الخليج : الموتي يمدوننا نحن الأحياء بشعلة أزلية تنير حياتنا.. والبيان: بلادنا العزيز فخورة بالشهداء الذين تقدمهم لله «نعتز بشهداء الوطن».. كانت هذه رسالة الصحف الإماراتية اليوم بعد مقتل 45 إماراتيا على يد الحوثيين في اليمن، وبعنوان "شهداؤنا حياة الحياة" قالت صحيفة الخليج إن "شهداء الإمارات لا ينتمون إلى أهلهم وبيوتهم فقط، وإنما ينتمون إلى كل بيت إماراتي، فكل الآباء هم آباء الشهداء وكل الأمهات هن أمهاتهم، ومشاعر الحزن التي اختلطت منذ أمس ومنذ سارت قافلة شهداء الإمارات إلى تحقيق الوعد والحلم الإماراتي والعربي بمشاعر الفخر والاعتزاز ليست إلا الضوء الجديد المتجدد يضيء الذاكرة ويمدها بأسباب القوة والحياة، نعم الشهداء وهم موتى يمدوننا نحن الأحياء بتلك الشعلة الأزلية التي تنير حياتنا بأقباسها وتعطر أنفاسنا بأطياب أنفاسها". وتحت عنوان "معنوياتنا عالية" قالت صحيفة البيان "بلادنا العزيزة التي تتسم بالقوة والازدهار فخورة بالشهداء الذين تقدمهم لله في اليمن دفاعا عن حق الأشقاء اليمنيين في الحياة، وردا على غدر الإرهابيين وأفعالهم وستبقى قوية شامخة شجاعة في وجه كل معتد أثيم"، مضيفة أن "الحزن في قلوبنا على الكوكبة الطاهرة التي استشهدت في اليمن لكننا أيضا نشعر بالاعتزاز لأننا نحرر بلدا عربيا من يد المجرمين ورجالنا في الميدان يرفعون روحنا المعنوية حقا بصبرهم وحماستهم وإدراكهم أنهم في مهمة مقدسة دفاعا عن الحياة والدين والعروبة وعن أمن الإقليم وحياة شعبنا في وجه فصائل الغدر والخيانة وستبقى قواتنا مرفوعة الرأس دوما نتعلم منها الشجاعة في وجه الخطوب وستبقى درعا في وجه الظلاميين الإرهابيين وإن الإمارات لم تقدم هذه التضحيات وحيدة بل إن الشقيقة المملكة العربية السعودية تقدم أيضا تضحيات كبيرة بالدم والمال". وبعنوان "شهداؤنا أوسمة عز وفخر"، قالت صحيفة «الوطن» الإماراتية "اليوم يزف الوطن كوكبة من أبنائه الأوفياء ليرتقوا إلى قوافل الشهداء الأبرار الذين قضوا دفاعا عن الحق ونصرة للمظلومين ودفاعا عن الكرامة والإنسانية والعروبة مقدمين أروع البطولات والتضحيات الكبيرة في سبيل حماية اليمن الشقيق وأهله وإنقاذه من براثن الشر وأطماع المتاجرين بأمنه واستقراره إن صور الشجاعة والتضحية التي يقدمها أبناء وطننا العزيز كل يوم وهم يؤدون فيه واجبهم الوطني المقدس ضمن قوات التحالف العربي لنصرة الأشقاء في اليمن ليجسدوا ببسالتهم مبادئ الإمارات الراسخة في الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين ولتظل عنوانا دائما للإخلاص والوفاء وداعمة للأخوة الخليجية والعربية مؤمنة بواجبها الكبير في تعزيز ودعم الأمن الخليجي والعربي". وفي مقال له بصحيفة "الاتحاد"، قال الكاتب ناصر الظاهري "الناس سيتذكرون هنا في الإمارات وهناك في اليمن أن خير الناس مروا وهم يحملون شيئا من الطمأنينة وكثيرا من الأمن وفي أيديهم الخير العميم وأن أسماءهم سيحفظها الأطفال وسترددها صدور الأمهات وسيتعمم بها الرجال. وفي مقال آخر بنفس الصحيفة، كتب علي العمودي: "بينما كانت الإمارات تستعد يوم أمس لتنفيذ أكبر مرحلة من حملة (عونك يا يمن ) لإغاثة أكثر من 10 ملايين يمني من جراء تدهور أوضاعهم الإنسانية بسبب انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتداعياته من أعمال عسكرية عدوانية تلقت نبأ استشهاد كوكبة من أبنائها من رجال قواتنا المسلحة الباسلة الذين هرعوا لنصرة الحق والشرعية في ذلك البلد الشقيق والمساهمة في أمنه واستقراره ضمن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة لردع كل من يعتقد- واهما- أنه يستطيع تهديد أمن المملكة وشقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية".
وفي مقال بصحيفة "الخليج"، قال الكاتب هشام صافي "سواء سار الشهداء على طريق المجد والخلود والشهادة فرادى أو مجتمعين فإنهم في نهاية المطاف مواكب عز وفخار يحسدهم الرجال الحقيقيون أنهم سادة الرجال الشجعان ومعلمو الدنيا كلها أن هناك رجالا يضحون بأرواحهم من أجل عقائدهم حبا لأوطانهم دفاعا عن مكتسباتها وإنجازاتها وحفظا لخيراتها لأجيال المستقبل الواعدة من سيكملون مسيرة الأبطال باقتدار أيضا بعد أن تعلموا في مدرستهم". وأضاف أن "الشهيد مرتبة في التضحية والفداء ونصرة الحق وأهله ومناصبة العداء للباطل وأتباعه لا يعرفها الجميع لأن هناك الكثيرين يعيشون ويموتون على هامش الحياة في " ظل الحيط " لا يحس بهم أحد فلا قيمة لهم بل يعرفها أصحاب القضايا الكبرى الذين يؤمنون بقيم الحق والعدل والجمال والمساواة والإنصاف والصدق والوطن بكل ما فيه لهذا تودع أسر الشهداء أبناءها البررة بالدموع والزغاريد بالحسرات والرؤوس مرفوعة يلفحها هواء أعلام الوطن المرفرفة في كل مكان من ترابه الغالي". وفي مقال بموقع "24" الإماراتي، قال الكاتب الدكتور علي بن تميم إن "كوكبة من شهداء الإمارات يضيئون سماء الوطن وينيرون طرقات المجد أضواء من الأمل الدافقة في ينابيع الحنو وأنوار من العزة والمجد الساطع في وهج العلياء"، لافتا إلى أن "ذاكرة بطولية لا تنضب وصوت هادر لا يهدأ وقوة عبقرية توصل الماضي بالحاضر وتأخذهما معا إلى المستقبل النابض بالحياة". وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة "الرؤية"، إن "الإمارات قدمت أمس عشرات الشهداء من أبنائها البررة فهي كل يوم تنجب أبناء وبنات التضحية من أجل الوطن في شرايينهم والشهادة عندهم ترتقي أسمى درجات الشرف والوطنية وما دونها دونها"، وتحت عنوان "ما دون الشهادة دونها" أكدت أن هذه الأحداث لا تزيدنا إلا ثباتا على الحق.. ولا تزيدنا تضحيات أبنائنا إلا فخرا بهم .. ولا تزيدنا الأيام إلا عزما وقوة وإصرارا على النصر، مضيفة أن "تضحيات شهداء الإمارات حلقت بهم إلى المنزلة العليا من الشرف منزلة ترقى على غيرها جعلت شعب الإمارات ينبض بهم ويقف كما بين صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم " وقفة رجال خلف قيادته ودولة الإمارات ثابتة على موقفها التاريخي في التحالف الذي تقوده المملكة حتى تحقيق النصر بإذن الله " .. وعليه وكعادة الإماراتيين النبيلة فالجميع قيادة وشعبا سيكونون أهلا يحتضنون عائلات الشهداء". في المقابل، شن موقع "الإمارات 71" هجوما قاسيا على سلطات بلاده واصفا اليوم الذي أعلن فيه مقتل الإماراتيين في اليمن بالجمعة السوداء، مضيفا "يتساءل الإماراتيون أين رئيس الأركان وكبار القيادات والضباط وقادة القوات البرية والجوية والبحرية، لماذا اختفت تصريحاتهم في أكبر مأساة وطنية تحل على الشعب الإماراتي في تاريخ الدولة دفعة واحدة، في حين تملأ صفحات الجرائد ومواقع التواصل وهواء القنوات الفضائية تصريحاتهم وإشاداتهم في أي مسألة وطنية أقل أهمية بكثير جدا من جرح أي جندي من أبنائنا في اليمن". وقال " يتساءل الإماراتيون أين الحكومة والمستشارون، أين وسائل الإعلام و جيش الإعلاميين داخل الوطن وخارجه، ماذا سيضيفون عن الواجب الوطني والشهادة، والفخر، ماذا سيقول المسؤولون للشعب، هل سيقبل الشعب الإماراتي إلى الأبد حديث الشهداء والشهادة، واستقبال المعزين كبارا كانوا أم صغارا؟"، لافتا إلى أنه "للشعب الإماراتي مطالب محددة لا بد من الاستجابة لها كما يشدد الناشطون؛ فالحالة الأمنية بالداخل مستتبة ولا عدو خارجي أو تهديد مباشر لأمن البلد، وعليه فلا حاجة للإماراتيين بحرب اليمن التي بدأت تتحول رويدا رويدا إلى فيتنامالإمارات، الإماراتيون يطالبون بسحب قواتنا المسلحة في اليمن على الفور من جميع المدن والقرى والمديريات ومن جميع المهام والمسؤوليات". هذا في الوقت الذي قال فيه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن "تضحيات شهداء الإمارات أساسها الدفاع عن أمن المنطقة وإستقرارها، والتحدي الذي يتم التصدى له اليوم كان سيكون أكثر صعوبة وتعقيدا إن تم تأجيل الحسم والموقف"، لافتا إلى أن "هدف التحالف واضح؛ وهو حماية أمن و إستقرار السعودية و الخليج العربي من أي تمرد طائفي خلفه أياد أجنبية، و خطط مبيتة تهدد مستقبل المنطقة". وأضاف قرقاش على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "سينتصر التحالف في اليمن لأن الخيار البديل تهديد طائفي خارجي متصاعد ومستمر على أمن السعودية والخليج، لن نقبل بتغيير في التوازن الإستراتيجي ، والحوثيون وحلفاؤهم و عبر إستهدافهم السعودية و حربهم البشعة على عدن وتعز ومناطق أخرى في اليمن كشفوا عن نواياهم و أكدوا قراءتنا لها".