ساحات التحرير تتبادل مواقع الصدارة فى مشهد الربيع العربى، وجميعها شواهد على دماء مستمرة فى التدفق، حتى تنال الشعوب الحرية. لليوم الثالث على التوالى، وبالتزامن مع وصول مبعوثى مجلس التعاون الخليجى والأممالمتحدة لليمن، تجدد القصف العنيف بصنعاء وتعز لتظل أعداد الضحايا فى تزايد مستمر وسط اشتباكات عنيفة بين الجنود الموالين للحكومة، ومنشقين انضموا لصفوف الثوار. صاروخان على الأقل أصابا أمس الثلاثاء معسكرا للاحتجاج فى العاصمة اليمنية، كما تجدد القصف المدفعى وإطلاق نيران المدافع الرشاشة قرب ساحة التغيير فى صنعاء، فى حين أطلقت قوات موالية لصالح الرصاص الحى الكثيف على مسيرة حاشدة بالعاصمة، كما تعرض حى الروضة بتعز لقصف بالأسلحة الثقيلة، لترتفع أعداد القتلى منذ بداية الهجمات وحتى كتابة هذه السطور لنحو 70 قتيلا و1000 جريح مع تطور نوعى جديد أمس بسقوط 2 من بين القتلى برصاص قناصة.
ومع استمرار قصف قوات صالح للثوار، أكد العاهل السعودى دعم المملكة لليمن خلال استقباله فى قصره بالرياض أول من أمس، الرئيس صالح، الذى عبر عن امتنانه للرعاية التى حظى بها خلال تلقيه العلاج فى مستشفيات المملكة.
وإذا كان نزيف الدماء يتجدد فى اليمن، فإنه لم يتوقف يوما فى سوريا، حيث تواصل سقوط الشهداء أول من أمس برصاص قوات الأمن والشبيحة التى أوقعت 13 شهيدا بحمص ودرعا وحماة واللاذقية.
بشاعة نظام الأسد تتكشف أكثر كل يوم، وآخر علاماتها اعتراف أحد عناصر «الشبيحة» بعد نجاح بعض الثوار فى القبض عليه، أنه وزملاءه قاموا باختطاف مجموعة من الفتيات من شقيقات المعارضين واحتجازهن فى منطقة المزرعة بمدينة حمص قبل أن يغتصبوهن ويقتلوهن، وأمام تواصل القمع الوحشى، لا يجد السوريون الشرفاء إلا الاستمرار فى مظاهراتهم السلمية حتى يسقط النظام.
ودوليا، اتهم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة النظام السورى بالقيام بانتهاكات واسعة النطاق ضد المتظاهرين قد ترقى لمستوى جرائم ضد الإنسانية، وهو ما نفاه السفير السورى ورفضته روسيا.
وفى ذات السياق أجرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أول من أمس محادثات مع نظيرها الروسى سيرجى لافروف، لإقناعه بأن قرارا فى الأممالمتحدة سيكون ضروريا لمواجهة القمع العنيف فى سوريا، وذكرت صحيفة «نيويوك تايمز» أن إدارة أوباما بدأت تعد خططا للسياسة الأمريكية فى المنطقة بعد رحيل الأسد بعدما ازدادت قناعاتها بأنه لن يكون قادرا على البقاء فى السلطة.