يترقب المصريون المشهد السياسي بصمت شديد، في ظل حالة الضباب التي تسيطر على الأجواء، قبل إجراء انتخابات مجلس النواب. وفي الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات لشكل البرلمان المقبل، بعدما أعلنت الأحزاب عن القوائم التي تمثلها في الانتخابات، التي تكشف تنافس قوائم «في حب مصر» و«النور» لهذه المقاعد، فيما أعلن عدد من رموز الوطني المنحل خوض الانتخابات البرلمانية على النظام الفردي، ما يعطي احتمالية لحصولهم على النسبة الأكبر من هذه المقاعد. «النور» شكًل قائمتيه في مراكز نفوذه وسيطرته، ما يجعل فرصته في حصد 60 مقعدا داخل البرلمان أمرًا محتملًا، إضافة إلى المقاعد التي قد يحصل عليها بنظام الفردي، بينما يعتمد أنصار الحزب الوطني المنحل على المال السياسي لحصد النسبة الأكبر من الأصوات. ومن جانبه قال الدكتور أحمد دراج، المحلل السياسي، إن السلفيين ورجال "المنحل" خطورتهما متساوية، لكن كل ما يمكن توضيحه أن رجال عز من أصحاب المصالح، ليس لديهم مانع من التعاون مع الشيطان من أجل مصالحهم، موضحا، أما السلفيين لديهم أفكار خاطئة قد يتم معالجتها بالعمل داخل البرلمان. وذكر، أن الأفكار الخاطئة للسلفيين مرتبطة بالعقيدة، وخلط الدين بالسياسة، معقبًا: "لكنني ضد عزل التيار الإسلامي بشكل كامل لأنه يمثل خطورة"، وأشار إلى أن أوجه الاختلاف بين الفريقين أن السلفي لا يخرج عن طوع الدولة بينما رجال الوطني سيطوعون الدولة حسب رغباتهم باستخدام أموالهم، على حد تعبيره. ومن جانبها، قالت مارجريت عازر، المرشحة على قوائم "في حب مصر"، أن الأخطر على البرلمان "القوى المدنية المتلونة التي تتربص بكل نجاح، ولديها أجندة خارجية"، مشيرة إلى أن السلفيين "معروفين لدى جميع الناس". وأضافت، أن جميع الأحزاب في مصر فتحت الباب لرجال "المنحل"؛ للمشاركة معهم في انتخابات مجلس النواب، مشيرة إلى أن الخوف مصدره "مدعين المدنية والثورية"، بحسب وصفها. ومن جانبه، قال المهندس أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس حزب الاشتراكي المصري، إن البرلمان المقبل سيكون بمثابة إفراز جاد للشعب المصري، ولا يوجد خطورة أو خوف من تكوينه، لاسيما أن الشعب قام بثورتين، ولن يسمح بالعودة إلى الخلف.