تل أبيب تطالب شعبها بشد الأحزمة وترشيد الإنفاق.. ورئيس الوزراء يصرف الآلاف على تصفيف شعره وماكياجه وأحذيته البراقة «جزيرة من الرفاهية لا تحوى أى فوارق بين الطبقات» كانت هذه هى الصورة التى حاول ويحاول الكيان الصهوينى دائما تصوير نفسه بها، ناشرا الأوهام بين الإسرائيليين منذ نكبة 48 أنهم سيعيشون فى دولة لا تعرف الفساد أو المحسوبية واستغلال المناصب وغيرها من الجرائم، تلك الأوهام تبددت، وهذه العبارات الرنانة الكاذبة تهاوت مع كل فضيحة فساد يتورط فيها مسؤول من مسؤولى الاحتلال، الذين كان آخرهم بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب. 17.80 ألف دولار، مبلغ لم يأت ضمن ميزانية إسرائيل العسكرية أو كمخصصات مالية لأى شأن عام آخر، بل إنه، ووفقا لصحيفة «تليجراف» البريطانية، حجم إنفاقات نتنياهو على ماكياجه وشعره وملابسه، حيث سلطت الصحيفة الضوء على ملف مصروفات الأخير واكتشفت ارتفاعها، لافتة إلى أنه ينفق أيضا 519 ألف دولار على منازله الثلاثة وبارتفاع وصلت نسبته إلى 80%، كما كشف عن تركيبه سريرا مزدوجا بتكلفة تبلغ 90 ألف جنيه إسترلينى فى رحلة طيران استمرت 5 ساعات من تل أبيب إلى لندن لحضور جنازة مارجريت تاتشر. المثير للسخرية أن «مجتمع اللا طبقات» الذى تسوقه إسرائيل، يطفح بطبقات ثرية مثل نتنياهو ورجال الأعمال الملتفين حوله فى شبكة مصالح، وطبقات أخرى أقرب إلى الفقر، الأمر الذى شهد عليه تقرير لمنظمة «OECD»، أكد مؤخرا أن نسبة الفقر فى إسرائيل هى الأعلى من بين دول المنظمة، وأنها الدولة الخامسة من حيث الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وتسبقها فى الترتيب شيلى والمكسيك وتركيا والولايات المتحدة. بل والأشد إثارة للسخرية أن نتنياهو الذى يهتم بتصفيف شعره وبريق حذائه بآلاف الدولارات هو نفسه الذى يطالب الإسرائيليين بشد الأحزمة وترشيد الإنفاق، فى ظل حالة الغليان الداخلى من تفشى البطالة والفقر والفساد وارتفاع الضرائب والرسوم، والذى يترجم إلى احتجاجات يشارك فيه عشرات الآلاف خلال الأسابيع الماضية ضد سياسات نتنياهو ووزير ماليته يائير لابيد. فضيحة نتنياهو الجديدة جاءت بعد إجبار محكمة إسرائيلية لمكتبه بإصدار تقرير بالنفقات المنزلية لرئيس الحكومة، لكنها ليست الفضيحة الأولى أو الأخيرة، التى تكشف الصورة الحقيقية لإسرائيل، فمن ينسى قضايا كثيرة مشابهة تظهر بين الحين والآخر، منها مثلا ما واجهه إيهود أولمرت، رئيس وزراء إسرائيل السابق، وتعلقت باستغلال المنصب والفساد والكسب غير المشروع، ومنها أيضا ما يواجهه إفيجدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلى السابق، من اتهامات مشابهة، بل حتى على المستويات الأدنى من رئيس الحكومة والوزير تمتلئ الساحة الإسرائيلية يوميا بفضائح على نفس الشاكلة لرؤساء بلدية وموظفين كبار وبرلمانيين بالكنيست. ولفتت الصحيفة البريطانية فى تقريرها إلى أن الزيادة الأكثر إحراجا فى النفقات لرئيس حكومة تل أبيب جاءت تحت تصنيف ما سمته «نفقات التمثيل المحددة»، موضحة أنها تتعلق ب«قسم الملابس والأحذية ومستحضرات التجميل»، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى ضاعف الإنفاق فى هذا البند فعليا إلى 11.700 جنيه إسترلينى.