صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية نشرت تقريرا بعنوان «إخوان مصر يعبئون صفوف الجيش المؤيد للغرب بالإسلاميين»، قالت فيه إن الحكومة الإخوانية سمحت مؤخرا لأعضاء من جماعة الإخوان والجهاديين المتشددين بالانضمام إلى الكليات العسكرية لأول مرة كجزء مما يقول مسؤولون أمريكيون إنه «جهد سرى» لفرض الحكم الإسلامى فى الدول شرق الأوسطية المهمة. «واشنطن تايمز» أضافت وفقا لمسؤولين أمريكيين مطلعين على تقارير استخباراتية، أن حكومة الرئيس محمد مرسى تتخذ خطوات سرية للسيطرة على الجيش المؤيد للغرب وقوات الشرطة كجزء من حملة لتعزيز السيطرة الإسلامية. الصحيفة الأمريكية لفتت إلى أن محللين فى المجتمع الاستخباراتى والجيش الأمريكى ينظرون إلى تقديم الإسلاميين فى الكليات العسكرية، بقلق بالغ، حيث يعتبر الإخوان والجماعات السلفية المتشددة مكرسين بشكل أساسى للجهاد والحرب المقدسة ومبادئ إسلامية أخرى، لا للدولة. فى تصريح ل«واشنطن تايمز»، قال أحد المسؤولين الأمريكيين: «أى فرصة فى الجيش المصرى للعناصر الإسلامية ربما تكون تغييرا كبيرا ومعقدا». مضيفا: «ليس من الواضح كيف ستتم إدارة ذلك». كما نقلت الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين أن هيئات استخباراتية تحقق فى التقارير التى تقول إن مرسى أبرم اتفاقا سريا مع حركة حماس الفلسطينية مؤخرا، واصفة ذلك ب«علامة مقلقة على أن الحكومة المصرية تتحول من موقفها السابق المؤيد للغرب إلى إسلام متطرف». لافتة إلى أن هناك مخاوف من أن يكون الاتفاق متضمنا تواطؤا بين الإخوان وخطة لتوطين الفلسطينيين فى سيناء المصرية. «واشنطن تايمز» أضافت أنه بعيدا عن الكليات العسكرية، تتخذ القاهرة أيضا خطوات نحو أسلمة قوات الشرطة. مستشهدة بتقارير حديثة حول أن الإخوان يخططون إلى إعادة هيكلة وزارة الداخلية المصرية، وأن ذلك سيشمل خططا لوضع أعضاء من الإخوان فى مناصب وزارية مهمة. وتابعت الصحيفة الأمريكية بقولها «إن الوثائق المسربة عن وجود اتفاقات سرية بين الحكومة التى تقودها جماعة الإخوان المسلمين وحركة حماس وعن دفع قطر 250 مليون دولار لحماس من أجل دعم مرسى، وفتح الرئيس المصرى لقنوات الاتصال مع طهران، هو بمثابة الأمر إنذار موجه إلى دول الخليج حول أن الجماعة المدعومة من قطر ستشكل تهديدا لأنظمتهم». واستمر المحلل السياسى بيل جيريتس، كاتب التقرير، قائلا «رغم مخاوف رجال الدين السعودى من دعم جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الجماعة تود تقليدهم فى تكوين جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، لإنفاذ القانون وأحكام الشريعة أيضا، مستغلة إضراب الشرطة لأسلمة وأخونة الجهاز الأمنى». وأشارت إلى أن ما يؤكد تلك المزاعم ما قاله المحلل الاستراتيجى والمستشار فى وزارة الدفاع، اللواء المتقاعد محمد عبد المنعم كاطو، من أن الجيش يواجه بقوة محاولات أخونة الوزارة من قبل مرسى وجماعته، وتجاهل سيناء وأنفاق غزة، مضيفة أنه يبدو أن تصريحات كاطو بشأن تزايد احتماليات عدم إكمال مرسى لفترة ولايته تزداد بقوة. أما بالنسبة إلى تعامل إدارة أوباما مع الإخوان المسلمين، قالت «واشنطن تايمز»: «العديد من المستشارين المتعاطفين مع الجماعة يفضلون عدم التصدى مباشرة لمحاولاتهم لأخونة البلاد، وتبنت الإدارة الأمريكية سياسات تصالحية ولم تضغط للمزيد من الإصلاحات الديمقراطية». وشبهت الصحيفة زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة ومساندته الإخوان، بتلك الزيارة التى أجراها واللقاء الذى عقده الرئيس الأمريكى السابق جيمى كارتر لآية الله الخومينى فى منفاه بالسبعينيات، قبل أن يتخلوا فى نهاية المطاف عن حليفهم شاه إيران، ويفتحوا الباب أمام ثورة إسلامية متشددة باتت عدوا كبيرا للولايات المتحدة. ونقلت عن فرانك جافنى، رئيس مركز السياسة الأمنية، قوله إن سياسة أوباما الخارجية نسخة طبق الأصل من سياسة «جيمى كارتر» التى تعتمد على المنشطات، ولا تضع حلولا للأزمات. وتابع قائلا «ما يحدث اليوم فى مصر هو سيطرة الإخوان المسلمين وصعود الإسلاميين فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ككل، ويجعل كارثة كارتر مع إيران، أهون وأقل كثيرا مما قد يقع فيه أوباما».