استمرارًا لحملة الترهيب التى تُمارس ضد الإعلاميين فى الفترة الأخيرة، تم التحقيق مع جابر القرموطى مؤخرًا فى نيابة أمن الدولة العليا، بتهمة تكدير السلم العام، وأبدى مقدم برنامج «مانشيت» تعجّبه من التحقيق معه أمام هذه النيابة التى يُعرف عنها التحقيق فى جرائم الإرهابيين. وأضاف القرموطى أنه علم بخبر ضبطه وإحضاره من وسائل الإعلام قبل أن يتسلّم إخطارًا رسميًّا بذلك، واستنكر القرموطى موافقة النائب العام على نشر أخبار بهذا الأمر قبل التأكد من صحة الاتهامات الموجّهة إليه. وأضاف القرموطى فى تصريحات خاصة ل«التحرير» أن القرار صدر بناء على البلاغ رقم 5461 لسنة 2013، الذى قدّمه سبعة محامين تابعون لجمعية الدفاع عن مصر، وهى نفس المجموعة التى قدّمت بلاغًا ضد باسم يوسف تتهمه فيه بازدراء الأديان وإهانة الرئيس، مشيرًا إلى أن التهمة الموجهة إليه هى «تكدير السلم العام»، وذلك بعد كشفه عددًا من الحقائق خلال برنامجه، ويرى القرموطى أن الحلقة التى أثارت حفيظتهم هى الحلقة التى تناول فيها حكم المحكمة ببطلان عزل النائب العام السابق عبد المجيد محمود، حيث قال رأيه فى الأمر، وهو أن النائبَين السابق والحالى لا يصلحان لهذه المهمة، ولا بد من اختيار مجموعة تتكوّن من ثلاثة يعيّنهم مجلس الدولة لأداء هذه المهمة الحساسة، وأضاف القرموطى أنه لن يغيّر أسلوبه فى تناول الأخبار المنشورة بالصحف، حيث سيعرض دائمًا بالنقد والتحليل والتقييم لهذه الأخبار، لأن هذه هى مهمة البرنامج، وليس فقط استعراض الأخبار، كما دافع عن حقّه فى إبداء رأيه فى ما يعرضه من أخبار، مؤكدًا أن الإعلام المحايد أكذوبة، فى حين أن الإعلامى لا بد أن يتحلّى بالموضوعية وهو ما يراعيه دائمًا فى برنامجه، مؤكدًا أن الإخوان يحاربون الإعلام ويحاولون إرهاب الإعلاميين، لأنهم يكشفون فشلهم فى إدارة البلاد، إلا أن هذه الأساليب ستأتى بنتائج عكسية لأن الإعلاميين لن يتراجعوا، خصوصًا فى ظل الثورة التكنولوجية التى لا يمكن معها فرض أى رقابة، فنحن لسنا فى عصر تكميم الأفواه كما قال، وأضاف القرموطى أن الأمر لم يتغيّر بعد ثورة 25 يناير، حيث استمرت اتهامات الخيانة والعمالة للمعارضين، مشيرًا إلى اتهام محمد البرادعى بالعمالة للولايات المتحدةالأمريكية، وهى نفس التهمة التى كانت توجّه إليه أيام النظام السابق. وأضاف القرموطى أنه فضّل العمل فى قناة «أون تى فى»، رغم أنه يحصل على أقل أجر إعلامى فى مصر عن برنامج «مانشيت»، إلا أن الأهم بالنسبة إليه هو سقف الحرية الذى تمنحه له القناة، التى لا تتدخّل إلا فى نسبة لا تتعدى 3% من محتوى البرنامج الذى يقدّمه.