شيع أهالي قرية دشلوط شمال المنيا أمس الثلاثاء ابنهم أحمد عاطف الذي لقي مصرعه في مشاجرة خلال عمله بدولة الكويت وهو ما جعل القرية تتشح بالسواد. ورصدت "التحرير" حال دشلوط بعدكا تسببت ظروف معيشة أهلها الصعبة إلى هجرها والسفر إلى الخارج بحثا عن "لقمة العيش". يقول حسن علي صديق أحمد عاطف ضحية الكويت أن صديقه لقب بالطيب لحسن خلقه، مفيدا بأنه تخرج من كلية الخدمة الاجتماعية عام 2011 وحاول البحث عن فرصة عمل وحين فشل في ذلك اضطر إلى التفكير في السفر كبقية أهالي القرية والقرى المجاورة الذين يسافرون إلى الخارج، ويضيف: "اقترض أحمد معظم تكلفة السفر ووعد بأن يسددها من خلال عمله في الكويت ولكن أحلامه لم تتحقق وعاد إلينا في كفن". ويضيف عاطف رزق محامٍ ومن أهالي القرية، أن أحمد امتاز بين شباب القرية بالمعاملة الحسنة ولم يعرف عنه يوما أنه أخطأ في حق كبير أو صغير بالقرية وسافر إلى الكويت للبحث عن فرصة عمل أملا في تكوين نفسه والعودة للزواج في مصر ويساعده أشقاؤه في تجهيز شقة الزوجية لكن القدر لم يمهله. ويتابع محمد نجل عم الضحية أن والدة عاطف في حالة يرثى لها وبعد أن أخفوا عنها الخبر طيلة اليومين الماضيين كان قلبها يشعر بذلك وظلت تصرخ وتقول "لماذا تركتني وحيدة يا أحمد وسيبتني علشان أكل العيش وجيتلي في صندوق" وسط بكاء نساء القرية ورجالها جميعا على فقدان ابنهم. أحمد خلاف أحد أبناء القرية يقول إن شباب القرية رغم وجود المدينة الصناعية لا يجدون فرص عمل لأن المدينة من الأصل لا يوجد بها أي فرص وغير قادرة على استيعاب العمالة، مشيرا إلى أن المصانع المتواجدة بها مجرد ورق. ويشكو سمير سعيد من أن الوحدة الصحية الكبيرة لا يوجد بها سوى إسعافات أولية مشيرا إلى أن الإهمال أدى إلى انتشار أعراض الحمى على جميع أبناء القرية ووصلت الحالات إلى العشرات وكنا ننقلهم إلى مستشفى حميات ديروط لكي ننقذهم. وأكد أن من يترك البلد يتركها بسبب قلة الرزق وضيق الحال وأن أحمد لن يكون الأخير طالما أن الدولة لا تصون كرامة أبنائها مطالبا الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقصاص لأحمد عاطف.