سامح سيف اليزل.. رجل قضى معظم حياته في مؤسستي الجيش والمخابرات العامة، والبداية كانت بالالتحاق بالقوات الخاصة، وبالتحديد في قوات "الصاعقة"، حتى وصل إلى رتبة نقيب، ثم سافر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث حصل على فرقة حراسات خاصة، وعاد إلى مصر لينضم إلى قوات الحرس الجمهوري، وقدم دورات تدريبية لحرس الرئيس الأسبق حسني مبارك، وبعدها انتقل إلى المخابرات العامة في رحلة طويلة مع العمل السري، قبل أن يخرج إلى العمل المدني. سيف اليزل لم يتحدث كثيرًا عن فترة عمله في المخابرات، إلا أنه كشف في لقاء تلفزيوني سابق، أنه الشخصية المخابراتية الحقيقية، التي جسدها الممثل محمد وفيق في مسلسل " رأفت الهجان"، والذي قام بدور ضابط المخابرات المصرية عزيز الجبالي، الذي تولى تدريب رأفت الهجان في إسرائيل. اعتاد المشاهدون لبرامج "التوك شو" على استضافة الخبير الاستراتيجي، سيف اليزل، بعد كل هجوم إرهابي أو قبل دعوة إلى مليونية أو مع اتخاذ إجراءات أمنية، ودائما ما كان اليزل المصدر الذي يكشف "كواليس" صناعة القرار، ولا مانع من تسليط الضوء على "المؤامرات الخارجية" التي تحاك لمصر. وبعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي مواعيد انعقاد انتخابات مجلس النواب، انطلق سيف اليزل ليجمع المشرحين في كيان واحد، وهو قائمة "في حب مصر"، وليكون منسقًا عامًا لها، ورغم إخفاقه في حشد اصطفاف وطني خلف القائمة، إلا أنه نجح فيما أهم، وهو اختبار الانتخابات، واكتسحت "في حب مصر" لتحصد 120 مقعدًا. وبعد هذا النجاح، بدأ سيف اليزل في "الحشد" لأغلبية البرلمان، مطلقًا على هذا الائتلاف اسم "دعم الدولة المصرية"، وفي بادئ الأمر قال إنه يعلم أن بعض حلفائه في القائمة سيغادرون، لكنه عول على إمكانية جمع كافة الأطراف تحت شعار الائتلاف البراق. وبالفعل انضم حزبا الوفد ومستقبل وطن وعدد من المستقلين إلى الائتلاف، وبدت الصورة أكثر إشراقًا لرجل المخابرات، الذي غير اسم التحالف إلى "دعم مصر" إرضاءً للإعلاميين، حسبما صرح سابقًا. الجميع بدأ في الحديث حول عودة "الحزب الحاكم"، وظهر سيف اليزل وكأنه المرشح "الأقرب" لرئاسة البرلمان، وخرج مؤخرًا يتحدث عن أن مفاوضات ضم حزب المصريين الأحرار تسير بشكل جيد، بل أنها اقترب من الحسم. ويبدو أن تلك الهالة الكبيرة كانت تغطي كيانًا هشًا، فاليوم انسحب "مستقبل وطن" و"الوفد"، وتأكد فشل انضمام "المصريين الأحرار"، الذي وصف "دعم مصر" على لسان متحدثه الرسمي ب"اتحاد اشتراكي جديد". رغم أن "دعم مصر" ظل محتفظًا بالعدد الأكبر من النواب، إلا أن مخطط اليزل لتحقيق "أغلبية نعم" الكاسحة لم تعد مطروحة.. وبدأت طاولة الشطرنج أمامه تخلو من القطع.