لا أنكر التاريخ الطويل لماسبيرو.. والاعتذار واجب على المتسببين في انهياره مكتب عصام الأمير يضم اقتراحات كثيرة لتطوير ماسبيرو.. ويجب عليها أن يفتح الدُرج توقعت النقد السلبي لحلقتي عن التليفزيون المصري.. وفخور بأنها غيرت الواقع «أبو حفيظة» سيتحول لعمل سينمائي أو مسلسل رمضاني
بعد النجاح الذي حققه المذيع أكرم حسني من خلال شخصية "أبو حفيظة" التي قدّمها في أكثر من موسم ضمن برنامجه "أسعد الله مساءكم" خلال السنوات القليلة الماضية، يستعد هذه الأيام لتقديمها من خلال عمل فني، لم يحدد نوعه بعد، سواء كان مسلسلًا رمضانيًا أم فيلمًا سينمائيًا، ولا يزال الأمر في إطار جِلسات عمل دورية، للوقوف على طبيعة العمل الجديد.. "التحرير" تحاول "أبو حفيظة"، لمعرفة تفاصيل العمل الجديد، وما يدار في كواليسه.
لماذا قررت تحويل شخصية "أبو حفيظة" لعمل فني خاص ؟ ما حدد ذلك الجهة الإنتاجية والمرتبطة بسوق الإعلانات، وبالتالي يرغبون في البيع بالأكثر شهرة، فبطل العمل هنا شخصية "أبو حفيظة" وليس اسم أكرم حسني، وعمومًا ظهوري بطبيعتي، وكذلك باقي الشخصية أمر يحسمه ورق العمل نفسه. وما إذن نوعية العمل ؟ كوميدي اجتماعي، لكننا لم نحسم ما إذا كان سيتم تقديمه على هيئة مسلسل لشهر رمضان المقبل، أم فيلم خلال هذا العام الجديد، وسنواصل العمل على الاقتراحين، ولم نحدد الشكل النهائي. ومتى تستغني عن شخصية "أبو حفيظة" وتكتفي بظهور أكرم حسني ؟ لن يحدث ذلك بمعنى التخلي الكلي عن الشخصية، لأنها السبب في معرفة الناس بي، والنجاح الكبير الذي أعيشه الآن، إنما أقدم بجانبها أعمال أخرى، وأظهر فيها بشخصيتي الحقيقية، لكن دائمًا ستظل شخصية "أبو حفيظة" تحت الطلب، وقتما استدعيها. وهل غيرتك من "أبو حفيظة" وراء ظهورك بشخصيتك الحقيقية في بعض الفقرات من "أسعد الله مساءكم" ؟ لا.. لكنني طول الوقت أشعر أن لدي قدرات وطاقة فنية أحتاج لإخراجها، والشخصية في الأول والآخر تحدثني عن الخروج من إطارها، لأنها تتحدث وتفكر بطريقة معينة، بالتالي إذا رغبت في تقديم أشياء مختلفة عليّ الابتعاد عنها، وطوال الوقت لديّ رغبة في الخروج، وشجّعني على هذه الخطوة مخرج البرنامج، رامي رزق الله الذي وجد أنه آن الأوان لذلك، فهو مقتنع بأنني أمتلك طاقة أكثر من "أبو حفيظة"، وكان ذلك تحدّي كبير لي وللعمل كله. لماذا تحرص على إشراك كل فريق العمل في العروض التي تقدمها ؟ لأنني أرى البرنامج عمل جماعي، وما أفعله يعد إعادة الحقوق لأصحابها، فبدون ورشة الكتابة لا أستطيع بأي حال من الأحوال العمل بمفردي، أو خروجه بهذه العبقرية.. البرنامج خلاصة تفكيرهم وإبداعهم، سواء في تقدير مادي أو معنوي، وعندما تكون هناك إمكانية لإظهارهم لا أتاخر، لأن هذا حقهم، فأنا طوال الوقت في الصدارة، لكن المجهود الأساسي يرجع لهم بالطبع. واجهت هجومًا منذ فترة بعد سخريتك من التليفزيون المصري ؟ أعتقد ذلك.. لكن الهجوم كان سيحدث لا مفر من ذلك، لأن وجهة نظر من قام بالهجوم عليّ وعلى البرنامج، أننا تناسينا التليفزيون المصري وتاريخه، في حين أنه بالتركيز فيما تم تقديمه، سيجدنا أكدنا أن وصول المبنى صاحب التاريخ الطويل لهذا الشكل أمر غير مقبول، وهذا هو ما أردنا إيصاله للمتفرج. لكن البعض طالبك باعتذار رسمي عن هذه الإساءة ؟ إذا كان لابد من وجود اعتذار، فبالطبع لا يجب أن يكون من جانبنا، إنما ممن أوصل هذا المبنى لهذا المستوى السيئ، ولا ننكر أن التليفزيون المصري صاحب الريادة الإعلامية، لكننا في المقابل لا نرغب أن نقف عند هذه الحدود، ونظل نتحدث بأننا المصريين أصحاب حضارة 7000 سنة، وكنّا كذا وكذا، مع أننا إذا قمنا بحذف كلمة "كنّا" لن توجد لدينا جملة مفيدة، وعلينا أن نبحث لنتحدث عن حاضرنا، وأنه يمكننا المواجهة. وكيف تكون المواجهة ؟ الجمهور نفسه يعقدها من خلال مقارنته لما يتم تقديمه في التليفزيون المصري والفضائيات، فمثلًا عندما يشاهد برنامج اكتشاف المواهب في التليفزيون المصري، وآخر على الفضائيات، بالطبع سيجد فارق كبير، وهي حالة تدعو للالتفات لأنفسنا، ولا يجوز بعدما اعتادت عين المشاهد على شيء جديد ومختلف، أن نقدم نسخ قديمة لا تتناسب مع الوقت الحالي. وما نصائحك لتطوير أداء التليفزيون المصري ؟ لا أملك أي نصائح له، فدوري كإعلامي ليس التوعية، إنما في برنامجي الساخر أسلط الضوء فقط على المشكلة، ولدينا خبراء في الإعلام ومفكرين يتدبرون في الأمر، كما أن مكتب عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، يضم نحو اقتراحات كثيرة لتطوير ماسبيرو، والموضوع يحتاج منه أن يفتح الدُرج ليطّلع عليها. وهل كنت تتوقع هذا الهجوم أم معالجة هذه العيوب ؟ توقعت النقد السلبي، وهو ما حدث بالفعل، لكن الأهم بالنسبة لي أن الملف تم فتحه، حتى أن رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، أرسل مفوّضًا من الرئاسة؛ لبحث أزمة ماسبيرو، والنيابة والرقابة الإدارية بدأت العمل على الملف أيضًا، وهو ما أسعدني الحقيقة، لأن الفكرة أو الموضوع الذي قدّمته في برنامجي غيّر من الواقع حتى لو جزء بسيط، فيما اختفت المشكلة التي قامت بيني وبين المهاجمين بعدما أخذت وقتها، لكن ما تبقى أن الملف تم فتحه، والبحث عن تطوير ماسبيرو، والتدقيق في المآخذ التي استعرضتها، وأن التليفزيون المصري لم يعد له الريادة كما يُقال. هل أغضبهم تقديمك لحال ماسبيرو بشكل ساخر ؟ أعتقد ذلك، لأن الكوميديا دائمًا ما يكون فيها مبالغة حتى تصل الرسالة، وهم وجدوا أن هذه المبالغة تعد تجريحًا كبيرًا نحوهم ونحو ما يقدّمونه، ولم يفهموا أن هذه هي طبيعة الكوميديا، عمومًا حتى إن توقفت عن تقديم البرامج يكفيني أنني كنت سبب فتح الملف وتطوير تليفزيون بلدي.. هذا شيء يجعلني فخورًا بما فعلته. وماذا عن مهرجان الكرة الذي قدّمته على لحن أغنية "أولاد سليم اللبنانين" ؟ شخصيًا لا أمتلك أي انتماءات كروية، ولا أشجعها ولا أتابعها، مع أن والدي كابتن حسني عبدالرحيم كان مدربًا بنادي الزمالك، وشقيقي الأكبر يدرب في اتحاد الشرطة وانبي، فالعائلة كروية، إنما أنا أبعد ما يكون عنها، قد ألعبها في بعض الأحيان، لكنها أيضًا ليست هوايتي، لذا عند تخطيطنا لهذه الحلقة أخبرت فريق الإعداد بأنني عادة ما يكون لي تدخل، لكن هذه المرة سأكون في منزلي وسأقرأ الاسكريبت وأنفذه تمامًا، وإن نجحت الحلقة سأرفع لكم القبعة، والعكس، لأنني اعتدت عند حديثي في أي موضوع أكون مسؤولًا عنه، وعلى قناعة به وأفهمه، بالتالي إذا تم الهجوم عليّ لا مشكلة لديّ طالما أنه مبدأ عام عندي، إنما موضوع لا أفهمه وهاجمني البعض الوضع لن يكون ظريفًا للغاية. هل سبب لك ذلك قلقًا من أي نوع ؟ ليس بهذه الدرجة، لديّ ثقة في فريق الإعداد، ونفهم طريقة تفكير بعضنا، والفريق الحالي يعمل معي منذ عامين تقريبًا، واستوعبوا ما أوافق عليه والعكس، ونتقابل بشكل يومي حتى تخرج الحلقة في نهاية الأسبوع، وهم أصحاب الجانب الأكبر من النجاح. وهل أثر "أسعد الله مساءكم" على عملك في "نجوم إف إم ؟ صحيح، لأن البرنامج يأخذ الكثير من وقتي، حتى أنني كنت أقدّم برنامج بشكل يومي على الإذاعة؛ فاضطررت لتقليص عدد ساعات عملي لصالح تقديم برنامج يُذاع يومًا واحدًا أسبوعيًا، وأمنح باقي الوقت للتليفزيون، لأنه يحتاج وقت ومجهود أكبر.