ذات يوم ، طلب منى أحد الصحفيين تصريح بخصوص ختان الفتيات، فرفضت.. فأنا بشكل عام أخجل من التطرق إلى هذا الموضوع، ولكن الهراء (بالهاء أو الخاء) الذى تفوهت به هبة قطب مؤخرًا، شكل سببًا كافيا للتغلب على الخجل وفتح الملف الملطخ بدماء ملايين الفتيات التعيسات، اللواتى حُكم عليهن بالحرمان إرضاء لهوس الشرف والعفة.. الأستاذة الدكتورة، أفتت مؤخرًا بأن ختان الإناث لا يؤثر على المتعة الجنسية! والمصيبة أنها ليست مجرد مدرس طب شرعى بكلية طب قصر العينى، لكنها أيضًا حاصلة على الماجستير من جامعة القاهرة فى «الاعتداءات البدنية والجنسية على الأطفال»، وحاصلة على الدكتوراه من نفس الجامعة فى «الاعتداءات الجنسية وتبعاتها الصحية»، إذن، كيف لا ترى سيادتها أن فى ختان الإناث اعتداء جنسيا جائرا على الأنثى؟! ظننت فى بادئ الأمر أن العنوان لا يتخطى كونه فرقعة صحفية على أحد المواقع من أجل (الترافيك)، رغم إنى وكثيرين مثلى، تعودنا من هبة قطب قول الترهات، بعد تزيينها بما تيسر من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، إمعانًا فى إقناع المساكين الذين ساقهم حظهم التعس إليها، بالإضافة إلى خبراتهم الجنسية المحدودة، إلى سماع ترهاتها. وحرصًا منى على الأمانة المهنية، شاهدت الفيديو الذى اتهمت فيه بالقول بما يشجع على ختان الإناث، من قبل ضيوف برنامج (الستات مايعرفوش يكذبوا) الذى أصبح لى معه على ما يبدو قصة أسبوعية -البرنامج لا الختان- وتبين لى بكل أسف ثبات التهمة على السيدة، فقد سؤلت عن قولها بأن ختان الإناث لا يؤثر على المتعة الجنسية، فأجابت بأنها تشدد دائمًا على أن الختان جريمة، لكنه لا يؤثر على المتعة الجنسية! ثم أضافت مستنكرة: «أكذب؟» لا يا ستى ماتكذبيش.. قولى الحقيقة.. قولى إن عملية ختان الإناث ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالطب، وإنما فرضتها على مر الأزمنة معتقدات دينية واجتماعية، خاطئة.. قولى إن مؤسسات الصحة العالمية انتهت جميعها فى تقاريرها المعتمدة إلى أن تختين الإناث اعتداء جنسى عليهن، وليس له أى فائدة صحية.. قولى إنه يسبب أضرارًا صحية جسيمة أبسطها التهابات المهبل، والتهابات المسالك البولية المزمنة، والعقم، وزيادة احتمال وفاة الأجنة خلال الحمل، وفقدان المتعة الجنسية، والشعور بالألم أثناء ممارسة العلاقة الجنسية، وأجلَّها الموت المفاجئ الناتج عن الصدمة العصبية أو التخدير الزائد.. قولى إن الختان يخلف فى نفس الفتاة، كما على جسدها تشوها لا يبرأ بمرور الأيام، وإن الصدمة النفسية تسبب لها معاناة شديدة، تتمثل فى الخوف المستمر من لمس أعضائها التناسلية، وكره الذات، وانعدام الثقة بالنفس، والعقد الجنسية نتيجة ارتباط النشاط الجنسى لديها بذكرى مؤلمة.. قولى إن العلماء الوسطيين أجمعوا على أن الختان غير واجب على الأنثى وأن تركه لا يستوجب الإثم. قولى ما يمليه عليك ضميرك، وليس ما يضمن لك توسيع قاعدتك الجماهيرية التى كلما اتسعت، زاد عدد مشاهدى برامجك، وزائرى عيادتك، وتحول أكل العيش إلى أكل بقلاوة، على حساب التعيسات اللواتى سوف يقتادهن أهلهن إلى المذبح، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا.. لأن الدكتورة هبة قطب بتاعة قال الله وقال الرسول، قالت: «شغااااال».
