«أسوشيتدبرس»: القضية الاساسية هى كيف تم التفاوض مع الخاطفين؟ فى الوقت الذى أعربت فيه واشنطن عن فرحتها بالإفراج عن الجنود المصريين المختطفين فى سيناء، سلطت الصحف العالمية الضوء على غموض وغياب التفاصيل المتعلقة بعملية الإفراج. المتحدث الرسمى باسم الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل، قال: «إننا مسرورون بأن الرهائن قد أفرج عنهم فى سيناء، ونحن ندرك الآن أن الحكومة المصرية قد أعلنت ذلك، ولهذا نحن سعداء بتلك النتيجة». ومن جانبها قالت وكالة «أسوشيتد برس» إن الإفراج الآمن عن المجندين انتصار للرئيس مرسى المنتمى إلى جماعة الإخوان بعد أشهر من الانتقادات لحكومته بسوء إدارة البلاد، لافتة إلى أن الفائز الأكبر من الأزمة قد يكون الإسلاميون المتشددون الذين يعتمد مرسى عليهم لدعمه سياسيا، والذين قالوا إنهم لعبوا دورا فى التوسط فى إطلاق سراح المحتجزين. وأشارت إلى أنه بينما كان يجلس الرئيس المصرى مع كبار المسؤولين والقادة العسكريين، أشاد بالإفراج عن الجنود كدليل على وحدة وقوة قيادته، كما حث خصومه على العمل مع حكومته فى التعامل مع أزمات مصر المتعددة. ورأت أنه على الرغم من انتهاء دراما الخطف التى استمرت لأسبوع تقريبا، مع ذلك، فقد أغفلت حكومة مرسى عن حل قضية الانفلات الأمنى واسع النطاق والقوة المتنامية للمتشددين الإسلاميين فى شبه الجزيرة. وحسب الوكالة- تظل القضية الأساسية حول كيفية التفاوض على إطلاق سراح المجندين، وما إذا كان سيتم ملاحقة المتشددين المشتبهن فى تنفيذ الاختطاف. واعتبرت أن الاختطاف يسلط الضوء على عدم الاستقرار المتزايد فى شبه الجزيرة الصحراوية المحاذية لقطاع غزة وإسرائيل فى ظل غضب سكانها بما فى ذلك القبائل البدوية القوية مما يصفونه بتمييز وإهمال الدولة والحملات الأمنية القمعية. ونقلت عن الناشط أحمد ماهر قوله: «هناك جذور مشتركة بين هذه الجماعات الجهادية والإخوان المسلمين»، وتأكيده أن «مرسى لم يربح أو يُربح غيره، ولكن الجهاديين خرجوا أقوى، لأنهم لم يصابوا بأذى. والدولة هى الخاسر الأكبر». ومن جانبها أشارت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إلى التقارير المتضاربة عن كيفية الإفراج عن المجندين، ونقلت عن شيخ قبيلة فى سيناء -طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بالسلامة- قوله «إن الخاطفين أطلقوا سراح الجنود بعد أن وعدتهم السلطات بأنه سيتم التحقيق فى الظلم الواقع ضد سكان سيناء»، مضيفا «لقد عانى أبناء سيناء فى ظل حكم مبارك لأن الشرطة كانت تعتقل أى شخص لمجرد ملء السجون». أما صحيفة «نيويورك تايمز» فقالت إن العملية أنهت أياما من القلق المتزايد حيال عدم قدرة الحكومة على تأمين حتى جنودها وقوات الشرطة فى المنطقة. ولفتت إلى أن إعلام الرئيس لم يسلط أى ضوء على هوية الخاطفين أو تفاصيل الإفراج، مضيفة أنه لم يكن هناك أى ذكر لأى اعتقالات أو المختطفين، مشيرة إلى أن الجنود تُركوا فى منطقة نائية فى الصحراء، وتمت استعادتهم بواسطة هليكوبتر عسكرية. وبدورها قالت «فاينانشيال تايمز» إن مرسى ظهر فى أثناء استقبال الجنود فى المطار محاطا بكبار ضباط الجيش، معتبرة أن شكره للمسؤولين فى الجيش والشرطة محاولة واضحة لإخماد الشائعات المتداولة عن وجود خلافات وشقاق. ورأت أن الاختطاف يسلط الضوء على استمرار الفراغ الأمنى فى سيناء المهملة من قِبل الحكومة على طول الحدود مع قطاع غزة التى تؤوى المسلحين الجهاديين. وشددت الصحيفة البريطانية على أن مرسى واجه سيلا من الانتقادات بأنه يتعامل بلين مع الإرهاب، وأن العلاقات الوثيقة بين الإخوان وحماس جرأت المسلحين فى شبه الجزيرة. وأشارت إلى أن عودة الجنود دون إراقة الدماء جاءت نجدة لمرسى، غياب تفاصيل عن كيفية إطلاق سراحهم، من المؤكد أنه سوف يزيد التكهنات بأن هناك صفقة مع الجهاديين.