14 مارس 2013.. تاريخ يعرفه الصينيون جيدًا فهو اليوم الذي تولى فيه الرئيس الجديد "شي جين بينغ" الحكم، ليكون سابع رئيس لجمهورية الصين الشعبية، هذا الرجل وضع على رأس أولوياته في مهمته الجديدة هدفًا صعبًا وهو اجتثاث الفساد في بلاده واصطياد كل العناصر المتورطة في جرائم من هذا النوع، ويبدو أن الأرقام والأيام تتكلم عن نجاح هذا الرجل في مسعاه، فبشكل مستمر يسقط فاسدًا جديدًا هناك منذ شرع بينغ في حملته. ضربة في رأس الفساد أحدث ضربة في جسم الفساد كانت في الرأس، ونقصد بذلك الحزب الشيوعي الصيني الذي يعد الجهاز العصبي للبلاد، ومحركها الأوحد، فقد وجَّه المدعي العام اليوم اتهامات بالفساد إلى تشو بن شون، الرئيس السابق للحزب بمنطقة إقليم خبي للاشتباه بتلقيه رشاوي، وعمل تشو سابقًا مع رئيس جهاز الأمن الداخلي المعزول الذي صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة في يونيو الماضي بعد محاكمة سرية في فضيحة الفساد الأكثر حساسية في الصين منذ 70 عامًا. ماكينة فرم الفساد كثير من كبار الجنرالات ومسؤولي الحزب ورؤساء الأقاليم وغيرهم حصدتهم ماكينة الرئيس الصيني لفرم الفساد، هذه الماكينة لم تستثن حتى رئيس الوزراء السابق، وحملته طالت عددًا من الشركات الكبرى المملوكة للدولة في عمليات تفتيش عن الكسب غير المشروع، ومن بينها شبكة كهرباء جنوبالصين، وشركة الصين للاستثمار في الطاقة، وشركة تكنولوجيا الطاقة النووية. وتخطط الصين لوضع تشريع وطني لمكافحة الفساد وذلك عبر إجبار المسؤولين على الكشف عن ثرواتهم، وفرض عقوبات أشد على من يقومون بدفع رشاوي، بل إن هناك أكثر من 100 مسؤول كبير صدرت ضدهم أحكام بالسجن خلال عام 2013 بتهم تتعلق بالفساد، وفي أحيان كثيرة تصل العقوبة إلى حد الإعدام، والتي غالبًا ما تكون رميًا بالرصاص، علاوة على إعادة المشتبه بهم. لا تلعبوا الجولف ولا تسرفوا في الطعام والمثير في الأمر أن الصين حظرت على كبار مسؤوليها لعب الجولف والإسراف في الطعام والشراب، وذلك ضمن قائمة محظورات وفي إطار القوانين الرامية, لتجنب وقوع القيادات في الفساد. إعادة الهاربين هذا الشهر شهد أيضًا مثالًا على جهود الرئيس الصيني ضد الفساد، فقد نجحت بكين في تسلم أحد المسؤولين الفاسدين الهاربين من ماليزيا، وقالت لجنة مكافحة الفساد ببكين: إن "المتهم زان زى تشينج، هو واحد من الأسماء ضمن قائمة أكثر من 100 شخص مطلوبين من قبل السلطات، وذلك لاتهامه بالنصب والاحتيال في جرائم تصل إجمالى المبالغ المتعلقة بها 680 مليون يوان (أكثر من 108 مليون دولار أمريكي.) كما شهد نفس الشهر، أكتوبر، إعلان سلطات مكافحة الفساد وضع سو شولين، حاكم مقاطعة فوجيان شرق البلاد، قيد التحقيق للاشتباه في ارتكابه مخالفات خطيرة لقواعد الانضباط المهني والسلوكي، وتولي هذا الرجل منصبه في عام 2011 بعد تاريخ طويل من العمل في قطاع البترول حتى تقلده لمنصب رئيس شركة سينوبك التي تعد عملاق تكرير البترول في الصين والتي يواجه رئيسها الحالي هو الآخر تهمًا بالفساد. الكتاب الأبيض وتأكيدًا لحملتها ضد الفساد وإبراز للخطوات التي تنتهجها في سبيل ذلك، اصدرت بكين أول كتاب أبيض على الإطلاق حول جهود مكافحة الكسب غير المشروع، بعنوان "جهود الصين لمكافحة الفساد وبناء حكومة نظيفة"، ووفقًا للكتاب فإن "الفترة من 2003 حتى 2009، حقق وكلاء النيابة على جميع المستويات في أكثر من 240 ألف من قضايا الكسب غير المشروع، والرشوة، والتقصير فى أداء الواجب، وانتهاك الحقوق، كما تم التحقيق في أكثر من 69200 من قضايا الرشوة التجارية، التي تصل إجمالي المبالغ فيها إلى 16.59 مليار يوان، وذلك خلال الفترة من 2005 حتى 2009"، لكن الكتاب تضمن تحذيرات من أن "مهمة مكافحة الفساد مازالت شاقة".