انتقد الرئيس السوري بشار الأسد الضربات الجوية البريطانية في سوريا، وتوقع أنها لن تحقق أي نتيجة و"محكوم عليها بالفشل"، كما حذر من أن القصف الجوي لبلاده سيزيد من خطر الهجمات الإرهابية التي تشنها الخلايا النائمة في أوروبا ما لم يكن هناك جهد منسق لتدمير "داعش" على الأرض. وفي مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، قال الأسد إن أعمال بريطانيا "غير القانونية" لن تؤدي إلا إلى نشر "سرطان" الإرهاب فى أوروبا، واتهم بريطانيا بتصدير المتطرفين إلى بلاده، وادعى أن أوروبا، وليس سوريا، أصبحت حاضنة للإرهاب الذي يهدد الغرب في الوقت الراهن، مع خلايا نائمة مستعدة للهجوم. من جانبها، أشارت الصحيفة إلى أنه بعد قرابة 5 سنوات من الحرب الأهلية التي أسفرت عما يقدر بنحو 250 ألف حالة وفاة، ونزوح ملايين اللاجئين، وتنامي "داعش" ليشكل تهديدًا إرهابيًّا دوليًّا، وقصف بلاده من قبل الغرب وروسيا، لم يتوان الرئيس السوري عن مهاجمة الضربات الجوية البريطانية التي بدأت الأسبوع الماضي. وأضاف الأسد، في المقابلة التي نشرت نصها كاملا وكالة "سانا" السورية، أن الضربات الجوية البريطانية والفرنسية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، لن تحقق أي نتيجة، بل ستكون ضارة وغير قانونية وستشكل دعمًا للإرهاب، لأن التنظيمات الإرهابية أشبه بالسرطان، والسرطان لا يعالج بإحداث جرح فيه، بل باستئصاله بشكل نهائي. واتهم رئيس النظام السوري بريطانيا وفرنسا بأنهما "شكلتا منذ البداية رأس الحربة في دعم الإرهابيين في سوريا، وهما لا تمتلكان اليوم الإرادة لمحاربة الإرهاب ولا الرؤية حول كيفية إلحاق الهزيمة به". ووصف ادعاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وجود 70 ألف مقاتل معتدل في سوريا، بأنه حلقة جديدة من مسلسله الهزلي الذي يقدم المعلومات الزائفة بدلا من الحقائق، لافتًا إلى أن روسيا سبق أن طالبت الدول الغربية بتقديم معلومات عن مكان وجود هؤلاء وقياداتهم ولكن تلك الدول لم تستجب. واعتبر أن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد الإرهاب وهمي وافتراضي، لأنه لم يحقق أي إنجازات على الأرض في مواجهة الإرهاب"، مشيرًا إلى أن سوريا لا تضيع الوقت في مناقشة ما يقوم به هذا التحالف لأنها بدأت بمحاربة الإرهاب وستستمر بصرف النظر عن وجود أي قوة عالمية. وأوضح أن الدعم غير المحدود الذي يتلقاه الإرهابيون من دول عدة هو سبب إطالة الأزمة وجعلها أكثر تعقيدًا، لافتًا إلى أن التنظيمات الإرهابية في سورية ومنها "داعش" و"جبهة النصرة" واحدة، لأنها تستند إلى أيديولوجيا وهابية ظلامية منحرفة. وحول الدعم الروسي قال إنه لعب منذ البداية، إلى جانب الدعم القوي والراسخ لإيران، دورًا مهمًّا جدًّا في صمود الدولة السورية في محاربتها للإرهاب". واختتم "نحن دولة ذات سيادة فعندما أراد الروس تشكيل تحالف ضد الإرهاب، فإن أول شيء فعلوه كان الشروع في نقاشات مع الحكومة السورية قبل أي طرف آخر، ثم بدأوا بمناقشة القضية نفسها مع حكومات أخرى ثم أحضروا قواتهم الجوية، وبالتالي فإن هذه هي الطريقة القانونية لمحاربة الإرهاب".