محمد النجار: هوجة لن تستمر أسبوعين.. والعمل المؤسسى الحل إلهامى الزيات: لن تعوض غياب السياحة الأجنبية.. وتعطى عاملًا نفسيًّا فقط نقيب السياحيين: حشد معنوى.. وأتوقع عودة الرحلات السياحية إلى شرم الشيخ صاحب شركات سياحية: لا توجد جدية فى التعامل مع الأزمة.. ومطلوب رؤية استراتيجية متكاملة
تعانى مصر من «حصار سياحى»، بدأته بريطانيا بإجلاء رعاياها من شرم الشيخ، على خلفية سقوط الطائرة الروسية فى سيناء، وما تبعه من تعليق عدد من شركات السياحة الأوروبية رحلاتها إلى مصر، من دول عدة بينها فرنسا وألمانيا، وأخيرًا أوقفت روسيا رحلاتها السياحية إلى مصر.. حالة الحصار السياحى قابلها الإعلام المصرى بحملة مواجهة، على طريقة «حاصر حصارك لا مفر»، إذ دعا الإعلام إلى حشد المصريين فى شرم الشيخ لدعم السياحة المصرية، وتعويض الفجوة فى عائدات السياحة.. «التحرير» تقف على تلك الظاهرة، لتعرف ما لها وما عليها، من خلال رأى خبراء السياحية والعاملين بها.
هوجة قال الدكتور محمد النجار، أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها: «دى هوجة لا يسلم منها سوى العقلاء، وإن كانت فى نوايا جيدة لا بأس بها، لكنها لا تأتى فى الاتجاه الصحيح»، مشيرًا إلى أن العمل المؤسسى فى هذا الإطار سيكون أفضل كثيرًا، ويجب أن يحصل المصرى فعليًا على أسعار أفضل من السائح الأجنبى، مش يعرضوها عليهم بثمن أغلى من الأجنبى، مطالبًا بعمل تخفيض أكبر لمن يتعامل من المصريين بالعملة الصعبة مثل العاملين فى الخارج أو المصريين الذين يملكون عملة أجنبية. وأشار النجار إلى ضرورة أن يتوخى الإعلام الحذر فى الهجوم على الدول، التى أخذت موقفًا على خلفية سقوط الطائرة الروسية، فمن حق تلك الدول الخوف على رعاياها حتى يطمئنوا لخلو المنطقة من المخاطر، مؤكدا أنه كان يجب على الرئيس السيسى خلال زيارته لإنجلترا أن يقطع رحلته كرد سريع على قرار إجلاء السياح الإنجليز بهذا الشكل. برامج سياحية جاذبة وأضاف أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها: «الهوجة لن تستمر أسبوعين لهذا الحشد، لذا يجب عمل برامج حقيقية جاذبة للسياحة المحلية والعربية والأجنبية، مصر فى حاجة للنقد الأجنبى (يجب عمل برامج جاذبة للأجانب والعرب)»، مشيرا إلى أنه يمكن إقامة دورة ودية لكرة القدم فى شرم الشيخ بحضور الجماهير، ولتكن لفرق ليس بالضرورة أنا يواجه فيها الأهلى الزمالك تجنبا لمشاكل الجماهير، وعمل برامج أكثر ترويجًا للمناطق السياحية مثل «أسوان والأقصر» فى فصل الشتاء، ولا يقتصر الاهتمام بشرم الشيخ فقط. عامل نفسى وقال إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن حشد المصريين لشرم الشيخ لن يعوض غياب السياحة الأجنبية، لكنه أفضل من «الصفر»، ومساندة الشعب للسياحة تعطى عاملا نفسيا هاما بأمن المنطقة، لذا سنعقد اجتماعاتنا هناك، وهناك خطوط تم تسييرها من بعض الدول العربية إلى شرم الشيخ مباشرة، مؤكدا أن هناك برامج ترفيهية كبيرة خلال الفترة القادمة لجذب الأجانب. فرح العمدة وقال محمد الحسنين، صاحب عدد من الشركات العاملة فى مجال السياحة، إن الحشد الذى يتبناه عدد من القنوات الفضائية لحث المواطنين على الذهاب إلى شرم الشيخ لتعويض السياحة الأجنبية، ما هو إلا «فرح العمدة» على حد وصفه، وهذا الأمر «تهريج»، لافتا إلى أن هذا الأمر جيد فقط من الناحية الوطنية ليس أكثر، منوها إلى أن الكساد الاقتصادى منذ اندلاع ثورة 25 يناير لا يزال مستمرًا رغم الترويج للاعتماد على السياحة الداخلية. وأكد الحسينى أنه لا توجد جدية فى التعامل مع الأزمة، والسياحة الداخلية للمصريين بالكامل «ما تعيش أى فندق»، والسياحة المصرية تنفع مكملة، لكنها ليست سياحة بديلة عن السياحة الأجنبية، لأن السياحة المحلية موسمية ومحددة وقصيرة المدة. رؤية استراتيجية وأشار الحسينى إلى أن حل الأزمة يحتاج إلى رؤية استراتيجية متكاملة، ونحن نفتقد هذه الرؤية، لأننا غير معتادين على تسليط الضوء على المشاكل الفعلية، ولا نعالج المشكلة، مثل معالجة القصور الأمنى فى المطارات، مشددا على أن هذا القصور بالفعل فى المطارات ومعترف به. وأوضح الحسينى أنه منذ منذ 10 أشهر حضرت بعثة من إنجلترا، ووضعت إرشادات معينة لتأمين المطارات، لكن لم يتبعها أحد، ولم يعرها أى اهتمام، لافتا إلى أنه إذا استمر الترويج لأن ما يحدث هو مؤامرة، وإن كانت المؤامرة موجودة بالفعل، وتجاهل الحل الفعلى لتدارك ما حدث، فهذا الأمر سيزيد الأزمة، فالمعالجة لن تكون بالعواطف «اللى إحنا شاطرين فيها»، لكن لا بد من إيجاد حلول عملية. حشد معنوى وقال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن ما يتم ترويجه هو نوع من أنواع الحشد المعنوى، له بعدان، البعد الأول وهو النقد الأجنبى من السياحة، والبعد الاجتماعى، الذى يخص تشغيل العمالة لتوفير «قبض آخر الشهر»، وهذا البعد الاجتماعى سيتم من خلال السياحة الداخلية حتى يستمر العمل. وأضاف نقيب السياحيين أن هذه المبادرات للحشد نحو شرم الشيخ، هو أمر محمود، منوها إلى أنه يتوقع عودة الرحلات والسياحة مجددا إلى شرم الشيخ، كاشفًا عن أن عددا من الشركات الروسية والإنجليزية، ضد قرار تعليق الرحلات لشرم الشيخ. واستشهد حلقة، بأنه توجد شركات روسية وإنجليزية، تعاقدت مع طائرات «شرشر» طوال العام للسفر إلى شرم الشيخ، منوها إلى أن عدد من الشركات رفضت قرار تعليق الرحلات، وبدأت فى تغيير خط سيرها فى طرق أخرى وخطوط بديلة للسياحة لشرم الشيخ.