اجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بالدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الذي استعرض آخر تطورات الموقف بالنسبة لشهداء الحج المصريين والمصابين والمفقودين، منوهًا إلى أن عددهم وصل إلى 148 حالة وفاة و86 مفقودًا، وأشار إلى جهود الوزارة المبذولة للتعرف على هوية المتوفين الذين لم يُستدل على هويتهم. وأضاف وزير الاوقاف، وفق بيان لرئاسة الجمهورية حول الاجتماع، أن إجمالي عدد الحجاج المصريين العائدين إلى أرض الوطن بلغ نحو خمسين ألف حاجٍ، ولازال هناك اثنا عشر ألف حاج يعودون تباعًا على مدار الأيام القليلة المقبلة، ويتابع رؤساء البعثات النوعية التابعين لها تفويج الحجيج وتسهيل إجراءات عودتهم إلى مصر والاطمئنان على سلامتهم. ووجه السيسي بأهمية الإسراع بكافة الإجراءات اللازمة للتعرف على المتوفين، والتوصل إلى المفقودين وطمأنة أسرهم، مشيدًا بمستوى التعاون والتنسيق الجاري مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في هذا الصدد، ومُقدرًا دورها المتواصل في موسم الحج من كل عام، وما تحرص على تقديمه لزوار بيت الله الحرام من رعاية كاملة. واستعرض جمعة خلال الاجتماع برامج الوزارة لتدريب الأئمة وتحسين أوضاعهم المالية في المرحلة المقبلة؛ لإعدادهم للمساهمة في جهود الوزارة المبذولة لتصحيح المفاهيم المغلوطة وتفكيك الفكر المتطرف، والتعريف بالمفاهيم الصحيحة ونشر سماحة الإسلام، الذي يحض على التعايش السلمي. وفي سياق متصل، نوّه وزير الأوقاف إلى الإعدادات الجارية لعقد مؤتمر حول تجديد الخطاب الديني وتفكيك الفكر المتطرف يوميّ 14 و15 نوفمبر المقبل بمدينة الأقصر، موضحاً أنه تم اختيار تلك المدينة الأثرية العريقة للتدليل على اهتمام الإسلام بحفظ التراث والحفاظ على المعالم الأثرية والحضارية، وإيضاح الموقف الحقيقي للإسلام إزاءها، وتفنيد التفاسير المغلوطة التي يبرر بها المتطرفون تدميرهم للآثار والتراث. واستعرض جمعة جهود الوزارة في مجال إيفاد الأئمة والوعاظ إلى مختلف دول العالم، لنشر ثقافة السماحة والاعتدال التي يحض الدين الإسلامي على إتباعها، لنشر الخير والتسامح وعِمارة الأرض، في ضوء الدور الريادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي باعتبارها منارة للإسلام الوسطيّ المعتدل.