كشفت مصادر خليجية عن معلومات خطيرة تتعلق بمضاعفة حركة "حماس" نشاطها الأمني والاستخباراتي في دول مجلس التعاون الخليجي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة, مرجحة أن ذلك يتم بالتنسيق مع "حزب الله" اللبناني, بناء على أوامر وتعليمات من النظام الإيراني. ونقلت صحيفة السياسة الكويتية عن المصادر الخليجية المتابعة لأنشطة الحركات الإسلامية في دول مجلس التعاون, سيما الموالية للنظام الإيراني, وفي مقدمها "حزب الله" اللبناني وحركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الفلسطينيتان, أن المسؤول عن النشاط الأمني والاستخباراتي ل¯"حماس" في المملكة هو "القيادي نبيل عليوه محمود فياض المقيم في جدة", ويعتبر أحد الكوادر القيادية المرموقة في الجهاز الأمني التابع للحركة والمسؤول عن النشاط الأمني والاستخباراتي, بما في ذلك حماية كوادر الحركة ومنع قيام أي جهاز استخبارات باختراق صفوفها, أو تسرب معلومات تتعلق بأنشطتها وكوادرها ومؤسساتها الى أجهزة استخبارات إسرائيلية أو عربية أو غربية. واضافت المصادر أن فياض, الغزاوي الأصل, يقطن في مدينة جدة, ويزور بين الحين والآخر, في إطار نشاطه الأمني, قطاع غزة حيث تقيم عائلته, كما يسافر أيضاً, في إطار نشاطه الاستخباراتي والسياسي, إلى دول عدة منها سورية وقطر وتركيا ولبنان, وهو يحيط نفسه بسرية فائقة في السعودية, خاصة أنه يمارس نشاطه الاستخباراتي من دون علم الأجهزة الأمنية السعودية أو التنسيق معها. ومايؤكد أهمية هذا القيادي هو أن عدداً كبيراً من الكوادر القيادية للحركة لا تعرف أن اسمه الحقيقي هو نبيل فياض, حيث يلقب نفسه باسم ممدوح. وفضلاً عن نشاطه الأمني والاستخباراتي, بحسب المصادر, يعتبر فياض أحد الكوادر القيادية الفعالة في الجهاز السياسي للحركة, حيث كان له دور كبير في ا الانتخابات الداخلية التي أجريت خلال الاشهر الاخيرة في صفوفها. وتوجت قبل أيام بالتجديد لخالد مشعل لولاية جديدة على رأس المكتب السياسي, في اجتماع مجلس الشورى الذي عقد في القاهرة. وكشفت المصادر أن فياض يجري اتصالات مكثفة وشبه يومية مع مسؤولين إيرانيين وسودانيين, كما يعقد لقاءات مع بعض ممثليهم في السعودية, لمناقشة "مواضيع أمنية وسياسية". وفي سياق نشاط "حماس" المالي المتشعب في السعودية, ذكرت المصادر بالكشف أخيراً عن الشبكة المالية التي يديرها ماهر صلاح, المعروف باسم "أبو عارف" في المملكة, بعدما تبين ضلوعه باختلاس مبالغ كبيرة من أموال الحركة وبعمليات تبييض أموال مخالفة للقوانين السعودية. وأكدت المصادر الخليجية وجود استياء عارم لدى دول مجلس التعاون من أنشطة الكوادر القيادية في "حماس", التي تبيح لنفسها التصرف من دون حد أو قيد, ولا تتوانى عن عض اليد الكريمة التي تمدها إليها الهيئات الحكومية والمدنية في هذه الدول. ونددت بتحويل الحركة دول مجلس التعاون ساحة مباحة لأنشطتها الاستخباراتية التي تجاوزت كل الحدود, وباتت تناقض التفاهمات التي توصلت إليها حكومات دول الخليج العربي مع قيادة "حماس" من جهة, وتخالف القوانين التي تجرم أي نشاط أمني أو استخباراتي على أراضي هذه الدول من دون التنسيق مع الجهات المعنية من جهة أخرى. وأكدت المصادر أنه بعد ان تحولت "حماس" إلى كيان سياسي يشبه الدولة في العديد من النواحي, سيما بعد سيطرتها على قطاع غزة, لا يمكن التساهل مع استمرار نشاطها الأمني والاستخباراتي في دول مجلس التعاون, مع كل ما يحمله ذلك من إضرار بمصالح هذه الدول, سيما في ظل العلاقات الوثيقة, سياسياً وأمنياً وعسكرياً, التي تربط الحركة بالنظام الإيراني. وحضت المصادر الخليجية "حماس" على التوقف فوراً عن القيام بأي نشاط أمني أو استخباراتي في دول الخليج العربي, قبل أن تضطر السلطات المختصة في هذه الدول لاتخاذ خطوات جدية لوقف هذه الأنشطة.