آراءَهُ عن العلاقة بين مصر وإسرائيل أثارت جدلًا واسعًا غيب الموت الكاتب المسرحي، على سالم، اليوم الثلاثاء، في منزله بالمهندسين، عن عمر يناهز 79 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض. وُلد عام 1936، وقدم مجموعة من الكتب والأعمال المسرحية شملت 15 كتابًا و27 مسرحية، أغلبها روايات ومسرحيات كوميدية وهجائية، كما نشر تعليقات وآراء سياسية خاصة بشأن السياسة المصرية، والعلاقات بين العالم العربي وإسرائيل. قدم أول مسرحياته، «ولا العفاريت الزرق»، ثم كتب مسرحية «حدث في عزبة الورد»، ليقدمها ثلاثي أضواء المسرح جورج وسمير والضيف، بعد بروفات 9 أيام فقط، واستمر العرض 4 أشهر في سابقة من نوعها في وقتها. في 1963 كتب مسرحيته الأولى، «الناس اللي في السماء الثامنة»، حيث تم إصدارها في 1966. وهي مسرحية شبه هجائية تروي حكاية كوكب يخضع لسيطرة ملك وطاقم من العلماء الذين يؤمنون بأن الحب مرض يجب علاجه بإزالة «غدد الحب» من أجسام الأطفال. وينظم الواقعون بالحب إنقلابًا برئاسة وزير الطب لتلك المملكة. وكانت مسرحياته اللاحقة «أثقب» من ناحية النقد السياسي، من بينها «الرجل اللي ضحك على الملائكة» (1966)، «أنت اللي قتلت الوحش - كوميديا أوديب» (1970). أما المسرحية التي أشتهر بها في أنحاء العالم العربي فهي الكوميديا «مدرسة المشاغبين» التي تروي حكاية معلمة للفلسفة تحاول تأديب صف من التلاميذ المشاغبين. وبرز علي سالم، في دعمه المبادرة السلمية التي قام بها الرئيس محمد أنور السادات، في نوفمبر 1977، بشأن السلام بين العرب وإسرائيل، ولكنه لم يزر إسرائيل حتى سنة 1994 بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو الأولى. وسرد سالم أحداث رحلته ولقاءاته مع إسرائيليين في كتاب رحلة إلى إسرائيل. بعد صدوره في مصر تم ترجمة الكتاب إلى اللغتين العبرية والإنكليزية حيث صدر أيضا في إسرائيل وفي بلدان أخرى. منذ زيارته إلى إسرائيل كان سالم من أشد المؤيدين للتطبيع مع إسرائيل من بين الأدباء العرب، ولم يتنازل عن موقفه هذا بالرغم من الإدانات التي نشرت ضده في الصحف والمجلات المصرية والتي انتهت بمحاولة لطرده من جمعية الأدباء المصرية، وفشلت المحاولة لأسباب قضائية، ولكن الأجواء العدائية تجاه سالم ما زالت سائدة بين عدد من زملائه. في يونيو 2005 قررت جامعة بن غوريون في النقب، الواقعة في مدينة بئر السبع جنوبي إسرائيل، منحه دكتوراة فخرية، أما السلطات المصرية فمنعت منه الخروج من مصر لحضور الحفل في بئر السبع دون أن تعلن السبب لذلك، أعرب سالم والجامعة الإسرائيلية عن عدم ارتياحهما لمعاملة السلطات المصرية معه. وفاز بجائزة الشجاعة المدنية والتي تقدمها مؤسسة تراين الأمريكية، وقيمتها 50 ألف دولار أمريكي وتسلمها يوم الأربعاء 19 نوفمبر2008 بمقر إقامة السفير الأمريكي بلندن. وجاءت تصريحاته الأخيرة لتثير مزيدا من الجدل، حينما قال إن إسرائيل ليست دولة عدوة، مؤكدا أنه لاتوجد صداقات ولا عداوات بين الدول ولكن هناك مصالح ولكنها ليست دولة عدوة، مضيفا أن "إسرائيل من مصلحتها أن تكون مصر قوية وليس الدول الأخرى ومثل سوريا التى يحكمها عصابات" . وأضاف الكاتب المسرحى قبل رحيله لبرنامج "مانشيت"،أن الشعب اليهودى على وعى أن النبى موسى علية السلام مصرى تربى فى مصر وموسى ليس أصلا يهوديا ولكنة كان مصريا". وأشار على سالم، إلى أن جيهان السادات أرسلت طلب للحصول على معاش نجمة سيناء تم الرد عليها بأن السادات لم يحصل عليها مضيفا أن الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك كان يعانى الغيرة من الرئيس محمد أنور السادات الرئيس الأسبق. وأضاف، إن "إسرائيل لا تمثل أي تهديد على الأمن القومي المصري، وأتمنى أن القيادة السياسية في مصر لا تخجل من السلام الذي أقامه الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع إسرائيل متمثلًا في معاهدة كامب ديفيد". وأضاف سالم، إسرائيل لم تستقطبني أو تغدق علىّ الأموال حتى أصرح بذلك، كما يدعى المغرضون، مستطردا "القيادة السياسية ميتخافش عليها وهم فاهمين بيعملوا إيه، والشعب عايز يعيش".