الجارديان: العالم ليس قريبًا من صراع عسكري مع كوريا الشمالية استيقظ العالم صباح اليوم الأربعاء، على خبر إجراء كوريا الشمالية أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، وهو ما أثار حفيظة الدول الكبرى، بشأن تصرفات الرئيس الكوري الشمالي كيم يونج أون المتهورة. وسلطت صحيفة "جارديان" البريطانية، ضمن تغطيتها لآخر التطورات، الضوء على سؤال اعتبرت أنه "الأهم" في الوقت الحالي وهو "إلى أي مدى ينبغي أن يشعر العالم بالقلق بشأن مزاعم كوريا الشمالية بإجراء تجربتها النووية اليوم؟". وأجابت الصحيفة بالقول "العالم ينبغي أن يشعر بالقلق البالغ تجاه هذا"، وذلك وفقًا لهيئة دولية تراقب حظر التجارب النووية، ونقلت ما قاله لاسينا زيربو، المدير العام لمنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، من أن "التجربة تمثل تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن الدوليين". وأضافت الصحيفة أنه إذا كانت الأوصاف التي نشرتها كوريا الشمالية على الموقع الرئيسي للتجارب النووية، عن نوع القنبلة صحيحة، إذًا فإن تحذير زيربو في محله". وأوضحت "الجارديان" أنه وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية، فإن تجربة اليوم كانت لقنبلة هيدروجينية مصغرة، وهو ما يختلف كثيرًا عن الثلاث اختبارات السابقة، التي شملت قنابل ذرية. وبجانب خطورة القنبلة الهيدروجينية وكونها أكثر قوة من القنابل الذرية، فإن احتمال أن يكون النظام تمكن من تصغير القنبلة الهيدروجينية، سيضيف إلى المخاوف من أنه بعد 10 سنوات من أول تجربة نووية لها، أصبحت كوريا الشمالية أقرب إلى تطوير نظام الصواريخ والرؤوس الحربية المتطورة بما يكفي أراضي لاستهداف أراضي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكدت الصحيفة أن هذه المزاعم من المستحيل التحقق منها، فهناك بالفعل تكهنات بأن التجربة كانت قنبلة يورانيوم أو بلوتونيوم، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية من الممكن أن تبالغ في قدراتها العسكرية. ولكن إظهار أنها تمكنت من الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة في تطوير برنامجها النووي، على الرغم من عقوبات مجلس الأمن الدولي ومحاولات إدارة أوباما لعزل الدولة الشيوعية، فإن كوريا الشمالية قد كشفت مرة أخرى عن تصديها للقيود المفروضة من المجتمع الدولي. جون ديلوري، وهو أستاذ مشارك في جامعة يونسي في سيول، قال: إنه "في الوقت الذي يركز فيه الرئيس أوباما على الخلافات المحلية في الأشهر الأخيرة من رئاسته، من غير المرجح أن يحاول اتباع نهج جديد تجاه بيونج يانج". وأضاف "يبدو أن القادة في واشنطن قد فقدوا حماسهم لسياسة الصبر الاستراتيجي منذ بعض الوقت، وحتى الآن لا يمكن لأحد أن يقترح بديلًا مقنعًا"، لافتًا إلى كل العقوبات والمعاهدات تؤدي إلى طريق مسدود. وأوضح"ديلوري" "الرئيس أوباما لديه بالفعل ما يكفي للقلق وليس من المرجح أن يضيف إليه ما يتعلق ببيونج يانج، لذلك يبدو أننا عالقين، وبالتأكيد هذه التجربة تجعل من الصعب على أوباما الزعم بأن سياسته كانت ناجحة". وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد ردت على تجربة كوريا الشمالية بتكرار تحذيرها بضرورة "الالتزام بالاتفاقيات والتعهدات الدولية" بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، مضيفة أنها "لن تقبل" كوريا الشمالية كدولة نووية. الصين مانح المساعدات الرئيسية لكوريا الشمالية وحليفتها التقليدية وتحدثت الصحيفة عن الصين، موضحة أنه "بعد التجارب النووية السابقة لكوريا الشمالية، اتجه العالم إلى بكين، معتقدين أنها يمكنها كبح جماح جارتها المتقلبة، لكن في ظل التدهور الأخير في العلاقات بين البلدين، يبدو أن حل وساطة الصين أكثر بعدًا". "دانييل بينكستون"، وهو محاضر في العلاقات الدولية في جامعة تروي في سيول، صرح بأنه بدلًا من ذلك، من المتوقع أن تدعم بكين أي حل ينتج عن اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من اليوم الأربعاء، موضحًا أن الصين ستدعم قرار مجلس الأمن، "ولكن لن يكون هناك تفويض باستخدام القوة لنزع سلاح كوريا الشمالية". جون ديلوري كان أكثر تفاؤلًا بأن الصين يمكن أن تمارس الضغط على المستوى الثنائي، موضحًا "رد الفعل الثنائي لبكين أهم مما يمكن أن تفعله الصين في مجلس الأمن الدولي، الذي أثبت أنه غير فعال لمعالجة المشكلة النووية الكورية الشمالية". وأضاف "الرئيس الصيني، شي جين بينج، بالتأكيد مستاء مما فعله كيم يونج أون، ولكن علينا أن نراقب كيف سيتصرف تجاه ذلك، فخيارات الصين محدودة بسبب حدود ال 800 ميل والمخاطر على الاقتصاد والاستقرار شمال شرق الصين الذي تشكلها كوريا الشمالية". من جانبه، أفاد شي ينهونج، وهو مستشار السياسة الخارجية للحكومة وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة بكين، أن الرئيس الصيني بالطبع سيكون غاضبًا جدًا، كما أنه سيميل إلى تأخير نواياه لتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية. ونوه "شي ينهونج" إلى أن الصين كانت تحاول تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية، بإرسال ليو يون شان، واحدة من أقوى زعماء الحزب الشيوعي، في أكتوبر عام 2015 إلى بيونج يانج، ولكن بالطبع هذه العملية أصبحت أكثر صعوبة الآن بعد تجربة اليوم. ومن خلال التجربة، التي جرت صباح الأربعاء، الرئيس الكوري الشمالي كان يرسل إشارة توضح أنه كان على استعداد لتحدي أي شخص، "بما في ذلك شي جين بينغ نفسه". وعلى الصعيد الداخلي، لم يضر (كيم) بصورته المزعومة بأنه زعيم قوي عازم على مواجهة عدوان الولاياتالمتحدة، فبعد ساعات من الاختبار، أصدرت وسائل الإعلام الرسمية الكورية الشمالية صورًا لهتافات الحشود في بيونج يانج. وقال محاضر في العلاقات الدولية في جامعة تروي: إن "التجربة سيكون لها رد فعل جيد جدًا في كوريا الشمالية، فالنظام سوف يستغل ذلك لحشد الدعم المؤيد له" واختتمت "جارديان" بالقول: "اليوم، تمامًا كما حدث في ربيع عام 2013، عندما هدد "كيم" بتوجيه ضربات نووية ضد كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، العالم ليس قريبًا من صراع عسكري مع كوريا الشمالية، ولكن يجب أن يكون أكثر قلقًا".