حلقات من الصراع والأزمات تأبى أن تختفي بين وزارة الداخلية والصحفيين، فما تلبث أن تنتهي أزمة بين الطرفين حتى تنشأ أزمة جديدة، الأمر الذي يتسبَّب بدوره في إحداث حالةٍ من الاحتقان بين الجانبين. عددٌ من الصحفيين تعرَّضوا لوقائع اعتداءات وانتهاكات وتجاوزات مستمرة على مدار الأيام الماضية، بدأت بما تسمى ظاهرة "زوار الفجر"، وهو ما يتجسَّد في مداهمة منازل صحفيين في أوقات الفجر. "التحرير" ترصد عددًا من الوقائع التي تعرَّض لها صحفيون، يسمِّيها حقوقيون ب"انتهاكات" ويطالبون بمحاسبة الأجهزة الأمنية على هذه الممارسات المتنافية مع نصوص الدستور والقانون. عبد الرحمن أبو عوف.. ظاهرة "زوار الفجر" في مواجهة صحفي عبد الرحمن أبو عوف نائب رئيس تحرير جريدة "المصريون" داهمت حملة أمنية منزله فجرًا في مدينة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وألقت قوات الأمن القبض عليه. لجنة الحريات بنقابة الصحفيين طالبت سلطات الأمن بالإفراج "أبو عوف"، قائلةً: "نحذِّر من عودة ظاهرة تلفيق التهم للزملاء الصحفيين عبر توجيه اتهامات جاهزة من نوعية الانتماء لجماعة محظورة وتعطيل الدستور والقانون، ونهيب بالنيابة العامة التوقف عن حبس الصحفيين استنادًا لتحريات أمنية مشكوك فيها". اللجنة أكَّدت أنَّ "أبو عوف" ضمن قائمة طويلة من الصحفيين المحبوسين والمحتجزين والمعتقلين الذين وصل عددهم إلى الآن إلى أكثر من 33 صحفيًّا، ما اعتبرته اللجنة يستدعي وقفةً جادةً من الجماعة الصحفية لمواجهة التوسع في القبض على الصحفيين وإحالتهم لمحاكمات جنائية عبر تحريات مشكوك في دقتها، وفق قولها. وذكرت اللجنة: "يأتي القبض على أبو عوف محمد عبد الرحمن كمؤشر واضح على تصاعد الهجمة على الحريات والتي بلغت ذروتها بعد خطاب الرئيس ومهاجمته للصحافة والإعلام وهو ما ظهر بشكل واضح في العديد من الوقائع آخرها وقف الإعلامية عزة الحناوي وإحالة حسام بهجت للنيابة العسكرية في قضية نشر". عبد القادر مبارك.. مداهمة أمنية واقتحام منزل بالقوة جاءت واقعة مداهمة قوة أمنية لمنزل الصحفي عبد القادر مبارك بالعريش بمحافظة شمال سيناء، تأكيدًا لاستمرار الحملة ضد الصحفيين، وتقدَّمت على إثرها نقابة الصحفيين ببلاغٍ للنائب العام وشكوى لوزارة الداخلية للتحقيق في واقعة اقتحام قوة أمنية لمنزله، وترويع أهله ما تسبب في إصابة ابنته بانهيار عصبي وفقدان أوراقه الخاصة. نقابة الصحفيين طالبت النائب العام ووزارة الداخلية بسرعة التحقيق في الواقعة، وبخاصةً أنَّ ذلك يمثِّل انتهاكًا واضحًا للحريات واعتداءً على الصحفيين. عبد القادر مبارك قال في شكوى أرسلها للنقابة: "قوةٌ من الشرطة داهمت منزلي بمدينة العريش، وبثَّت الرعب في أسرتى وإرهابها بشكل همجي دون إذن من النيابة أثناء غيابي عن منزلي". وأضاف أنَّ القوة الأمنية فتَّشت منزله وأوراقه ما تسبب في فقدان بعض الأوراق المهمة عقب المداهمة، لافتًا إلى أنَّ كل ذلك تمَّ رغم أنَّ أسرته أبلغتهم أنَّه عضوٌ بنقابة الصحفيين إلا أنَّهم لم يبالوا بذلك، مشيرًا إلى أنَّ ابنته أصيبت بانهيار عصبي بسبب المداهمة لمنزله ودخول قوات كبيرة بشكل مخيف، مطالبًا نقابة الصحفيين باتخاذ اللازم نحو حفظ حقه باعتباره عضوًا بالنقابة. محمد عبد العليم.. المرشح المحتمل لا ينجو من الاعتداء أزمة جديدة وقعتب بين الداخلية ونقابة الصحفيين، تمثَّلت في الاعتداءات على الزميل الصحفي محمد عبد العليم داود المرشح في انتخابات البرلمان عن دائرة مطوبس، والتقاعس الأمني عن حمايته، حيث تعرَّض الزميل محمد عبد العليم، مؤخرًا، لسلسلة من الاعتداءات من قبل بلطجية أكَّد شقيقه أسامة داوود تابعون للأجهزة الأمنية، مؤكِّدًا أنَّ الاعتداءات استهدفت شقيقه شخصيًا ما تسبَّب لنقله للعناية المركزة واستهدفت حملته ومقره الانتخابي، وجاء ذلك عقب اتهامات وجهها "شقيقه" للداخلية. لجنة الحريات بالنقابة طالبت وزارة الداخلية بتحمل مسؤولياتها في حماية الزميل، وتحملها نتيجة التقصير الأمني في حمايته، وبخاصةً أنَّ ما حدث، طبقًا للشكوى المقدَّمة للنقابة، ليس له علاقة بالصراعات الانتخابية ولكنه ممارسة أمنية مقصودة في مواجهة زميل صحفي. وأشار إلى أنَّ التعامل الأمني مع "محمد" يصل لحد التواطؤ، محملاً نقابة الصحفيين المسؤولية عن حماية أعضائها، والتحقيق فيما ورد بشكوى الزميل أسامة داود وتحمل جهات الأمن المسؤولية عن التقصير في حمايته. وتعرض "عبد العليم"، أمس الخميس، لحادث عندما فوجئ بسيارة نقل تخرج عن مسارها تجاه سيارته ما أدى لانقلاب سيارته ونقله للمستشفى، وفي اليوم التالي هاجم عشرات البلطجية والمسجلين خطر مسيرة انتخابية لأنصاره ومقره الانتخابي دون أي تحرك من جانب الداخلية. النقابة: اعتقال الصحفيين استمرار لمسلسل القبضة الأمنية خالد البلشي مقرر لجنة الحريات بنقابة الصحفيين قال ل"التحرير": "وقائع القبض على أبو عوف جاءت بزعم انتمائه لجماعة الإخوان، بينما لا نعرف أي تفاصيل عن أسباب مداهمة منزل الزميل عبد القادر مبارك، وما يحدث استمرارًا لمسلسل القبضة الأمنية ضد الصحفيين، وانعكاس لمدى تعامل النظام مع ملف حرية التعبير والرأي، وهو أمر ليس بجديدٍ على وزارة الداخلية ضد الصحفيين". فيما ذكر الزميل أسامة داوود عضو مجلس نقابة الصحفيين إنَّه تقدَّم بشكوى للنقابة بسبب الهجوم على شقيقه "محمد" وأنصاره، لافتًا إلى أنَّ ما وقع لشقيقه هو أمر مدبَّر. بدوره، أوضح سيد أبو زيد المستشار القانوني بنقابة الصحفيين ل"التحرير": "قدَّمنا بلاغًا للنائب العام بشأن الزميل عبد الرحمن عوف بعد اتهامه بتهمه الانتماء لجماعة محظورة وحصل على 15 يوم حبس على ذمة التحقيقات، وكذلك نتابع الشكوى التي تقدَّمنا بها إلى النائب العام والداخلية بشأن الزميل عبد القادر مبارك بعد مداهمة منزله في غيابه، والنقابة لا تترك أحدًا وتتابع كافة التحقيقات مع جميع الزملاء".