يبدأ يومه بالتخطيط مع زميل له للهروب من المدرسة، قبل بدء الحصة الأولى مستغلاً انشغال جميع المدرسين في طابور الصباح. يتجه زملاؤهم إلى الفصول، بينما يتجه هو ومن معه إلى ذلك المقهى الصغير "الغرزة" التي تتخذ من ركن بعيد عن المارة، وأعين الناس وكرًا لها، تقدم لهم "الشيشة" وبعض الأشياء الأخرى "لزوم الكيف" مثل الحشيش والبانجو والأفلام الإباحية. أطفال في عمر الزهور، يدخلون إلى عالم الجريمة بسرعة الصاروخ، والسبب مقهى عشوائي بجوار المدرسة، وإهمال المسؤولين في متابعة التلاميذ ومراقبتهم. الوزير يُعلن التصدي الدكتور أحمد زكي بدر، وزير التنمية المحلية، تنبه مع بداية العام الدراسي الجديد إلى خطورة هذه الظاهرة، و أعلن، أمس، أن الوزارة وردت إليها بعض الإخطارات من الإدارات التعليمية والمدارس بوجود مقاهي عشوائية بجوار بعض المدارس، وأنه قرر دراسة الموقف القانوني والتراخيص الخاصة بالمقاهي؛ لبيان قانونيتها من عدمه، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه الغير مُرخصة، فضلاً عن تشديد الرقابة على المدارس، وإصدار تعليمات مشددة بمراقبة الأسوار؛ لمنع هروب التلاميذ. خمور وشيشة وأفلام إباحية يقول المحامي أحمد عادل عباس، إن هروب الطلاب من المدرسة لا يجرمه القانون، ولكن يخضع للوائح المنظمة للدراسة، والتي تطبقها الإدارة التعليمية والوزارة، مشيرًا إلى أن القانون يُجرم تناول الأطفال للمخدرات على هذه المقاهي، كما يجرم تقديم الخمور والشيشة أو عرض الأفلام الإباحية عند سن معين. ويوضح "عباس"، أنه يتم اتخاذ إجراءات قانونية تتعلق بالتراخيص للغلق، بالإضافه إلى التحقيق الجنائي حال تقديم المواد المخدرة. حملات مستمرة ويؤكد مصدر أمني، أن شرطة المرافق تشن حملات مستمرة على هذه المقاهي بالتنسيق مع المحافظات؛ لفحص تراخيصها، ومدى مطابقتها لشروط التشغيل، وأنه حال مخالفتها للقانون يتم غلقها فورًا. ويضيف المصدر، أن مباحث الآداب تشن حملات على هذه المقاهي؛ لضبط أي خمور بها، كما أنها تراقب تقديم "الشيشة" لصغار السن، الأمر تقوم به مباحث المخدرات. "غُرزة" ناصر الثانوية بنات أقام بعض الأشخاص مقهى بجوار مدرسة ناصر الثانوية بنات، التي تقع خلف كلية الهندسة بشبرا، ويُعاني المدرسون الأمرين؛ بسبب البلطجية الذين استباحوا حرم ومحيط المدرسة لمزاولة أنشطتهم، فضلًا عن تعرض الفتيات وقت خروجهن لكثير من المضايقات ومحاولات التحرش بهن. موقف و"غُرزة" المجمع التعليمي بالهرم مجمع مدارس بشارع الهر٬م يضم 3800 طالبة في مدرسة "أم الأبطال" الثانوية بنات، وما يزيد عن 1500 طالبة فى مدرسة "الشهيد محمد محمود" التجريبية الملاصقة لها. وفي الجهة المقابلة، توجد مدرستان للمرحلة الابتدائية، ليرتفع العدد إلى 10آلاف طالب وطالبة، ورغم ذلك يوجد بجواره موقف عشوائي لسيارات الميكروباص بملحقاته من "نصبة شاي"، وما يتبادله السائقون من ألفاظ نابية، وما يسببونه من تعطيلٕ وإعاقة لعملية دخول وخروج الطلاب.
"غُرزة الشهيد" تعددت شكاوى أولياء أمور طلاب مدرسة الشهيد عبد الخالق نبيل الإعدادية بالمعادي؛ بسبب إقامة "مقهى بلدي" بنهاية سور المدرسة، بالاضافه إلى أسطوانات البوتوجاز الكبيرة التي يتم وضعها خلف غرفة توزيع الغاز بالمنطقة. المحافظات ينتشر بكثرة في محافظات الجمهورية، هذا النوع من المقاهي الشعبية، وخاصة التي تبتعد عن الرقابة الأمنية، ومثال على ذلك قرية صفط بالغربية، تقع المقاهي والأكشاك في مواجهة مُجمع المدارس وبجوار الأسوار وأمام مبنى الوحدة المحلية للقرية. ومن المفارقات، أصدر محافظ الغربية قرارًا بنقل مدرسة بحي راق بالمحلة الكبرى إلى مدرسة تشترك مع سور سجن قسم ثان المحلة.