مركز بحثي أمريكي: إيران تخشى من اكتساب العبادي شعبية بسبب إصلاحاته عاد نوري المالكي إلى العراق بعد زيارة لإيران، فنجح في تحويل الأنظار عن حزمة الإصلاحات التي كان أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل نحو أسبوعين والتي لاقت استحسان الكثيرين سواء في داخل العراق، أو من المهتمين بشؤونه. وهدد المالكي بكشف ما بحوزته من ملفات لمسؤولين في العملية السياسية قال "إنها تثبت تورطهم في عمليات قتل وخطف للعراقيين". وجاء تهديد المالكي خلال لقائه عددًا من قيادات ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة، كانوا في استقباله بمطار بغداد بعد عودته من زيارة لطهران استمرت ستة أيام. وقال المالكي في تصريحات تلفزيونية "إن من يحقق في قضية سقوط الموصل متهم بعمليات خطف وقتل، في إشارة إلى حاكم الزاملي القيادي في تيار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر"، مشيرًا إلى أن الزاملي أراد بتقرير سقوط الموصل أن يخلط الأوراق. ويرأس الزاملي لجنة تحقيق الموصل، كما أنه زعيم في مليشيا جيش المهدي سابقًا، وسرايا السلام حاليًا، وتوجه إليه تهم بقيادة فرق قتل وخطف عندما كان يشغل منصب وكيل لوزير الصحة في حكومة المالكي الأولى بين عامي 2006 و2010. وقد أحال البرلمان العراقي - الاثنين الماضي - تقريرًا إلى المدعي العام، يدعو لمحاكمة المالكي و35 من كبار المسؤولين بتهمة الإهمال في سقوط الموصل بيد تنظيم داعش. ودعت لجنة التحقيق البرلمانية المالكي والمسؤولين الآخرين، ومن بينهم أثيل النجيفي محافظ نينوى السابق - للمثول للمحاكمة بتهمة الإهمال. وفي السياق ذاته، اتهم مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان العراق المالكي بالتسبب في سقوط الموصل بيد تنظيم داعش. ونفى بيان صادر عن مكتب البارزاني، الأربعاء، صحة الادعاءات التي أطلقها المالكي قبل أيام من العاصمة الإيرانيةطهران، مُتهمًا فيها إقليم كردستان العراق وتركيا بالتخطيط لسقوط الموصل. وتقول مصادر إعلامية أمريكية وخليجية "إن الهدف الواضح للمالكي بعد عودته من إيران هو إحراج رئيس الوزراء العبادي"، وقال مركز ستراتفور البحثي الأمريكي الذي تمتاز تحليلاته بالطابع الاستخباري "إن إيران تخشى من أن يدفع طريق الإصلاح المالكي نحو توجه أكثر استقلالية، بعد أن يتمكن من إعادة هيكلة البيروقراطية والقضاء على شبكات الفساد. ويضيف المركز الأمريكي "أنه المالكي كان محاصرًا خلال سنوات حكمه بسلاسل من الفضائح والخصومات التي أجبرته على الاعتماد على دعم إيران واللعب على وتر الطائفية باستجداء التأييد الشيعي". لكن هدف إيران – بحسب المركز الأمريكي – لم يكن الاحتفاظ برئيس وزراء كالدمية بقدر ما كان منع ظهور دولة قوية ومستقرة في العراق. وكان تقرير لصحيفة "خليج تايمز" يوم الأربعاء الماضي كشف عن زيارة إلى بغداد مؤخرًا قام بها قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الإيراني، بهدف تشكيل معارضة لتقديم المالكي للمحاكمة، وبالفعل فقد نجح في حشد دعم مليشيات شيعية وشخصيات سياسية ودينية.