينة الأقصر.
من جانب آخر، عكفت الحكومة على الاستعداد للزيارة منذ بداية شهر يناير، وعقدت أكثر من اجتماع لوحدة الصين واجتماعات أخرى جمعت بين رئيس الوزراء ومجموعة الوزراء الذين يبحثون المشاركة مع الصين بمشروعات في وزاراتهم، حيث سيتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم لعدد من المشروعات في مجالات البنية الأساسية والنقل والإسكان وتوليد الكهرباء ونقلها.
مذكرة تفاهم المشاركة بطريق الحرير خلال اجتماع مجلس الوزراء، الثلاثاء الماضي، واستعدادًا لما سيتم توقيعه من اتفاقيات، فقد وافق مجلس الوزراء على أول اتفاقية سيتم توقيعها خلال زيارة الرئيس الصيني، حيث وافق على التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومتَي جمهورية مصر العربية وجمهورية الصين الشعبية، بشأن المشاركة فى الحزام الاقتصادى لطريق الحرير، وهي المبادرة المقترحة التي تهدف إلى تحقيق أفضل سبل للتكامل الاقتصادى وتبادل السلع والخبرات التكنولوجية ورأس المال بين البلدين، بما يسهم فى تعزيز التنمية والتقدم المشترك للدولتين فى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية. وذكر مجلس الوزراء أن ذلك يأتى فى إطار العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين مصر والصين، وتنفيذ عدد من المشروعات التى يتم الاتفاق عليها، بما يحقق دعم التعاون بين البلدين، والاستفادة من الإمكانات والخبرات التنموية الكبيرة لدى الجانب الصينى. وتسعى مذكرة التفاهم إلى التنسيق والتشاور المشترك وتعميق الثقة المتبادلة، فضلاً عن تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق الازدهار للجانبين، فى إطار من الاحترام الكامل لكل القوانين والأنظمة المعمول بها فى الدولتين، إلى جانب الالتزام بالتعهدات الدولية لكليهما، وتحقيق الاستفادة الكاملة من آليات التعاون الثنائى ومتعددة الأطراف وكذلك منظمات التعاون الإقليمية. وبناءً على المذكرة يتعهد الجانبان بالعمل على تحقيق التعاون فى مجال تنسيق استراتيجيات التنمية، إلى جانب التعاون فى قطاع البنية التحتية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، بما فى ذلك الموانى والطرق السريعة والسكك الحديدية، والطيران المدنى، ومحطات توليد الكهرباء، وتعزيز المشاريع الوطنية الكبرى كتطوير الممر الملاحى لقناة السويس، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة شرق القاهرة، والتوسع فى بورسعيد. كما تهدف المذكرة إلى تعزيز التبادل التجارى بين الدولتين من دون عوائق، من خلال فتح الأسواق، وتشجيع رجال الأعمال بالبلدين على تطوير المناطق الصناعية، إلى جانب تحقيق التكامل المالى من خلال تشجيع المؤسسات المالية بالبلدين على توفير الدعم المالى والخدمات المالية للتجارة الثنائية، إلى جانب تقوية العلاقات الشعبية بتشجيع مواطنى البلدين على تبادل الثقافات، وتعزيز التعاون الإعلامى، والتعاون بين مراكز البحوث، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى سواء الحكومية وغير الحكومية. مذكرة تفاهم تنفيذ إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة وستقوم وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية باستكمال الإجراءات الخاصة بتوقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الخاصة بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، نيابة عن شركة المشروع لحين الانتهاء من تأسيسها، على أن يتم توقيع العقود النهائية من قبل ممثل الشركة لاحقًا، حيث وافق مجلس الوزراء على أن تقوم وزارة الإسكان بذلك، وهذا لتفعيل مذكرة التفاهم التى تم توقيعها مع إحدى الشركات الصينية CHINA STATE CONSTRUCTION ENGINEERING CORPORATION (CSCEC) والتي تعد إحدى أكبر شركات المقاولات على مستوى العالم من حيث حجم الأعمال، وذلك للقيام بتنفيذ إنشاء مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتم التأكيد على الشركة أن تشكل العمالة المصرية بالمشروع نحو 85%، والاعتماد على الخامات من السوق المحلية، وتم الاتفاق مع الشركة على تدبير التمويل اللازم للمشروع من البنوك الصينية، كما وقعت اتفاقية تعاون مع شركة المقاولون العرب وشركة بتروجت، للدخول في المشروع كشركات مقاولات محلية. وتم عقد جلسات مكثفة مع الجانب الصيني في إطار الإعداد للمشروع، والذي سيتم البدء في المرحلة الأولى منه بمساحة نحو 10500 فدان، يضمن إنشاء مبانى الوزارات ومجلس الوزراء والبرلمان وقاعة المؤتمرات وأرض المعارض، بالإضافة إلى إنشاء عدد 15 ألف وحدة سكنية. وتم الانتهاء من التصميمات الخاصة بالمشروع، وتحديد التكلفة المبدئية، كما قامت الشركة بتقديم التصميمات الخاصة بالمقرات الحكومية ومركز المؤتمرات.
قرض مليار دولار للبنك المركزى التقى رئيس الوزراء، اليوم الأربعاء، محافظ البنك المركزى ونظيره الصينى الذى يرافق الرئيس الصينى فى زيارته القاهرة، وقد أعلن وزير الصناعة متحدثًا باسم الحكومة أن هناك اتفاقيات التعاون الدولية مع البنك المركزى خلال زيارة رئيس الصين لمصر، حيث سيقترض البنك المركزى مليار دولار، والبنك الأهلى 700 مليون دولار، لدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، موضحًا أن هناك بعض مذكرات التفاهم سيتم توقيعها خارج نطاق الإشراف الرئاسي. وقال إن اتفاقيات وزارة التعاون الدولى قد تصل إلى ١٨٠ مليون دولار، الأولى ٣٠ مليونا للصرف الصحي، والأخرى ١٥٠ مليونا على ثلاث سنوات تشمل قطاعات عديدة لم تحدد بعد. وتابع بأنه فى ما يخص طريق الحرير، هناك:
قطاع النقل يشمل قطاع النقل عددا من المشروعات تم الانتهاء من المفاوضات الفنية والمالية الخاصة بها مع الشركات الصينية، من بينها: مشروع إنشاء قطار مكهرب لنقل الركاب بين مدينتي السلام والعاشر. مشروع قطار آخر لنقل البضائع بين بلبيس والروبيكي، إلى جانب مشروع إنتاج عربات قطارات الركاب (130 عربة)، بإجمالي تكلفة تبلغ 1.5 مليار دولار، بالإضافة إلى مشروع تطوير أرصفة ميناء الإسكندرية، والذي تم الاتفاق على التعاقد لتنفيذه.
قطاع الكهرباء فى ما يتعلق بالمشروعات الخاصة بقطاع الكهرباء والطاقة المتجددة والتي تم الانتهاء منها وأصبحت جاهز للتوقيع خلال الزيارة، تتضمن: مشروع محطة جبل عتاقة لتخزين الطاقة الكهربائية، 2100 ميجاوات، وبقيمة إجمالية 2.3 مليار دولار. مشروع إقامة محطتين لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم فى منطقة الحمراوين، حيث تم الاتفاق مع إحدى الشركات الصينية على إنشاء 3 وحدات لتوليد الطاقة الكهربائية بإجمالى 1980 ميجاوات، وبتكلفة قدرها 1.97 مليار دولار، كما تم الاتفاق مع شركة صينية أخرى على إنشاء 4 وحدات لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة قدرها 2.635 مليار دولار، بالإضافة إلى 171 مليون دولار. إلى جانب الاتفاق على تمويل إضافى لمشروع تطوير شبكة نقل الكهرباء فى مصر، واتفاقيتان لتمويل مشروعات الكهرباء فى مصر بالتعاون مع هيئة تأمين الصادرات الصينية وإكسيم بنك الصيني.
قطاع الزراعة تم الانتهاء من إعداد مذكرة تفاهم بين مركز البحوث الزراعية المصرى RAC، والأكاديمية الصينية لعلوم الميكنة الزراعية، تمهيدا للتوقيع عليها في أثناء الزيارة. أعدت وزارة الزراعة مشروعات للعرض على الجانب الصينى، من بينها مشروع إنشاء مركز نموذجى للزراعة الآلية لخدمة مناطق الاستصلاح فى مشروع المليون ونصف مليون فدان، بالإضافة إلى إنشاء مركز نموذجى لتدوير المخلفات الزراعية وإنتاج الأسمدة العضوية لخدمة المشروع، ويُنتظر أيضًا أن يتم خلال الزيارة عرض التعاون مع الجانب الصينى فى استصلاح مساحة تتراوح بين 100- 250 ألف فدان ضمن مشروع المليون ونصف مليون فدان.
قطاع الإسكان يوجد عدد من المشروعات التى تم الانتهاء منها في مجال الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، من بينها: التعاون فى المرحلة الأولى لمشروع العاصمة الإدارية الجديدة (10500 فدان)، والتى ستتضمن إنشاء 13 وزارة ومبنى مجلس الوزراء ومبنى البرلمان وقاعة المؤتمرات الكبرى والإكسبو سيتى بتكلفة 2.5 مليار دولار، إلى جانب إنشاء 15 ألف وحدة سكنية، ومدينة ترفيهية وأخرى رياضية، وسيتم الانتهاء من تنفيذ هذه المرحلة خلال عامين ونصف العام، فضلا عن مشروع الصرف الصحى لعدد 260 قرية فى محافظتى المنوفية والغربية، حيث أبدى الجانب الصينى استعداده للتعاون في تمويل هذا المشروع.
فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى تم إعداد مذكرة تعاون بين الجانبين بشأن تبادل 500 منحة دراسية خلال 5 سنوات لدراسة الماجستير والدكتوراه.
في مجال التعاون الدولى من المنتظر أن يتم خلال الزيارة التوقيع على اتفاق بشأن منحة مقدمة من الجانب الصينى لتمويل عدد من المشروعات التنموية والبنية الأساسية، والتعاون فى مشروع إطلاق القمر الصناعى مصر سات.
فى مجال الاستثمار تم الانتهاء من إعداد مذكرة تفاهم بشأن زيادة حجم الاستثمارات والطاقة الإنتاجية لشركة جوشى الصينية للألياف الزجاجية فى مصر بنحو 160 مليون دولار.
مشروعات قناة السويس يوجد عدد من المشروعات المقترح تنفيذها بالتعاون مع الجانب الصينى فى المنطقة، مثل مشروعات البتروكيماويات، وتصنيع السيارات، تمهيدا لعرضها على الجانب الصينى في أثناء الزيارة، إضافة إلى مشروع لإنشاء مركز تدريب فنى بالمنطقة الصناعية بقناة السويس.