أثلج قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالعفو عن المعتقلين السياسين في عيد الأضحى، صدور أهليهم منى قلوب آخرون بالإفراج عن ذويهم المٌعتقلين أو الإعلان عن مكان ذويهم المٌختفين من منطلق حرص الدولة على التواصل مع الشباب.. مها مكاوي، زوجة أشرف شحاتة، أحد المُختفيين منذ يناير الماضي، قالت إنه حتى الأن لا جديد في أمر اختفاء زوجها من ناحية وزارة الداخلية، لافتة إلى أن الداخلية مٌتاجهلة الأمر تمامًا. وأشارت «مكاوي» في تصريحات خاصة ل «التحرير»، إلى إن الوزارة تحركت بعد إجرائها مٌداخلة هاتفية بأحد البرامج التليفزيونية، حيث تلقت اتصالاً من أحد اللواءات يخبرها بإنه خلال 48 ساعة ستحصل على رد ولكن حتى الأن لم يتصل بها أحدًا بحسب تصريحاتها . وأوضحت زوجة المٌختفي، أنه اختفى خلال إجراءه مٌكاملة هاتفية من أمام المدرسة المملوكة له على طريق «صفط اللبن كرداسة»، في 13 يناير 2014، مشيرة إلى أن البطاقة الشخصية لزوجها، كانت مفقودة لسرقة المحفظة الخاصة به، وكان يسير بجواز السفر، فضلاً عن كارنيه نقابة المحامين. ونوهت إلى أن بعض المقربين منها قالوا لها إن زوجها أُختطف أو تم إلقاء القبض عليه؛ لكونه من أعضاء حزب الدستور، مشيرة إلى إنه وقت اختفاء زوجها كانوا مٌبتعدين تمامًا عن جميع الأنشطة الحزبية لأكثر من 6 أشهر، ولاسيما بعد الصدمة التي طالتهم بعد استقالة محمد البرادعي عن رئاسة الحزب. وأعلنت «مكاوي» أن زوجها كان يرغب في تخصيص دور بالعمارة المملوكة له في منطقة الهرم لدعم ترشح عبد الفتاح السيسي، حينما كان وزيرًا للدفاع للرئاسة حينها، بعد موقف البرادعي. وتابعت :« ذهبت لمقر أمن الدولة فرع أكتوبر، حيث كانت إجابة المسئولين بالجهاز إنه سافر خارج البلاد.. ولكن كيف وهو لا يحمل معه سوى جواز سفره، دون أي نقود لذا ذهبت لمجمع التحرير لعمل لعمل شهادة تحركات والتي أوضحت إن زوجها غادر البلاد دون أن توضح الجهة التي سافر إليها أو موعد السفر وعلى أي خطوط سافر كما إنها لم تكن مختومة لذا فهى غير صحية كما أخبرني أحد اللواءات». واسترسلت :«زوجي يبلغ من العمر 49 عام، له ثلاثة أبناء أكبرهم بالصف الثاني بالجامعة الأمريكية يدرس العلوم السياسية وحتى الأن لم ترد علينا الداخلية برد رسمي أو غير رسمي، بالرغم من إرسالي تلغرافات بشكل دوري لرئاسة الجمهورية والتي أسفرت عن قيام أحد اللواءات بعد تكليفه من الرئاسة بالتواصل معي وكلنه كان يقفل محضر لا يساعدني ولكنه أخبرني أنه لابد من الظهور في وسائل الإعلام وعمل ضجة حتى يظهر زوجي». أما فيما يخص مصطفى محمود أحمد الماصوني، فتقول شقيقته أٌميمة الماصوني، أنه اختفى منذ يوم 26 يونيو الماضي، حينما كان مع زملاءه في منطقة القصر العيني، ونزل لجلب الطعام ولكنه لم يعود منذ ذلك اليوم. وأشارت «أميمة»، في تصريحات خاصة ل «التحرير»، إلى أن شقيقها ليس له أي نشاط سياسي، وليس لديه حساب على مواقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» أو «تويتر»، وعندما اختفى كان حليق الشعر والذقن: « لم نترك مكان إلا وسألنا عنه ولكن الأمن كان يخبرنا بعد وجود معلومات عنه بالرغم من أن بعد 20 يومًا من اختطافه اتصل الأمن الوطني برؤسائه في العمل للتحري عنه ومن وقتها ونحن على يقين إنه مٌحتجز بالأمن الوطني ولكن المعارف طالبونا بعدم التقدم ببلاغ حتى لا يتم تلفيق قضية له خاصة وإنه محبوس لحين انتهاء التحريات». «أميمة» أشارت إلى أن أسرتها كانت تٌمني النفس بالإفراج عن شقيقها في أي من المناسبات، كعيد الفطر أو الأضحى أو افتتاح قناة السويس، إلا أنهم لم يفرجوا عنه أو حتى يتم إبلاغهم بمكانه، موضحة إنهم قاموا بتحرير محضرًا عن اختطافه منذ يومين في قسم شرطة القاهرة الجديدة، حيث محل إقامة شقيقها في بطاقة الرقم القومي». ونشر نور، شقيق إسلام خليل، أحد الُمختفيين منذ أكثر من 120 يومًا، ماحدث مع أخيه على موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك، اليوم الخميس وجاءت : «بعيدًا عن إن الزيارة كلها على بعضها متجيش عشر دقايق .. إلا إني شوفت النهاردة إسلام أخويا اللي أعرفه بعد ما حلق خد دش وغير اللبس اللي كان لابسه من 122يوم .. من أول ما خرج الزيارة وهو مبتسم وبيهزر معانا ومع المعتقلين التانيين اللي في الزيارة . رغم إنه لسه مرجعش لطبيعته الأولى.. لكن اللي شوفته منه محاولة لإعادة حياته لطبيعتها.. الحمد لله بدأ يستعيد جزء من حيويته رغم إن لسه أعصاب أيده تعباه .. وقدرنا ندخله العلاج والشطرنج والكتب والروايات اللي طلبها.. إسلام كتب مقال بعنوان : «عندما يصبح السجن أمنية» بيحكي فيه عن جزء من العذاب بشكل عام في مقرات أمن الدولة .. هيتم نشره قريبًا النهاردة حكى شوية معايا وسألته عن كل الأسماء اللي اتبعتتلي .. وهو سأل كل المعتقلين اللي كانوا معاه في لاظوغلي عن الأسماء .. وقدرنا نعرف أسماء ناس تانين "مٌختفين قصريًا"، موجودين في لاظوغلي.. في نهاية الزيارة لقيته بيقولي صحيح يا نور .. أنا أول ما روحت لاظوغلي لقيت كل الشباب اللي هناك بيحكوا قصة بنت ومتأثرين بيها جدًا .. بيقولوا إنها كانت موجودة قبل ما أنا أتنقل من معسكر الأمن في طنطا للظوغلي .. بيقولوا إن البنت دي سنها صغير وإسمها إسراء الطويل وعندها تقريبًا تعب في رجليها أو مش بتقدر تمشي ... أنا وقفت هنا ومكنتش قادر أسمع ولا أتخيل إن الفترة اللي قضيتها إسراء مٌختفية كانت موجودة في الجحيم اللي حكى عنه إسلام .. بجد حسيت إني أخدت صدمة زي صدمة إسلام أول ما شوفته بالظبط ... إسلام بيقولي: "الشباب قالولي هناك إنها طول الفترة اللي قضيتها هناك كانت ليل ونهار بتعيط .. وكان فيه اتنين حرس بيعدوا ياخدونا للحمام واحد إسمه سلامة وواحد إسمه قاسم .. هى كانت أول ما تسمع صوت حد في الطرقة توقف عياط وتنده تقوله ( عمو سلامة .. عمو سلامة ) لو مردش تنادي تقولي ( يبقي إنت أكيد عمو قاسم ) لما يرد عليها يقولها عايزة أيه تقعد تحكيله : "والله يا عمو أنا معرفش أي حاجة وملييش دعوة بأي حاجة .. أنا قبضوا عليه وأنا خارجة مع أصحابي .. والله يا عموا ما ليه دعوة بحاجة .. أنا تعبانة ومحتاجة أخد علاج) والحرس مكنوش يردوا عليها لأنه ممنوع فتقولهم ( طيب لو سمحت يا عمو إتصل على ماما أو بابا أو أخواتي قولهم علشان زمانهم هيموتوا عليا من القلق ) وطول فترة الاختفاء نفس الوضع ده .. الشباب كانوا بيموتوا من جوه علشانها وكلهم متكلبشين وعنيهم متغمية .. إسراء أثرت فيهم لدرجة إنها بعد ما مشيت من هناك كل ماحد يروح هناك أول حاجة يحكوله حكايتها ويسألوه إذا كانت خرجت ولا لسه». بدروه، قال خالد عبدالحميد ، عضو مؤسس في حركة «الحرية للجدعان»، الٌمهتمة بشأن المفقودين والمعتقلين، إنه لا يوجد حصر حتى الأن بأعداد المفقودين أو المٌختطفين، لافتًا إلى أن أخر تقرير كان عن اختفاء 163 حالة في يونيو الماضي، وبعد صدور هذا التقرير ظهر عدد كبير من هؤلاء كانوا محبوسين على ذمة قضايا مٌتعلقة بالإرهاب». وأشار «عبد الحميد»، في تصريحات خاصة ل «التحرير»، إلى أن أي شخص مٌختفي لامفر من وجوده لدى وزارة الداخلية كما هو الحال مع اختفاء إسلام خليل والذي تم اكتشاف مؤخرًا تواجده لأكثر من 4 أشهر في لاظوغلي: « وصلنا لحالة أن الناس ماشية في الشارع بتختفي وبتتخطف وبيتقبض عليها فضلاً عن عدم الكشف عن أماكن تواجدهم لكي يتم توكيل مٌحامين للدفاع عنهم». وأوضح عضو مؤسس في حركة «الحرية للجدعان»، أن أجهزة الأمن تريد توصيل رسالة مفادها أن «الأمن بيعمل اللي هو عاوزه بدون حساب.. ومحدش يقدر يعملهم حاجة.. والبلد بلدهم.. واللي هيتكلم هيروح ورا الشمس»، وهى رسالة لجموع الشباب وليس بالضرورة أن يكون للمٌختفين نشاط سياسي.