تعلقت ضحكة يوسف عيد في أذهان جمهور الكوميديا وبرزت نكاته الساخرة وسط نجوم البهجة، ورغم اتخاذه الأدوار الصغيرة في مشاركاته الفنية إلا أن له «تكّة» خاصة توزن السياق الدرامي. وترصد «التحرير» في الذكرى الأولى لوفاة شخصية الكوميديا التي حفرت مواقفها الساخرة في قلوب الجمهور، فهو الأستاذ زكريا الدرديري أستاذ الرياضيات والفرنساوي في "الناظر صلاح الدين"، وصاحب مكتب مانوتي الشباب المعلم عبده أجاري في "جعلتني مجرما".. أو هو يوسف عيد الذي يعرفه عشاق السينما ولا يذكرون اسمه إلا قليلا. ولد يوسف عيد في 15 نوفمبر 1948 في حي الجمالية بالقاهرة، والتحق بالأزهر حتى حصل على الثانوية، وساقه حظه إلى الفن من سلم السينما عام 1975 بدور صغير في فيلم "شقة في وسط البلد" لنور الشريف وميرفت أمين، ثم مع محمد صبحي في مسرحية " انتهى الدرس يا غبي"، وشارك أيضا في فيلم "خمسة باب" مع عادل إمام ونادية الجندي. قدم عيد عدة منولوجات غنائية وعدد من المواويل في أفلامه وفي التسعينيات شارك بأدواره الصغيرة في "ناس تجنن" عام 1980، ومسرحية "نحن لانحب الكوسة" من نفس العام، وفي 1981 شارك في فيلم "لن أغفر أبدا"، تلاه "عروسة وجوز عرسان" عام 1982، و"العسكري شبراوى" عام 1982، و"عصابة حمادة وتوتو" عام 1982، و"مطلوب حيا أو ميتا" عام 1984، و"طابونة حمزة" عام 1984. وكان دورالمنتج مميزا له في فيلم "الكيف" عام 1985، مع الفنان محمود عبد العزيز، ثم توالت مشاركاته الفنية في "النمر والأنثى عام 1987، و"عطشانة" عام 1987، و"سكة الندامة" عام 1987 وكذلك مسرحية "علشان خاطر عيونك" في نفس العام مع فؤاد المهندس وشريهان.
ووقف أمام فريد شوقي في مسرحية "شارع محمد على" عام 1991 بدور"القهوجي"، ثم شارك بدور المتسول في فيلم "سمع هس" عام 1991، وشارك أيضا في كل من "يا مهلبية يا" عام 1991، و"ضد الحكومة" 1992، و"آه.. وآه من شربات" 1992، وكريستال عام 1993، و"مجانينو" عام 1993، واستمر في أداء أدواره أيضا في "الواد محروس بتاع الوزير" عام 1999. امتدت موهبته لتقليد أصوات الفنانين والربابة وظهر مع النجوم الشباب في مطلع الألفية الجديدة بعد أدواره أمام عمالقة الفن، فشارك مع أحمد رزق وأحمد عيد وفتحي عبد الوهاب في "فيلم ثقافى" عام 2000، ومدرس الرياضيات والفرنساوي مع علاء ولي الدين في "الناظر صلاح الدين" في نفس العام، وأحمد حلمي في "55 إسعاف" عام 2001، لكن دوره في "التجربة الدنماركية" عام 2003 بدور أخو العائد من الكويت، كان له بالغ الأثر في قلوب محبيه. واستمر عيد في تألقه واعتماد الكوميديا عليه، حتى صار علامة الضحكة الكوميدية بمجرد ظهوره كما في دوره الحانوتي في "جعلتنى مجرما" مع أحمد حلمي عام 2006، وكيل المدرسة مع محمد هنيدي في "رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" عام 2008. مرض عيد لم يمنعه من استكمال مشواره الفني المميز، فرغم نصح الأطباء له بالابتعاد عن الإضاءة والتراب بعد تدهور صحته وضعف نظره عقب إجرائه جراحة في عبنه اليمنى، إلا أنه شارك في فيلم "الحرب العالمية التالتة" وهو آخر أعماله. شارك أيضا في «عنتر وبيسة» رغم مرض عينيه وفوجئ محبو ضحكة عيد برحيله عن دنيانا فجأة إثر أزمة قلبية في 21 سبتمبر الماضي عن عمر يناهز 66 عاما، ليرحل الجسد ويعيش الفقيد بيننا بروحه الجميلة وأدواره المميزة يستعين بها عاشقوه في طرد أحزانهم ب«تكانة» الكوميدية. في برنامج مقالب وبعد موته حاز يوسف عيد على الاهتمام الإعلامي وسلطت الأضواء على أعماله الفنية وأدواره الصغيرة المؤثرة في وجدان الجمهور، لكنه حتى موعد الذكرى الأولى لوفاته لم تبادر أي من لجان التكريم بالمهرجانات السينمائية على الإقدام لإعطائه جزءا مما يستحقه بعد وفاته بالتوازي مع تكريم نجوم "الشباك". ومما يذكر لعيد بعد موته موقف الراحل أحمد زكي الذي قال إن "أداء يوسف مع في مشهد الكورنيش بفيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" جعله يسرح فيه كمشاهد مما أخره في الرد عليه داخل المشهد". عيد أبدع مع جيل العمالقة واستكمل مشواره في الألفية الثانية مع الشباب وليس أحمد زكي الوحيد الذي اعترف بموهبة عيد الفنية، إذ أنه أثناء تصوير مشهد الفلاح مع يونس شلبي في "العسكري شبراوي" عام 1982، استوقفه المخرج الكبير هنري بركات، ليعرب له عن روعة أدائه، يقول عيد في لقاء إعلامي عن ذلك: "دفعني مدحه لإبداع المشهد".