"أحبَّ ما يعمل فجاء مستقبله بما لا يحلم أو يتوقع".. هكذا حال "يوسف السيد الراضي الذي عمل بائعًا للفريسكا قبل أن يحصل على منحة من جامعة "نوتينج هيل كوليدج" البريطانية للحصول على درجة الماجستير من هناك. قصة يوسف، صاحب ال 26 عامًا، تعود إلى أنَّه تخرَّج في معهد الخدمات الاجتماعية، وبعد التخرج فشل في الحصول على فرصة عمل فقرر الالتحاق بمهنة أبيه "بائع فريسكا"، تاركًا وراءه كل ما يمكن أن يوجَّه إليه بشأن قراره. "يوسف"، الذي فضَّل العمل على الجلوس في المنزل متبعًا مبدأ "حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب"، اتخذ من منطقة وسط البلد موطنًا لبيع الفريسكا، يتجول هناك بصندوقٍ صغير يجذب الأعين إليه حتى أصبح ذا شهرة واسعة بسبب أسلوبه الكلاسيكي في التعامل وملابسه الأنيقة وهيئته المختلفة عن بائعي المكان. "أود تغيير نظرة المجتمع عن البائع المتجول" هكذا يقول يوسف دائمًا أثناء حديث الناس معه، وبخاصة بعدما ذاع صيته، عقب انتشار قصته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فكل من يقابل يوسف في الشارع يصر على التقاط صورة معه، إعجابًا بفكرته وطموحه. بعد إعلان يوسف أنَّ كل ما يريده هو الحصول على سكن والعيش بكرامة، مع شريكة حياته، انهالت تعليقات التضامن مع يوسف، حتى حصل على منحة بدراسة الماجيستير في إدارة الأعمال في الجامعة البريطانية.