"بعد استقبالها مليوني لاجئ سوري منذ 2011، مع منحهم امتيازات مثل رعاية صحية مجانية، سأم كثير من الأتراك من الأعباء الملقاة على عاتق بلادهم".. بهذه الكلمات استهلت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تقريرها بعنوان "المهاجرون السوريون قلقلون من شعور مضيفيهم بالضغط". وقالت "الصحيفة": إن "بعض اللاجئين يرون مستقبلهم مشوشًا، حيث تسعى الحكومة التركية إلى تقييد تصريحات العمل"، مشيرة إلى أن الأتراك يشكون من خسارة وظائفهم بسبب السوريين، ومن إيجارات المساكن المرتفعة. وأوضحت أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن أغلبية الأتراك يريدون الحد من "سياسة الباب المفتوح" التي جعلت بلدهم الوطن الأكبر للاجئين السوريين، لافتة إلى أن ما يزيد عن 70% من الأتراك، يرون أنه ينبغي على اللاجئين العودة إلى بلادهم. ونقلت عن أندرو جاردنر، الباحث في منظمة العفو الدولية بتركيا: "السوريون لا يرون مستقبلهم في تركيا بسبب غموض أوضاعهم هناك، والافتقار إلى مساكن جيدة وعدم قدرتهم على تعليم أولادهم في المدارس". بالرغم من تمسك أنقرة بسياسة الباب المفتوح، إلا أنها صعدت من جهودها الربيع الماضي لإبطاء تدفق السوريين عبر حدودها، وتوشك الحكومة التركية الآن على فرض تقييدات جديدة فيما يتعلق بعمالة المهاجرين التي من المفترض أن تقوض اللاجئين من الاستقرار في البلد بأعداد كبيرة، وأن بعض المهاجرين ينتابهم القلق أن يصبح الأتراك أكثر امتعاضًا إذا طال بقائهم في بلدهم، وفقًا للصحيفة. ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن الاتحاد الأوروبي يلجأ إلى تركيا لمزيد من المساعدة فيما يتعلق باحتواء تدفق اللاجئين الذين تسببوا في أكبر موجة هجرة إلى أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، مضيفة أن الاتحاد ينظر في طلب بقيمة 3.4 مليار دولار مساعدة إلى تركيا، بينما تطالب تركيا بدورها بالإسراع في مفاوضات عضويتها في الاتحاد الأوروبي، وتحرير التأشيرات إلى مواطنيها. ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين الحكوميين، أن قواعد تسهيل حصول المهاجرين على تصريحات العمل، التي تم التصديق عليها العام الماضي، يتم تطبيقها ببطء، مضيفًا "أن تصريحات العمل تعتبر قضية سياسية حساسة، وتوجد معارضة من الشعب التركي"، ما يجعل من الصعب على اللاجئين الراغبين في مواصلة حياتهم في تركيا، من البقاء فيها حتى تنتهي الحرب.