عام 1981، أثناء حفل توزيع جوائز الأوسكار، دعى الكاتب الأمريكي "جون ويلسون" أصدقاءه إلى حفل عشاء في بيته، ووزع عليهم بطاقات للإقتراع على لقب الأسوأ وليس الأحسن، في مسابقة ساخرة أطلق عليها لقب "التوته الذهبية"، لما يعرف عن مرارة التوت البري، ثم أرسل أسماء الفائزين – أو لنقل الخاسرين - إلى بعض الصحف التي اهتمت بها، وأصبحت في غضون أعوام معدودات واحدة من أهم وأطرف المسابقات في العالم، يتابعها الجمهور في كل فج عميق، ويتحاشى النجوم التواجد على قائمة المرشحين لها، أما الفوز بإحدى جوائزها فيعد نقطة سوداء في صحيفة الفائز، لا يستطيع محوها إلا بنجاح مُستحق. ومن وحي الأحداث السريالية التي نعيشها في مصر اليوم، خطر ببالي لو ننظم مسابقة مماثلة بعنوان "الخراء الذهبي"، حيث إن مرارة الواقع الذي نعايشه، تفوق مرارة التوت البري والبحري إن وجد، على أن تكون أكثر تنوعاً بحيث تشمل جوائز لأسوأ برنامج، وأسوأ إعلامي، وأسوأ مقال .. إلخ .. إلخ، ويُمنح الفائز "سعفة خرائية" مصنوعة من أفخم أنواع الجِلة الجاموسي، المُقرصة خصيصاً في أفضل مزارع البهائم المصرية، وبأياد مصرية. وأستطيع أن أقسم لكم أن هذه المسابقة سوف تتفوق بجماهيريتها على جائزة الدولة التشجيعية، والتقديرية، وجائزة التفوق، وجائزة النيل، المخصصين للمبدعين والباحثين في مجالات العلوم والفنون والآداب، لأنها سوف تخلو من المجاملة، وتتسم بالمصداقية التي تفتقدها معظم الجوائز السابق ذكرها. وعلى العكس من المسابقات الأخرى، سوف تتسم المسابقة بوفرة عدد المتنافسين، مما سوف يضع لجنة التحكيم في حيرة شديدة، في ظل حرصهم على الحفاظ على مصداقية الحدث! قل لي مثلاً لمن تذهب "السعفة الخرائية" لأسوأ برنامج في ظل كل هذا الخراء الإعلامي المحيط بنا؟! خاصة الإنتاج الرمضاني منه. فإذا إختصرنا برامج المقالب في برنامج "رامز جلال" والبرامج الأسبوعية في برنامج "صبايا الخير"، ستظل المنافسة المنحسره بينهما عنيفة، رغم أنها سوف تحسم في الأغلب لصالح برنامج "صبايا الخير". والمفارقة المؤكد حدوثها، هي أن "ريهام سعيد" سوف تحصل على سعفتين خرائيتين في كل عام، إحداهما عن أسوأ برنامج والأخرى عن أسوأ إعلامية. ولكن في مقابل هذا التشتت، بعض الجوائز سوف تكون محسومة، فلا أعتقد مثلاً أن أحدهم يستطيع أن ينافس "السبكي" على السعفة الخرائية لأسوأ إنتاج سينمائي، لأن كم الإنتاج السنوي الذي يقدمه "السبكي" من الخراء، يتفوق على الكم الذي يقدمة منتجون كثيرين مجتمعين، كما أن جائزة أسوأ مقال سوف تذهب حتماً ل "محمود الكردوسي" الذي تفوق حتى على نفسه، بمقاله (جاوبني .. بص لي) الموجهة كلماته ل "السيسي"، رغم المنافسة الشديدة بين الخراء المكتوب في الجرائد المطبوعة، والإلكترونية، والمدونات، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث ساهم الإنترنت مؤخراً في حفر قنوات جديدة، وكثيرة، وضخمة، للصرف الصحي المكشوف، الذي يحاصرك أينما وليت وجهك. وأعتقد أن "محمد مرسي" سوف يحتكر جائزة أسوأ رئيس جمهورية لردح من الزمان، وأرشح "البرادعي" لجائزة أسوأ سياسي رغم استمرار تقديري له، وأيضاً ندمي على البورتريه الذي رسمته له، ووضعت في خلفيته آفاق ملونة من الآمال التي خيّب جميعها، أما جائزة أسوأ تبرير سياسي، فلن يستطيع أحد أن ينتزعها من صاحبها "أبو إسماعيل" الذي أراد على ما يبدو ان يعلم مؤيديه السحر، فقام بحشدهم للتظاهر ثم أختفى! وبرر اختفاؤه بعد ذلك بأن (موبايله فصل شحن)!، كما سوف يحتكر "مختار عيسى" جائزة السعفة الخرائية لأسوأ قصيدة لعشر سنوات قادمة على الأقل، بعد أن نظم قصيدته الأشهر "نساؤنا حبلى بنجمك" ، فمن ذا الذي يستطيع أن ينافسه في هذا الهراء والخراء؟! جائزة أسوأ أغنية، سوف يتقاسمها المطرب "حمادة هلال" مع المطرب "حمادة هلال برضو" عن أغنيته "شهداء 25 يناير ماتوا في 25 يناير" القائمة طويلة جداً، والساحة – بكل أسف - حافلة بالأسوأ والأسوأ في شتى المجالات.. شاركونا بمقترحاتكم