زيارات وزيري الخارجية السعودي والإيراني إلى موسكو توحي بقرب إطلاق عملية سياسية برعاية روسية كتب: محمود حسام ووكالات في تصريح لا يخلو من دلالة، قال الرئيس الأمريكي باراك أمس إنه يرى «بارقة أمل للحل السياسي» في سوريا لأن روسياوإيران، حليفي النظام، تعتقدان أن "الرياح لا تميل لمصلحة (الرئيس بشار) الأسد"، على حد تعبيره. ويأتي هذا في وقت حقق توافق أمريكي-روسي اختراقا في مجلس الأمن بإصدار قرار دولي بالإجماع يمكن أن يؤدي إلى محاسبة أفراد ومسؤولين عن جرائم استخدام أسلحة كيماوية، في قرار غير مسبوق سد ثغرة أساسية في مسألة المحاسبة على الجرائم المرتكبة منذ بداية النزاع. ويسود توتر في الأوساط العلوية في اللاذقية نتيجة قتل ابن عم الرئيس السوري ضابطا في الجيش لأنه تجاوزه بسيارته. وقال أوباما خلال اجتماع في البيت الأبيض مع عدد من الصحفيين من كاتبي الافتتاحيات: "اعتقد أن هناك نافذة فتحت قليلاً لإيجاد حل سياسي في سورية" وإن سبب ذلك يعود "جزئيا لأن روسياوإيران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لمصلحة الأسد". وأضاف أوباما أن أيا من هاتين الدولتين لا "تتسم بالعاطفية" في تحديد مواقفها، مضيفا أن موسكو ولا طهران تتأثران كثيرا ب "الكارثة الإنسانية" في سوريا، إلا أنهما قلقتان بالمقابل من احتمال "انهيار الدولة السورية". وتابع: "وهذا يعني، وأعتقد ذلك، بأنه باتت لدينا اليوم فرص اكثر لقيام محادثات جدية، مما كانت لدينا في السابق" في شأن الأزمة السورية. وقال أوباما إنه لا يمكن التوصل لأي حل من دون مشاركة إيران والسعودية، موضحًا: "لا سبيل للحل في سوريا بدون إيران لأنها تمول الأسد وحقيقة أن حزب الله هو أكثر قوة يمكن للأسد الاعتماد عليها". واستطرد أن "السعودية هي أكبر قوة سنية في الخليج، وسنحتاج لأن تكون مشاركة بقوة"، وذلك رغم عداء الرياض الواضح لإيران. ويصل الإثنين المقبل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى موسكو، ويليه الثلاثاء المقبل نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، ويأتي هذا في ظل حديث عن مبادرة إيرانية للتوصل لحل سياسي للأزمة. يشار إلى أن روسيا استقبلت في 24 يوليو الماضي قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، وهو ضابط المواجهة الأول ضد تنظيم داعش في العراق، والمشرف على تنسيق الدعم العسكري واللوجستي الإيراني لدمشق، والرجل الأكثر معرفة وخبرة بالوقائع الميدانية في سوريا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أجرى خلال شهر 4 اجتماعات مع نظيره الأمريكي جون كيري لبحث الملف السوري بينما سعى نائبه ميخائيل بوجدانوف إلى استعادة الحوار مع المعارضة السورية، فتلقى "الائتلاف الوطني" المعارض دعوة للعودة إلى موسكو، والتقى بوجدانوف في القاهرة رئيس "الائتلاف" الأسبق احمد الجربا، في رسالة إلى السعوديين عن حجزهم مقعدا لحليفهم المعارض، فيما كان لافروف يلتقي معاذ الخطيب في الدوحة، الذي لم يبد حماسة للعودة إلى موسكو، بحسب مصادر إعلامية لبنانية مقربة من حزب الله.