المتهمة: مش هعمل خير فى حد تانى.. والطفل: كانت بتخوفنى وشغلتنى أبيع مناديل وماخدش و لا جنيه في واقعة إنسانية لا تتكرر بسهولة التقي سائق «بطفله المختطف» منذ نحو شهر وهو يتسول في إحدى محطات مترو الأنفاق، وأجهش الوالد بالبكاء وهو يحتضن نجله وهو ما أدمع عيون كل من شهد الحادثة... القصة الموثقة بالفيديو والتي حصل عليها «التحرير»، كشفت من جديد خطورة «مافيا خطف الأطفال»، والتسول بهم وإحراق قلوب ذويهم عليهم. رجال الشرطة تلقفوا أوصاف المتهمة بخطف الطفل وألقوا القبض عليها وبمواجهتها اعترفت بخطف الصغير واستغلاله في التسول بالمترو، بالعرض على النيابة أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات، وإلى التفاصيل. المعلمة الكاتعة على طريقة المعلمة «الكاتعة» فى فيلم «العفاريت»، قامت فتاة بخطف طفل وإجباره على التسول داخل محطات المترو بعدما اختطفته من داخل محطة مترو شبرا الخيمة، إلا أن الصدفة جمعت الطفل بأسرته داخل إحدى المحطات فى مشهد إنسانى، أبكي جميع المواطنين داخل محطة مترو محمد نجيب.
بلاغ تعود الواقعة إلى تلقى قسم شرطة ثالث المترو بلاغا من محمد عبد العزيز، 37 سنة، سائق، مقيم فى عابدين، وأسامة رمضان نظيم، 37 سنة، يفيد عثورهما على نجل الأول وفى نفس الوقت نجل شقيقة الثانى، وهو الطفل «يوسف» 13 سنة، والمتغيب عن المنزل منذ مطلع الشهر الحالى، فور خروجهما من محطة محمد نجيب لمترو الأنفاق، حيث التقيا به مصادفة خلال تسوله من الركاب، وعندما شاهدهما بكى بشدة وأخذاه لمكتب الشرطة داخل المحطة. أوصاف المتهمة أدلى الطفل يوسف بأوصاف تلك السيدة وبعرض الأمر على اللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات، أمر بعرض صور المتسولين على الطفل، وبالفعل تعرف عليها وتبين أنها تدعى «مروة.ش.م» 26 سنة، مقيمة بفيصل فى الهرم، وتبين أنها كانت تخيف الطفل وتفهمه أنه مراقب منها وعليه تم عمل عدة أكمنة لضبطها في أثناء دخولها محطة شبرا الخيمة لمترو الأنفاق. اعترافات الفتاة وبضبطها كانت المفاجأة حين بدأت المتهمة اعترافاتها قائلة: مش هعمل خير فى حد تانى، وأضافت: أنا لقيته بيعيط وسألته مالك فقال «أهلى بيضربونى وبيبهدلونى فأخدته لمنزلي واشتغل معايا فى بيع المناديل وهو وافق يشتغل معايا». وبسؤالها عن عدم رد الطفل إلى أهله، زعمت المتهمة أنها سألت الطفل عن عنوانه وأرقام تليفونات أحد أقاربه فقال لها: «ماعرفش»، واختتمت قائلة: «مش هعمل خير فى حد تانى علشان بتقلب معايا بشر». براءة من جهته قال الطفل يوسف -بعدما شعر بالأمان في حضن أبيه- لرجال المباحث: «أول ما شافتنى فى المترو أخدتنى علشان عايزانى أشتغل معاها وخلتنى أبات عندها فى البيت، وتصحينا الساعة 6 الصبح وماتدنيش فلوس وهى بتشغلنى فى بيع المناديل فى المترو ومابتدنيش ولا جنيه ولا خلتنى أروّح». فى حين أوضح خال الطفل أن «يوسف» متغيب منذ عشرة أيام، إذ كان معه وأوصله إلى محطة شبرا الخيمة حتى يعود إلى منزله إلا أنه تغيب منذ ذلك الوقت، وبحثنا عليه فى أقسام الشرطة، دون جدوى، حتى رآه فى المترو وسأله مالك يا يوسف، فبكى الطفل وبكي الخال. وأضاف الخال: «أخذته فى حضنى وسألته إنت كنت فين وإيه اللى حصل معاك فقال لي «واحدة قالت لى تعالى اشتغل معايا وهديك فلوس». في نهاية التحقيقات تم تحرير محضر رقم24/218 أحوال قسم شرطة ثالث المترو، وعرض والمتهمة على النيابة التي أمرت بما سبق.