زينات صدقى: «دكتورة» فرقة الريحانى وقفت على المسرح يوم وفاة والدتها راقصة من الشام تسببت فى فسخ خطبتها لتاجر كبير عندما كانت زينات فى زيارة للشام بصحبة إحدى صديقاتها احتاجت إلى بعض النقود، لكن صديقتها رفضت أن تعطيها إلا بعدما رهنت لديها معطفا من الفرو كانت قد اشترته ب100 جنيه ذهب، وذلك لكى تسلفها 30 جنيها مصريا، مما جعل زينات تغضب وتقول فعلا صديقك من دهب. ولو كانت زينات بيننا الآن لقالت إذا كانت الحكومة بتستلف مقابل سندات من قطر وليبيا يبقى أنا مش هارهن البلطو لصاحبتى. بعد إعلان وفاة إحدى السيدات فى المنزل المقابل لها فوجئت بأقارب تلك السيدة يرقصون فرحا إذ أنها استيقظت من الموت فجأة، وعادت لتموت مرة أخرى ثم تستيقظ وتموت لثالث مرة فى اليوم نفسه، فعلقت زينات على ذلك وقالت الست دى معندهاش كلمة عيب كده (ياتموت يا تصحى). ولو حدث هذا المشهد الآن لقالت زينات: بقولك إيه، ما تعمليش زى الإعلان الدستورى كل شوية بكلمة. عندما سألتها إحدى الصحفيات هل ضحيت بحياتك الخاصة من أجل الفن؟ قالت: إنتى بتصدقى يا هبلة إن فيه فنانة تتجوز الفن والكلام العبيط اللى بتنشره الصحف اليومين دول. الواحدة بتقول الكلام ده من كسوفها وخجلها وبالنسبة ليا الرجالة أيامى كانوا بيعجبوا بالستات المعصعصة، ويحبوا المفاعيص زى شادية وفاتن حمامة وماجدة، علشان كده ما نجحتش فى الحصول على راجل لكن الزمن اختلف والظروف اتغيرت، أنا لو بأمثل دلوقت كان زمانى متجوزة لرابع مرة، ودلوقت كل مفعوصة لا راحت ولا جت تمثل دور ولا دورين تلاقيها اتجوزت راجل غنى، وركبت زلمكة ومتصيغة بالدهب والألماظ، ويروح راجل بيجى غيره زمن سهل مش زمنا وجتنا نيلة فى حظنا الهباب. ولو سألتها الصحفية الآن لا شك أنها ستقول: الرجالة دلوقت ما بيحبوش الست المعصعصة ولا المليانة أهم حاجة يكون عندها نهضة. تعرفت زينات براقصة فى أثناء زيارتها للشام فى الوقت الذى كانت مخطوبة فيه لتاجر كبير، وعلمت تلك الراقصة بأمر هذا الخطيب، وأضمرت فى نفسها أمرا واقترحت عليها أن يذهبا سويا للسينما، لكن زينات رفضت وقالت إنها لا تستطيع الخروج حتى لا يغضب خطيبها، فظلت تلح عليها حتى وافقت وفى الطريق استأذنتها بضع دقائق للمرور على الخياطة، وطلبت منها أن تصعد معها وأجلستها فى إحدى الغرف، وبعد دقائق فتح الباب ودخل خطيبها، واكتشفت أن البيت كان بنسيونا مشبوها وباظت الجوازة. ولو كانت زينات بيننا الآن لما ذهبت إلى الشام من الأساس لأن بشار الأسد لن يرحم الكتاكيت الموجودة فى قبعتها. أطلق أعضاء فرقة الريحانى لقب (الدكتورة) على زينات صدقى لأنها كانت تعد لأعضاء الفرقة دائما المشروبات الساخنة مثل النعناع والينسون لعلاج الصداع. ولو كانت موجودة الآن لقالت: أنا فعلا معايا الدكتوارة الفخرية فى علاج الصداع. كانت زينات شديدة الوسوسة فى حياتها الخاصة لدرجة أنها كانت تحتفظ فى حقيبة يدها بكثير من الأدوية والمطهرات، وإذا تبادلت التحية والسلامات باليد مع صديقة أو زميل أخرجت زجاجة الكولونيا لتغسل يديها، وحتى إذا كان لديها ضيوف على الغداء تستخدم أطباقها ومعالقها الخاصة المغلفة بالنايلون. ولو كانت زينات موجودة الآن لقالت: الواحدة لازم تحطاط، أنا جايلى دور مشرفة تغذية فى مدينة الطالبات. عندما منحها الرئيس السادات عام 1976 وسام العلوم والفنون فى عيد الفن، وبحث عنها الفنان الكبير يوسف وهبى ليبلغها بالخبر، ويعلنها بموعد الحفل ترددت فى الحضور لأنها لم يكن لديها الثوب المناسب، وخجلت أن تقول هذا ليوسف وهبى ولكنه شعر بذلك وتولى علاج المشكلة بكياسة. ولو حدث هذا الآن لقال لها يوسف وهبى ولا يهمك الجماعة هاتتكفل بكل حاجة بس ما تجبيش معاكى الكتاكيت. رغم أنها كانت تحمل لقب أشهر عانس على شاشة السينما فإنها تزوجت فى الحقيقة مرتين، مرة وعمرها 19 عاما من طبيب لكن الزواج لم يستمر سوى عام واحد وحدث الطلاق. والمرة الثانية من لواء بالجيش وكان قريب إحدى صديقاتها، لكنه رفض أن يعيش مع والدتها التى كانت تعشقها بجنون، لدرجة أنها احتفظت بضفائرها بعد وفاتها فحدث الطلاق، ولم تتزوج بعدها. الغريب أن زينات وقفت على المسرح فى نفس يوم وفاة والدتها، ولاحظ ذلك إسماعيل ياسين، وبعد انتهاء العرض خرج إلى الجمهور وأشار إلى زينات قائلا: إن هذه الفنانة العظيمة وقفت على خشبة المسرح لتسعدكم رغم أنها شديدة الحزن فبكت زينات وصفق لها الجمهور. ولو حدث هذا الآن لكانت زينات ستظل بجانب والدتها حتى الذكرى السنوية لأنه ببساطة لم يعد هناك مسرح. كانت زينات حريصة على متابعة بنات شقيقتها لدرجة أنها طلبت جدول محاضرات «عزة» ابنة شقيقتها فى معهد السكرتارية، وتعجبت من وجود محاضرات يوم الجمعة، مما جعلها تفاجئها بالحضور فى إحدى الجُمع، وذهبت إلى مكتب العميد لكى تتأكد من وجود دراسة فى ذلك اليوم، فتجمع حولها الطلبة والأساتذة وعندما علمت «عزة» ذهبت لمكتب العميد وفوجئت بخالتها وسط الطلبة الذين ألحوا على زينات لكى تطلق زغرودتها الشهيرة، فتحرجت فى البداية ثم أطلقت الزغروتة التى عرفت بها فى كثير من الأفلام. ولو تكرر هذا الموقف الآن لكانت زينات سألت الطلبة عايزينى ازغرد ليه هو الرئيس مرسى هيقول خطاب جديد!