أصدرت دار الإفتاء المصرية، اليوم الإثنين، تقريرها السنوي، الذي يعتبر كشف حساب عما قدمته خلال عام 2015. وأوضح التقرير، أن عام 2015 شهد جهودًا دؤوبة من الدار وعلمائها الأجلاء، وعلى رأسهم الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، من أجل القيام بالدور والوظيفة، وتحقيق الغاية والهدف. واستطاع مفتي الجمهورية أن يحافظ على مؤسسية الدار وخطابها المتزن المتسم بالوسطية والاعتدال الداعم لمد جسور التواصل مع أصحاب الثقافات والحضارات المختلفة. وذكر التقرير، أن عدد الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء بلغت أكثر من 630 ألف فتوى، شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة. كما تم اعتماد دار الإفتاء المصرية كمرجعية للبرلمان الأوروبي فيما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائي رصين، يُلبي متطلبات المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك. وعقدت دار الإفتاء مؤتمرًا عالميًّا للفتوى في أغسطس، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة وفود من كبار المفتين والعلماء والفقهاء من 50 دولة، وتم خلال المؤتمر الاتفاق على جملة من المبادرات والتوصيات كان أهمها إنشاء أمانةٍ عامةٍ لدُورِ وهيئاتِ الفتوى في العالم، ومركزٍ عالميٍّ لإعدادِ الكوادرِ القادرة على الإفتاءِ عن بُعدٍ، وكذلك إنشاء مركزٍ عالميٍّ لفتاوَى الجالياتِ المسلمةِ بهدفِ إعادةِ المرجعيةِ الوسطيةِ في الفتوى. وكشف العام 2015 عن حضور لافت لدار الإفتاء في المحافل الدولية، ويأتي في مقدمتها الأممالمتحدة والبرلمان الأوربي ومنتدى دافوس العالمي والمفوضية الأوربية واليونسكو والبرلمان الدولي للأديان ومراكز الأبحاث الدولية، بالإضافة إلى المشاركة في أكثر من ٣٢ مؤتمر دولي حول العالم. وشهدت صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لدار الإفتاء المصرية طفرة غير مسبوقة في حجم وأعداد المشاركين والمتفاعلين مع تلك الصفحات، وتجاوزت أعداد المشاركين أكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون مشترك حول العالم. وأطلقت الدار العديد من الحملات العالمية عبر شبكة الإنترنت باللغات الأجنبية؛ لتوضيح الصورة الحضارية للإسلام والتي جذبت أكثر من ٢٠ مليون متفاعل حول العالم. وفي أكتوبر الماضي، أطلق دار الإفتاء البرنامج التدريبي الثالث لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج؛ لدعم الشباب بالمعارف، والخبرات والمهارات اللازمة، لتكوين حياة زوجية وأسرية ناجحة. واحتفلت دار الإفتاء في شهر نوفمبر بتخريج الدفعة التاسعة من البرنامج التدريبي لتأهيل المبعوثين على الإفتاء، والذي استمر لمدة ثلاث سنوات، حيث تخرج ٢٤ مبعوثًا من جنسيات مختلفة من قارات العالم المختلفة، كما عقد مركز التدريب أكثر من عشرين دورة تدريبية في الداخل والخارج؛ لتأهيل المفتين على صناعة الفتوى. وأرسلت الدار على مدار العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى الخارج، التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء، وعقد ندوات ومحاضرات في كبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطي. وشهدت القنوات الفضائية حضورًا مكثفًا لعلماء دار الإفتاء؛ للرد على فتاوى المشاهدين وتساؤلاتهم، وتوصيل رسالة الدار لأكبر عدد ممكن من شرائح المجتمع. وصدر عن دار الإفتاء هذا العام مجموعة من الإصدارات التي أثرت المكتبة الإسلامية، وساهمت في بناء خطاب إفتائي رصين متصل بالأصل، ومرتبط بالعصر. كما أصدرت دار الإفتاء مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية بعنوان "Insight" للرد على مجلة "دابق"، التي تصدرها "داعش"، وأخرى باللغة العربية بعنوان "إرهابيون"، لتفكيك الفكر المتطرف والعقائد الخطيرة التي تعتمدها الجماعات الإرهابية. وأصدرت دار الإفتاء موسوعة تضم نحو 1000 فتوى، تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتجيب عن كل ما يدور في أذهان المسلمين في الغرب، حول مختلف المسائل، بخاصة الشبهات التي يعتمد عليها "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة. وقامت دار الإفتاء المصرية بعدة إجراءات ضمن مجهوداتها لمواجهة التطرّف، حيث أنشأت مرصدًا لرصد فتاوى التكفير والآراء المتطرفة التي تعتمد عليها جماعات الإرهاب في تبرير أفعالها الإجرامية، حيث يقوم هذا المرصد بالرد عليها وتفنيدها والتحذير منها. كما انتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلاً لمسائل التكفير والفكر المتشدد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرّف. ونظرًا لأهمية الفضاء الإلكتروني، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مثل صفحة "داعش تحت المجهر" وغيرها. وأطلقت دار الإفتاء مرصد "الإسلاموفوبيا" في ديسمبر، لرصد الإسلاموفوبيا ومعالجتها، وتقديم كافة التصورات والتقديرات الضرورية لمواجهة هذه الظاهرة، والحد من تأثيرها على الجاليات الإسلامية في الخارج، وتصحيح المفاهيم والصور النمطية المغلوطة عن الإسلام والمسلمين في الخارج. ووقعت دار الإفتاء خلال العام 2015 سبعة من بروتوكولات التعاون في الداخل والخارج في إطار الجهود الساعية إلى نشر الوعي الديني الصحيح داخليًا، وفي أوساط المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتقديم الدعم الشرعي اللازم لهم. وأرسلت دار الإفتاء نشرة دينية نصف شهرية باللغة الإنجليزية إلى السفارات والقنصليات المصرية بالخارج، بالتنسيق مع وزارة الخارجية. وشاركت دار الإفتاء في شهر مايو الماضي في وفد الدبلوماسية الشعبية، الذي زار ألمانيا قبيل زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى برلين، والتقى الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، ممثلي البرلمان الألماني، ورؤساء عدة إدارات بوزارة الخارجية الألمانية على رأسها إدارة حقوق الإنسان؛ لعرض حقيقة تطورات الأحداث في مصر، وتصحيح المفهوم المغلوط لديهم حول ممارسات التنظيمات الإرهابية.