فصول مأساة جديدة شهدها شارع "وسط البلد" بالمطرية، بعدما حلت الشرطة كضيف ثقيل ومرعب -حسب وصف الأهالي. المئات مجتمعون، عويل السيدات يتجاوز عنان السماء، طعم الموت والمرارة يكسو البيوت، ويتوسط الشارع صورة للمجنى عليه الذى سقط بطلق خرطوش؛ تخليدًا لذكراه ومذيلة بكلمة شهيد قسم المطرية. "التحرير" كانت في الشارع الذي شهد اشتباكات بين الشرطة والأهالي بعد معركه بين عائلتين -حسب رواية الداخلية- بسبب النزاع على توك توك. المأساة يروى تفاصيلها أحمد، نجل قتيل الاشتباكات: "بابا بعد ما ضربوه بالرصاص فضلوا يضربوه برجليهم، ورشوا علينا غاز بيوجع العينين". ويستكمل الحديث عنتر سيد حميد، شقيق المجني عليه: "إحنا لو إرهابين مش هايعملوا معانا كده"، وبصوت يملؤه الحزن والبكاء قال "أخويا كامل 34 سنة، جزار وعنده أكتر من توك توك، يشغلهم كرزق إضافي له بجانب عمله". ويذكر حميد: كان يعمل لدى أخي على التوك توك شخص يدعى طه خالد، 19 سنة، وكان يأخذه من الساعة الثانية عشر ظهراً حتى الساعة العاشرة مساءً، نظير40 جنيهَا ثمن الوردية، وفي يوم الواقعة تأخر طه حتى الواحدة صباحًا، وبالاتصال به أغلق التليفون، فتوجه أخي كامل ومعه أخى الآخر حسن إلى منزله، وبالسؤال عن طه قال والده إنه لا يعلم عنه شيئاً، فقال له كامل: "إزاي مش ده ابنك، وواخد التوك توك بتاعى إزاي متعرفش"، فرد والد طه "أنا مالي ده عيل حرامي حد قالك تشغله"، فاستشاط أخي غيظًا، وقال له "أنا مش هاسيبك لغاية ما ابنك يجيب التوك توك، وهاتيجي تقعد على القهوة اللي في شارعنا لغاية ما ابنك يجيي". ويضيف: كان ذلك في تمام الساعة الثانية صباحًا، وأثناء جلوسنا على المقهى، تصادف مرور دورية للشرطة، فاستغاث بهم والد طه "الحقني يا باشا الناس دي خاطفيني" فتوقفت الدورية، ونزل منها الضابط "ك. أ"، معاون مباحث القسم، ومعه القوة المرافقة، قائلاً "إيه في إيه"، فتحدث الرجل: "يا باشا الناس دي خطفاني"، فرد أخي على الضابط "هو في حد مخطوف وقاعد مع اللى خاطفينه على قهوة في شارع رئيسي، ليرد الضابط "أُمال هو بيقول كده ليه"، فأخبره أخي بتفاصيل الموضوع من بدايته فسأله الضابط "معاك دليل على الكلام ده، ولو فيه معملتش محضر ليه، ولا هي بلطجة" وقام الضابط بسب أمنا فرد عليه أخي فصفعه فرد أخي الصفعة, فقام هو وأفراد القوة بسحله. ويذكر حميد: استيقظ الأهالي وتجمعوا في الشارع، وضربت القوة أخواتي خالد، 45 سنة، وحسن، 37 سنة، وإطلاق الخرطوش من بنادقهم، فأصيب بعض الأهالي وفوجئنا بوقوع أخي بجانب توك توك أمام القهوة، وعندما ذهب شقيقي خالد لرؤية ما حدث له أطلقوا النارعليه، ليصاب ب 3 طلقات خرطوش في ساقه، وأصيبت ابنة أخي، 8 سنوات، برش خرطوش، وأطلقوا النار بكثافة، ليس خرطوش فقط، ولكن رصاص حى أيضًا. وتلتقط طرف الحديث نغم، والدة المجني عليه: "لما لقيت ابني مضروب بالنار وسطهم، جريت عليهم أقولهم حرام عليكم" إلا أنها تفاجئت بشخص يضربها بعصا على قدمها ووقعت على الأرض، ولم يراعِ سنها الكبير. وتضيف زوجته: "لما لقيت حماتي وجوزي واقعين على الأرض جريت عليهم أصرخ وأقولهم حرام عليكم، فضربوني باللكمات على وجهي". ويذكر بخيت مرقص، يسكن بجوار القهوة: "باب المحل عندي اتحطم من كثرة الرصاص، والبضاعة اللي جوه معظمها اتحطم". أما محمد يوسف، أحد سكان المنطقة، فيروي: "أنا بنتي 3 سنين اتخنقت من كتر الغاز اللي فضلوا يضربوه". تلك كانت تفاصيل الواقعة كما جاءت على لسان المجنى عليهم وبعض سكان المنطقة أما الرواية الرسمية وكما جاءت في محضر الشرطة فتقول إن تفاصيل الواقعة ترجع إلى أنه أثناء مرور قوة أمنية من قوة قسم شرطة المطرية بمنطقة عرب الحصن، استغاث بها «خالد رمضان» عامل، وقرر قيام «خالد حميد» عاطل و3 من أشقائه، بالتعدي عليه بالضرب، واحتجاز زوجته «كريمة محمد أحمد» ربة منزل وشقيقيها «سامح، وسيد» عاطلين، بحجة استيلاء نجله طه، 19 سنة، سائق على دراجة بخارية "توك توك" ملك الأول وأثناء الفحص، قام أفراد من عائلة الطرف الأول بإطلاق أعيرة نارية وإلقاء الحجارة من أعلى أسطح المباني تجاه القوة، فبادلتهم القوة إطلاق النيران، ونتج عن ذلك وفاة أحدهم إثر إصابته برش خرطوش بالصدر) وإصابة الثاني برش خرطوش بالفخذ، وإصابة أمين شرطة فؤاد جاد الرب، من قوة وحدة مباحث القسم، بكدمات بأنحاء الجسم، كما قاموا بإضرام النيران بمدخل منزل المجني عليهم، وأمكن السيطرة على الموقف، وضبط الثاني والثالث، وفر الأول هاربًا وبحوزته سلاحًا ناريًا فرد خرطوش. بإجراء التحريات وجمع المعلومات، تبين قيام المتهم الهارب بتسليم طه، نجل المجني عليه، مبلغ 18 ألف جنيه والتوك توك ملكه؛ لشراء مواد مخدرة من منطقة سرياقوس بالقليوبية؛ للاحتفال بعرس نجلته، إلا أنه استولى على الدراجة والمبلغ المالي، فقاموا إثر ذلك باحتجاز أهله.