الأب استعان بالشرطة لحمايته من نجله وهرب لدى إبنه الأكبر فلاحقه المتهم وأشعل النيران في 6 من أفراد الأسرة حول سائق فى بداية العقد الثالث من عمره، حياة والده الذى جاوز الستين عامًا إلى جحيم، حين تعدى عليه وهدده بحرقه حيًا بسبب سيارة أجرة، فبات الأب يسير مرعوبًا فى الطرقات، يتلفت خوفًا من تهديد ابنه، وهجر منزله ولجأ لمنزل نجله الأكبر، بل واستعان بقوات الشرطة وأخبرهم بالتهديد، لكن دون جدوى، إذ انتهى الأمر إلى إحراقه وعائلته كاملة بأيدى نجله الجاحد. أكل العيش جاء «القرش .. ولقمة العيش» دافعًا لتلك الجريمة الشنعاء، التى ارتكبها الشاب «محمد» في حق والده «طلبة» و5 من أفراد أسرته، التى أسفرت عن حروق وصلت نسبتها 70% بجسد الأب العجوز، و60% فى جسد حفيده البالغ من العمر 4 أشهر فقط، فى حين كانت قوة النيران أكبر من المتهم نفسه، إذ طالته أيضًا وأصابته بحروق بنسبة 50% من جسده. تفاصيل المأساة رواها من استطاع تمالك الكلمات من الضحايا، لوكيل أول نيابة العمرانية حاتم أبو الخير، إذ أفاد الضحايا، أن معانات الأسرة بدأت بسبب سيارة أجرى «فولكس» يمتلكها، اعتاد نجله المتهم محمد 32 سنة، أخذها منه للعمل عليها «ورديات» بالتبادل معه، إلا أن الأب وجد إيراد السيارة بات شحيحًا كلما أخذها نجله، علاوة على كثرة التلفيات التى يجدها بالسيارة فى كل مرة يأخذ فيها. وبات الأب يخاف على السيارة مصدر لقمة عيشه، وعاتب نجله عليها، واتهمه بسرقة إيرادها وعدم اقتسامه بالعدل بينهما، وبات يحجبها عنه مرة، ويعطيها له مرة أخرى تحت وطأة التهديد، إذ استعرض المتهم قوته على أبيه وهدده بحرقه لو لم يعطيها له، حتى فاض الكيل بالأب وقرر عدم إعطاء نجله السيارة نهائيًا، ولجأ إلى قسم شرطة الطالبية لحمايته من تهديده. مطاردة بجركن بنزين أفاد المجنى عليهم في التحقيقات أن المتهم بات يتتبع أبيه فى الشوارع ب «جركن بنزين» فاتجه فى إحدى المرات إلى القسم وأصر على اصطحاب أمين شرطة معه ليريه ابنه المترصد له لحرقه، وبالفعل شاهد أمين الشرطة المتهم، لكن الأخير فر هاربًا قبل ضبطه. المحرقة ازداد رعب الأب من تهديد الحرق بعد رؤية نجله لأمين الشرطة، فهجر منزله واتجه للسكن عند نجله الأكبر، لكن المتهم علم بذلك فحمل جالون البنزين واتجه إلى منزل أخيه، ورشق البنزين بكثافة وحقد على والده وصالة المنزل التى يجلس بها، فسرعان ما اشتعلت النيران وطالت العائلة بأكملها، وشملت قائمة الضحايا الأب ووالدة المتهم، وشقيقه وزوجته، وشقيقته وطفلها يوسف البالغ من العمر 4 أشهر فقط. وسرعان ما علت النيران مع ألسنة اللهب، وتدخل الجيران واستدعوا قوات الإطفاء، وتم نقل والدى المتهم وشقيقه وزوجته، وشقيقته وطفلها إلى مستشفى أم المصريين، يعانون حروق تفاوتت نسبتها بين 10 و70% أخطرهم وضعًا الأب وحفيده. وبسؤال الشرطة حول المتهم تبين أنه أصيب أيضًا، وأنه يخضع للعلاج فى مستشفى قصر العينى، بنسبة حروق بلغت 50% من جسده، فأمرت النيابة بالتحفظ عليه، لحين سماح حالته الصحية بالتحقيق معه. وأمرت النيابة بانتداب خبراء الأدلة الجنائية لفحص مكان الحريق، كما كلفت رجال المباحث بالتحرى حول الواقعة، وبيان ظروفها وكواليس خلاف السيارة الذى انتهى بحرق عائلة «طلبة» بأكملها.