قال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، اليوم الثلاثاء، إن المستقبل ليس زمنًا ننتظره، بل واقع نصنعه من خلال الحلم والعمل، متابعًا: "لا يمكن للألم أن يقضي على الحلم، ولمصر حلم، والأهم تحويله إلى مشروع، يتبلور في فكرة الوطن، فالوطن هو الحنين والرنين والرومانسية". وأضاف شرف، خلال فعاليات الملتقى الشبابي الثالث، الذى تنظمه الإدارة المركزية للبرامج الثقافية والتطوعية بوزارة الشباب والرياضة، بالتعاون مع مؤسسة "آل قرة للتنمية المستدامة" بالمدينة الشبابية بالإسكندرية، أن المستقبل وعاء الأمنيات، وأن علاقة الماضي والحاضر علاقة تدبر، وعلاقة الحاضر بالمستقبل علاقة حلم وصناعة، ومن المهم التخطيط للمستقبل، فنحن من نصنع مستقبلنا. وأكد شرف أن الإنسان المعاصر يتميز بالتقدم التكنولوجي، والتخلف والظلمة الوجدانية، وأن العولمة الحالية "ظالمة"، فالعالم ينقسم إلى جزئين، جزء يملك الكثير وهو صغير، وجزء كبير يملك القليل، فالدول الغنية تمتلك 80 ضعف ما تمتلكه الدول الفقيرة، و80% من سكان العالم يمتلكون 5.5 % من ثروات العالم، و20% يمتلكون 94.5% منها، و380 من كبار الأغنياء حول العالم يمتلكون ما تملكه 3.5 مليار نسمة، فهناك عدل مفقود وفوضى وجدانية، فالعالم في حاجة إلى وجدان جديد يعظم مبدأ الإنسانية". وطالب شرف ب"خلق عالم جديد وعولمة رحيمة عادلة، تحل محل الأنانية الظالمة، ولا تطيح بالآخر الضعيف، بل تؤمن به وتتبنى التنوع والتعايش مع الاختلاف"، متابعًا: "مصر صاحبة الحضارة التي حققت التوازن بين العالم الخارجي المادي والداخلي الوجداني، لابد أن يكون لها دور في العولمة الجديدة الرحيمة العادلة.. والحلم المصري سيولد من رحم العدل المفقود والعولمة المشوهة". وأكد أنه يمكن تحقيق الحلم المصري "مشروع وطن"، من خلال إصلاح أي شروخ في الهوية الوطنية، فلا يمكن بناء وطن به شروخ تزعز استقراره، ولابد من إصلاح ومعالجة تلك الشروخ، مكملًا: "نحن جميعًا نعيش في وطن واحد، والهوية الوطنية تحتاج إلى إعادة الوعي الجمعي المصري.. الدول والحكومات تتغير وتموت، والوطن باق فهو عناق الثقافات والإيدولوجيات".