بحث وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو مع نظيره الأمريكي أشتون كارتر، خلال اتصال هاتفي، الوضع في سوريا. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزيرين بحثا، خلال ساعة كاملة، وبشكل تفصيلي الأوضاع في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في سوريا والعراق. وأبدى الجانبان اهتماما خاصا بضرورة تنسيق الجهود الثنائية ومتعددة الأطراف بهدف مواجهة الإرهاب الدولي. وأشارت إلى أن الحديث ين الوزيرين أظهر تقارب وجهات نظر الجانبين أو تقاربها بشأن معظم القضايا التي تم بحثها. من جهة أخرى، ذكرت مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن كارتر أشار أثناء المكالمة الهاتفية إلى ضرورة أن تجري محاربة تنظيم "داعش" في سوريا بالتوازي مع عملية سياسية انتقالية هناك. يذكر أن هذه المحادثات بين شويجو وكارتر هي الأولى من نوعها منذ تولي الأخير منصبه في فبراير الماضي. وذلك بعد أن علَّقت الولاياتالمتحدة اتصالاتها مع روسيا في المجال العسكري العام الماضي بسبب الأزمة الأوكرانية. جاءت هذه المكالمة الهاتفية عقب جملة من التصريحات الساخنة المتبادلة بين موسكووواشنطن، وعلى خلفية حملات إعلامية بوجود قوات ومقاتلات روسية في سوريا. بل وهدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بإمكانية طلب تدخل عسكري روسي في سوريا إذا استدعى الأمر، وهو ما رد عليه الكرملين بأن موسكو سوف تبحث مثل هذا الطلب إذا قامت دمشق بتقديمه. كل هذه الخطوات التي كادت تدفع بكل من روسياوالولاياتالمتحدة إلى إمكانية التصادم على الأراضي السورية، دفعت الجانبين للتوقف أمام احتمال وقوع كارثة عالمية. وفي نفس سياق التهدئة، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن روسيا مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدة، بما في ذلك حول الأزمة السورية. وقالت "لم نرفض أبدا إجراء الحوار مع الولاياتالمتحدة ولا نزال مستعدين له حاليا أيضا بشأن جميع المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما فيها حول سوريا". وجاءت هذه التصريحات للدبلوماسية الروسية تعليقا على ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وقت سابق من اليوم الجمعة، وهو أن مباحثات أمريكية روسية حول سوريا ستنطلق في وقت قريب، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام في لندن التي يزورها كيري حاليا. وأكد كيري أن "الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتبر إجراء مباحثات مع روسيا خطوة مهمة إلى الأمام.. ونأمل في أنها ستعقد في أقرب وقت وستساعد على تحديد خيارات مختلفة". كما أشار إلى أن القضاء على تنظيم "داعش" لا يزال أولوية ممارسات الولاياتالمتحدة، إلى جانب "التسوية السياسية باحترام سوريا، والتي، كما نعتقد، لا يمكن التوصل إليه بمشاركة الرئيس بشار الأسد لفترة طويلة، ونحن نبحث عن سبل لإيجاد موقف مشترك". ولفت كيري إلى أن الجانب الأمريكي لا يزال يدرس المقترح الروسي حول التعاون العسكري في سوريا، إلا أن واشنطن لم تتخذ قرارا بعد بهذا الشأن. وعلى نفس الصعيد، بحث نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف مع سفير الولاياتالمتحدة لدى موسكو جون تيفت تسوية الأزمة السورية والحرب ضد تنظيم "داعش". وذكر بيان رسمي لوزارة الخارجية الروسية أن اللقاء عقد بطلب من السفير الأمريكي في موسكو. كما أشار إلى أن النقاش تطرق إلى الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتركز حول تسوية الأزمة السورية على أساس بيان جنيف الصادر في 30 يونيو 2012.