كتب - علي راضي: في مثل هذا اليوم، من عام 1982، التقى الأهلي مع فريق كوتوكو الغاني في مدينة كوماسي في لقاء الإياب بنهائي دوري أبطال إفريقيا، حيث فاز الفريق الأحمر بثلاثية نظيفة في لقاء الذهاب والذي أقيم يوم 28 نوفمبر من نفس العام. المباراة حضرها 70 ألف متفرج، وانتهت مباراة العودة إيجابيًا بهدف واحد لكل منهما، سجل لأشانتي جون بان ريمان في الدقيقة 12، وعادل للأهلي محمود الخطيب في الدقيقة 70 بهدف صنعه مختار مختار، وأدار المباراة تحكيميا، طاقم جامبي بقيادة دودونجاي وبمساعدة حاج فاي وسليمان ستينان. عانى الأهلي في هذه المباراة كثيرًا، وتعرض لمضايقات عديدة، وأبرز الصعوبات تمثلت في الاستقبال الجماهيري في أكرا وكوماسي، وإشارات بالرقم خمسة، وهو الرقم الذي كانوا يتمنون فوز فريقهم به على الأهلي، فيما استيقظ اللاعبين في الخامسة صباح يوم المباراة على أصوات ضجيج المشجعين حول الفندق في الأدغال. وخاض الأهلي مباراة كوتوكو مرتدياً الزي الأخضر، فيما ارتدى كوتوكو الزي الأحمر، ونظرًا لحرارة الجو، امتلأت المدرجات بنحو 30 ألف "شمسية" حمراء، وانتقل الرئيس الغاني جيري رولينجز من العاصمة أكرا خصيصًا إلى كوماسي وسلم الكأس إلى محمود الخطيب، رغم أن قائد الأهلي حينها كان مصطفى يونس الذي تألق في المباراة بشكل لافت. ولم تتم إذاعة المباراة على الهواء في التليفزيون الغاني، كما فشلت الإذاعة المصرية في نقل المباراة لانقطاع الاتصالات اللاسلكية بين كوماسي وأكرا، ليتم إعلان النتيجة في مصر متأخرة بعض الوقت، وفور إعلان النتيجة نزل المشجعين في مظاهرات إلى الشوارع، احتفالاً باللقب التاريخي، وكان في اليوم التالي آلاف من الجماهير في انتظار الأهلي بمطار القاهرة، وكان مصطفى يونس أول اللاعبين نزولا من الطائرة حاملاً للكأس. وكان الراحل فؤاد محيي الدين رئيسًا للوزراء، حيث قرر صرف 2000 جنيه مكافأة لكل لاعب بالأهلي، أسوة بلاعبي نادي المقاولون الذي كان قد حصد قبل 10 أيام لقب كأس إفريقيا، وقام أحد المشجعين بتسليم الفريق 30 مصحفًا مذهبًا هدية، فيما شكل عبد العزيز عبد الشافي مدير الكرة حينها لحنة لاستلام الهدايا التي بدأ النادي في استقبالها من المشجعين. ويتذكر لاعبي الأهلي موقف الرئيس الغاني رولينجز، عندما وصل لملعب المباراة، ورفع علامة "الخمسة" ليشعل حماس جماهير غانا، ولكن بعد المباراة أشاد بلاعبي الأهلي، وقام بالهتاف معهم "تحيا مصر" دون أن يكن يعرف معناها.