قوات بشار تستعيد بعض المناطق من المعارضة.. وجبهة قتال جديدة على الحدود مع لبنان إسرائيل قد تكون كلمة السر «إذا توصلت إلى تفاهمات مع المعارضة» تهدئ المخاوف الغربية نحو الجهاديين ما زالت المعارضة السورية بشقيها السياسى والعسكرى، تعانى من التوابع الكارثية للزلزال السياسى الذى أحدثته جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة بإعلانها مبايعتها زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى الأسبوع الماضى، فى حين أن هذه الخطوة تسببت فى إرباك حسابات الجميع، خصوصا الدول الغربية المؤيدة للانتفاضة ضد نظام حكم الرئيس بشار الأسد، بعد أن بات المقاتلون الإسلاميون المرتبطون بالقاعدة يلعبون دورا رئيسيا فى النزاع فى سوريا. بينما تواصل مظاهر التفكك فى صفوف المعارضة سياسيا، بعدما أعلن معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف السورى المعارض، استقالته، فعلى الأرض يبدو أن قوات الأسد بدأت تستعيد بعض توازنها، حيث استولت قوات الحكومة على بلدة بالقرب من دمشق، وقالت وكالة الأنباء السورية «سانا» إن القوات الحكومية «كبدت الإرهابين خسائر فادحة» فى البلدة. فى الوقت ذاته، بدأت تتسع رقعة القتال على الحدود بين سوريا ولبنان، وفى أحدث التطورات قالت مصادر لبنانية وسورية إن القوات السورية ومقاتلين لبنانيين من الشيعة هاجموا مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية على حدود البلدين يوم الأحد. وأضافت المصادر أن بلدتين على الأقل كانتا تخضعان لسيطرة مقاتلين من المعارضين السنة فى منطقة القصير قرب نهر العاصى سقطتا فى يد قوات النظام السورى، بعد تصاعد اشتباكات طائفية أواخر الأسبوع الماضى، الأمر الذى يهدد بتدخل مقاتلى حزب الله بشكل مفتوح فى المعارك. وتعد منطقة الحدود -التى تستخدم فى التهريب منذ عقود- خط إمداد مهم لقوات المعارضة، التى تقاتل الأسد فى مدينة حمص التى تعد جبهة رئيسية فى الحرب. ونقلت وكالة «رويترز» عن نشطاء من المعارضة القول إن الأيام القليلة الماضية شهدت هجمات من قوات حزب الله على قرى جديدة حول القصير وهذا -حسب النشطاء- جزء من استراتيجية أكبر للسيطرة على حمص وربطها بالبقاع والساحل، خصوصا المناطق العلوية الواقعة قرب البحر المتوسط، حيث تشك المعارضة بأن الأسد سينقل قاعدته إليها وينشئ جيبا علويا إذا أصبح الدفاع عن موقفه فى دمشق متعذرا. فى الوقت ذاته، تحدثت صحيفة «النيويورك تايمز» الأمريكية عن أن إسرائيل ربما تحمل شفرات الصراع فى سوريا، ويمكن أن تلعب دورا حاسما فى الصراع إذا توصلت إلى تفاهمات مع المعارضة تهدئ مخاوفها من الجماعات الإسلامية المتطرفة، لافتة إلى أن جماعات يهودية بدأت بالفعل نقل مساعدات غير فتاكة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.